زوعا اورغ/ اعلام البطريركية
في العاشر من حزيران 2018، أقام قداسة سيدنا البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني مأدبة إفطار رمضانية في دير مار أفرام السرياني بمعرة صيدنايا، شارك فيها غبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، إلى جانب ممثّلين عن مختلف الكنائس في دمشق.
مثّل فخامة الدكتور بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية، في المأدبة معالي الأستاذ منصور عزام، وتقدّم المشاركين أيضًا دولة رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس وسعادة رئيس مجلس الشعب الأستاذ حمودة صباغ، إلى جانب معالي وزير الأوقاف فضيلة الشيخ الدكتور محمد عبدالستار السيد، وسماحة المفتي العام للجمهورية العربية السورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون، ومعالي الأستاذ عاطف النداف وزير التعليم العالي، ومعالي الدكتور أحمد القادري وزير الزراعة، ومعالي الدكتور نزار يازجي وزير الصحة، ومعالي الأستاذ بشر يازجي وزير السياحة، والأستاذ نجدة أنزور نائب رئيس مجلس الشعب وعدد من أعضاء القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي وعدد من أعضاء مجلس الشعب السوري، ورؤساء الأحزاب السياسية، ووفد كبير يضم كبار علماء المسلمين بدمشق وريفها.
وشارك من كنيستنا أصحاب النيافة الأحبار الأجلاء المطارنة: مار سلوانس بطرس النعمة، مطران حمص وحماة وطرطوس وتوابعها، مار يوستينوس بولس سفر، النائب البطريركي في زحلة والبقاع، مار تيموثاوس متى الخوري، النائب البطريركي في أبرشية دمشق البطريركية، ومار تيموثاوس ماثيو، السكرتير البطريركي لشؤون الكنيسة في الهند، إلى جانب عدد من الآباء والرهبان والشمامسة.
في كلمته، رحّب قداسته بالحضور الكرام في ربوع دير مار أفرام السرياني معتبرًا أنّ “اجتماعَنا اليوم حول إفطارٍ رمضانيٍّ في رحاب ديرٍ مسيحيٍّ لهو أقوى رسالةٍ نبعثُها لكلِّ العالمِ حول طريقةِ العيشِ السوريةِ التي مَثَّلَت وما زالَت تُقدِّمُ نموذَجًا راقيًا للعلاقةِ بين أبناءِ الشعبِ الواحدِ بمختلفِ انتماءاتهم الدينية والطائفية والعرقية”. وأضاف “رسالتنا اليوم، هي أنّنا لن نتخلّى عن نهجنا في العيش معًا، متّفقين على محبّة وطننا والذود عن حياضه وَلَئِنْ اختلفنا في انتماءاتنا إلى أديان وطوائف. لأنّ هذا النهج هو الذي حمانا في محنتنا هذه وهو أيضًا الكفيل لنا بمستقبلٍ سلاميٍّ واعدٍ للأجيال القادمة”.
وأشار قداسته إلى أنّه “ومع هذا الانتصار الكبير تبدأ معركتنا مع إعادة بناء وطننا الحبيب سوريا […] ولكنّ إعادة بناء إنساننا السوري هي التحدّي الأكبر الذي يواجهنا: فالحروب والمحن تضرب أنفس الناس وتنشر فسادًا اجتماعيًا أخلاقيًا كبيرًا”.
ونوّه قداسته “بالدور الكبير الذي قامت وتقوم به كنائس سوريا في مواجهة هذه الأزمة” مقدّرًا في الوقت عينه “ما تقوم به وزارة الأوقاف من الجهود الكبيرة” لجهة حملات التوعية والإرشاد التي تهدف إلى تقويم الأخلاق.
ثمّ ألقى معالي وزير الأوقاف فضيلة الشيخ الدكتور محمد عبدالستار السيد كلمةً شكر فيها قداسة سيدنا البطريرك على لفته القيمة، وأشار إلى التاريخ المشترك بين المسيحيين والمسلمين، معتبرًا أنّ هذه العلاقة هي أعظم رسالة يمكن أن تصل إلى الغرب والعالم كلّه.
بدوره أكّد سماحة المفتي العام للجمهورية العربية السورية الدكتور محمد بدر الدين حسون في كلمته أنّ سورية تدفع اليوم الثمن على مثل هذا اللقاء الذي يظهر العلاقة بين المسيحيين والمسلمين.