زوعا اورغ/ بغداد
تمر على شعبنا الكلداني السرياني الآشوري في السابع من اب الذكرى السادسة والثمانون لمذبحة سميل والذكرى الخامسة للابادة الجماعية والتهجير القسري الذي تعرض له شعبنا في سهل نينوى والموصل وكذلك الأخوة الايزيديين في سنجار ومناطق أخرى على يد تنظيم داعش الارهابي.
وبهذه المناسبات الاليمة نقف بخشوع اجلالا لارواح شهداؤنا الابرار وتنحني الهامات امام تضحياتهم وارواحهم الطاهرة ودمائهم الزكية التي قدموها على مذبح حرية شعبنا ووجوده وحقوقه العادلة وطموحاته المشروعة في ارض اباءه واجداده، بلاد بابل وآشور.
اليوم اذ نستذكر شهدائنا الأبرار والضحايا الأبرياء الذين سقطوا ظلما عبر مراحل تاريخية طويلة، فإننا نقيّم عاليا كل التضحيات التي قدمت للحفاظ على الوجود والانتماء القومي والديني لشعبنا وهو يواجه الطواغيت عبر العصور، اذ تعرض نتيجة لذلك للمذابح الجماعية بسبب التعصب والتشدد الديني منذ ايام الحكم الساساني وحقب الدول الاسلامية، مرورا ببدرخان ومذابحه في اواسط القرن التاسع عشر وإبادات والتطهير العرقي ( سيفو ) ابان الحرب العالمية الاولى، ثم مذابح سميل اثر انتفاضة شعبنا التحررية عام ١٩٣٣، حيث المذابح والابادة العرقية التي ارتكبتها الحكومة العراقية في حينه في مناطق سميل والتي راح ضحيتها الالاف من ابناء شعبنا وتلتها مذبحة صورية عام 1969، وجرائم الانفال عام ١٩٨٨ من قبل النظام الدكتاتوري البائد، ومذبحة سيدة النجاة عام 2010، وفي خضم تلك المسيرة توجت بكوكبة شهداء حركتنا على ايدي النظام الصدامي الفاشستي البائد منذ أواسط الثمانينيات القرن الماضي والذين ضحوا بارواحهم الطاهرة دفاعا عن كرامة الامة وحقوقها المشروعة في الشراكة الوطنية.
واليوم اذ تتزامن ذكرى يوم الشهيد الكلداني السرياني الآشوري مع النصر في تحرير محافظة نينوى وسهلها وبقية مناطق العراق من دنس تنظيم داعش الارهابي، فاننا نؤشر عدم استكمال وتلكوء عودة المهجرين بصورة كاملة الى مناطقهم رغم تحريرها وذلك لبروز مشاكل جديدة تتمثل في عدم إيفاء الحكومة بالتزاماتها تجاه ابناء هذه المناطق من حيث فرض الأمن واستتبابه ومشاركة ابناء المناطق في حماية أنفسهم عبر مفهوم الأمن المحلي ، بالاضافة الى عدم استكمال البنى التحتية ومستلزمات العيش الكريم، فالتعويض عما خسروه، كما ويؤشر استحواذ قوات أمنية ليست من ابناء المناطق على مقدرات ابناء السهل من شماله حتى جنوبه، وتقسيم سهل نينوى على خلفية وذريعة المتنازع عليها. ورغم ذلك كله نتأمل خيرا بعودة سكان سهل نينوى الذين شرعوا في تأهيل البنى التحتية في بلداتهم وتعمير مساكنهم، ونشيد بالدور الكبير الذي اضطلعت به وحدات حماية سهل نينوى NPU في التمهيد لعودة المهجرين وحمايتهم بعد عودتهم وتوفير الأمن والأمان لهم من خلال مسك الأرض وإدارة الملف الأمني بعد ان شاركت في تحرير بعض مناطق سهل نينوى.
كما وندعو الحكومة العراقية لتحمل مسؤوليتها الوطنية في الاستجابة لحاجات واستحقاقات النازحين المهجرين لمساعدة العائدين منهم وإعادة من تبقى الى مناطقهم وتوفير العيش الكريم لهم .
وفي هذه المناسبة ايضا وانطلاقا من المسؤولية التضامنية والإنسانية ندعو المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته تجاه المناطق المنكوبة والمتضررة نتيجة تدمير داعش او العمليات العسكرية اثناء التحرير، وندعوهم لدعم سهل نينوى وحمايته ورعايته وتعزيز دور ابناءه وذلك من خلال تمكينهم سياسيا واداريا واقتصاديا، ودعم مطالب شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وبقية مكونات المنطقة المشروعة بتفعيل قرار استحداث محافظة سهل نينوى على اساس جغرافي واداري، وذلك من شانه ان يقوض سياسات واجندات التغيير الديموغرافي والممارسات التي تهدف الى فرض ارادات خارجية على مناطقنا، كما ونرفض سياسات فرض الامر الواقع على مناطقنا في سهل نينوى بعيدا عن مصالح ابنائها وتطلعاتهم.
وفي ذات الوقت على البرلمان ان يشرع ما يحفظ حقوق وكرامات المواطنين، ويمنع تكرار المذابح على أي خلفية كانت عبر تحقيق العدالة والمساواة وفرض سلطة القانون في البلاد لتوفير الامن والاستقرار والازدهار، وفي ذات الوقت تشريع ما يضمن حق العودة لمهجري مذبحة سميل عام 1933 وتعويضهم وبناء قراهم.
كما ونشيد بدور جاليات شعبنا ورفاقنا في المهجر لوقوفهم الى جانب شعبنا وبالاخص المهجرين من سهل نينوى والموصل من خلال المساعدة لتخفيف المعاناة مؤكدين دعوتنا للتواصل وتكثيف الجهود لكسب الدعم السياسي لقضية شعبنا وحقوقه وتطلعاته المشروعة.
وفي اقليم كردستان فإننا نؤكد مرة اخرى على اولوية ازاله ورفع التجاوزات على قرى واراضي شعبنا، واحترام ارادته وتحقيق مبدأ الشراكة السياسة والوطنية وتمثيله في كافة المؤسسات الحكومية. وإننا نتأمل خيرا في الكابينة الحكومية الجديدة ان تتصدى للملفات العالقة منذ سنوات طويلة، وان تشرع في ايجاد الحلول المناسبة لإعادة الحق لاصحابه الشرعيين. واستنادا على ذلك فإن الموقف الإيجابي لحركتنا من حيثيات تشكيل الحكومة الجديدة في الإقليم استند على الاستعداد المتبادل للشروع في ترسيخ علاقة سياسية تتجاوز معرقلات الماضي والتحلي بالإرادة السياسية للتعاطي الجاد مع كل الملفات التي بقت دون ان ترى الحلول والمعالجات. وهنا نؤكد مرة أخرى الاستعداد للسير قدما من اجل ترسيخ التآخي والتعايش السلمي والشراكة الوطنية الحقة وذلك عبر ترسيخ سلطة القانون وتحقيق العدالة٠
وفي الختام نعاهد شعبنا بالثبات في نضالنا مؤكدين عهدنا بالسير على خطى الشهداء الابرار، ملتزمين بنهجهم القومي والوطني وتكملة مسيرتهم في التضحية حتى تحقيق كامل حقوقنا المشروعة والعادلة.
المجد لشهدائنا … والنصر لقضيتنا العادلة
المكتب السياسي
الحركة الديمقراطية الاشورية
بغداد ٧ اب ٢٠١٩