زوعا اورغ/ اعلام البطريركية
في الأول من نيسان 2018، ترأّس قداسة سيّدنا البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني قدّاس عيد الشعانين في كاتدرائية السيدة العذراء (أم الزنار) في حمص، يعاونه نيافة الحبر الجليل مار سلوانس بطرس النعمة، مطران حمص وحماة وطرطوس وتوابعها، وخدمه الآباء الكهنة والرهبان والشمامسة وجوقة أم الزنار، بحضور المئات من أبناء الأبرشية.
وبعد تلاوة الإنجيل المقدّس، ألقى قداسته موعظة العيد فقال: “ها المسيح – المسيّا المنتظر ومشتهى الأجيال – الذي لطالما انتظره اليهود قد جاء ليعيد المُلك، ولكن ليس كما توقّع اليهود؛ فإنّهم لم يفهموا أنّ مملكته ليست من هذا العالم، هي ليست مملكة أرضية، فالمسيح لم يطلب جيوشًا تدخل أمامه أو تسير خلفه، لكنّه دخل على جحشٍ ابن أتان وأمامه على الأرض خرقٌ قديمة وبالية.” وأضاف قداسته: “ها المسيح يأتي وديعًا متواضعًا، وقد نطقت النبوءات وصرخ الأطفال: هذا هو الملك.. مباركٌ الآتي باسم الربّ.” وأشار قداسته إلى أنّ الربّ يسوع “هو ملكٌ كامل الملوكية فهو عادلٌ وديعٌ ومنصورٌ” وتساءل: “في أيّ ملكٍ أرضيٍّ تجتمع كلّ هذه الصفات؟ في الحقيقة، المسيح ليس ملك عبوديةٍ بل ملك الحرية!” وأردف قداسته: “أين نقف اليوم نحن، بين الأطفال لنستقبل المسيح ونعلنه ملكًا؟ أم بين التلاميذ فنفرش أمامه ثيابنا وحياتنا؟ أم بين رؤساء الكهنة والشعب نريد إسكات صوت الحقّ؟” وقال قداسته: “لو سمحنا للربّ أن يملك في حياتنا وفي عالمنا الذي ابتعد عن الحق، لما كنّا نرى جوعًا أو فقرًا أو اضطهادًا أو حربًا.”
وفي ختام موعظته، دعا قداسته الربّ يسوع ليدخل قلوب كلٍّ منّا ويجد مسكنًا ويقود حياتنا نحو الوداعة والعدل والنصر. ورفع قداسته الصلاة من أجل رؤساء هذا العالم داعيًا إيّاهم ليتشبّهوا بالملك السماوي، ومن أجل أبناء الكنيسة السريانية في العالم أجمع، ومن أجل مدينة حمص المباركة الني تشهد في هذه الأيام عمران كنائسها وبيوتها ودور عبادتها.
وخلال القدّاس الإلهي، ترأّس قداسته طقس تبريك أغصان الزيتون، ثمّ أقام زيّاح عيد الشعانين داخل الكاتدرائية وفي باحتها الخارجية، فبارك الأطفال وجموع المؤمنين الغفيرة التي شاركت بالقدّاس الإلهي.