في الأول من نيسان 2025، عمّت احتفالات رأس السنة البابلية الآشورية (أكيتو) مناطق عدة في العراق والعالم، وسط مشاركة جماهيرية كبيرة من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري. وبالرغم من حادثة الاعتداء التي وقعت خلال المسيرة الاحتفالية في دهوك، بقي العيد مناسبة حية للتعبير عن الهوية القومية وتجديد العهد مع التاريخ والتراث.
مراسم أكيتو في دهوك: فرح وحادثة
انطلقت مسيرات جماهيرية في مدينة دهوك، حيث ارتدى المشاركون الزي التقليدي وحملوا الأعلام والرموز القومية، مرددين شعارات تؤكد على الوجود التاريخي والحضاري لشعبنا في بلاد الرافدين.
في خضم الأجواء الاحتفالية، أقدم شخص يحمل فأسًا على مهاجمة المحتفلين، ما أسفر عن إصابة شخصان، بينهم فتى يبلغ من العمر 17 عامًا وامرأة مسنّة. وقد جرى توقيف الجاني بسرعة وتسليمه إلى الأجهزة الأمنية، فيما نددت فعالياتنا ومنظماتنا بهذا الاعتداء الجبان.
رئيس الوزراء يشيد بالتنوع ويؤكد الالتزام
بمناسبة عيد أكيتو، قدّم رئيس مجلس الوزراء العراقي، السيد محمد شياع السوداني، تهانيه إلى أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري، مؤكدًا في بيان رسمي:
“إن مناسبة رأس السنة البابلية الآشورية (أكيتو) تمثل جزءاً مهماً من التنوع الثقافي العراقي الأصيل، وتعكس عمق التاريخ الذي ينتمي إليه شعبنا الكلداني السرياني الآشوري. نجدد التزامنا الراسخ بحماية حقوقهم وضمان مشاركتهم الفاعلة في بناء عراق موحد مزدهر.”
رئاسة إقليم كوردستان تُهنئ وتندد بالحادث
كما قدّم رئيس إقليم كوردستان، السيد نيجيرفان بارزاني، تهانيه بهذه المناسبة، مشيدًا بإرث هذا الشعب العريق، ومؤكدًا في بيان رسمي أن “الكلدان السريان الآشوريين جزء أصيل من النسيج المجتمعي في كوردستان”، ومنددًا بالحادث الذي طال المحتفلين في دهوك، داعيًا إلى التحقيق ومحاسبة المتسببين.
الإعلام المحلي والعالمي يرصد الحدث
أثار الحدث اهتمامًا واسعًا في وسائل الإعلام المحلية والدولية، حيث غطّت منصات عربية وعالمية تفاصيل الاحتفالات والاعتداء، وكان من أبرزها:
أولاً: الصحافة العراقية والمحلية
موقع زوعا (zowaa.org): نشر تقارير موسعة عن أجواء الاحتفال، مع رصد دقيق لتفاصيل الاعتداء، وانعكاسات ذلك على مشاعر المحتفلين.
المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي: أصدر بيان تهنئة يؤكد فيه التزام الدولة بحقوق المكونات العراقية التاريخية.
رئاسة إقليم كوردستان: نشرت بيانًا رسميًا للتهنئة والتضامن مع الضحايا.
ثانيًا: الإعلام العربي
الشرق الأوسط (السعودية): نشرت تقريرًا بعنوان “جريحان في هجوم خلال احتفالات رأس السنة الآشورية في شمال العراق”، سلّط الضوء على خلفية الاحتفال وتفاصيل الهجوم.
SyriacPress (سوريا): غطّى بيان تحالف “أثرا” الذي هنأ بالمناسبة، مؤكدًا رمزية أكيتو في تجديد الحياة والانتماء القومي.
ثالثًا: الإعلام العالمي
أسوشيتد برس (الولايات المتحدة): نشرت تقريرًا بعنوان “رجل يحمل فأسًا يصيب 3 أشخاص في موكب رأس السنة الآشورية المسيحية في العراق”، وأوردت شهادات من مكان الحادث.
The Sun (المملكة المتحدة): تناولت الحدث من زاوية أمنية تحت عنوان “هجوم بفأس في مهرجان مسيحي: الدولة الإسلامية ما زالت حية”، في تغطية مثيرة.
AINA (أميركا): نشرت سلسلة تقارير عن الاحتفالات في دهوك وأربيل وشتات شعبنا، مشددة على الأهمية القومية لأكيتو وضرورة حمايته.
خاتمة
رغم الاعتداء، فإن عيد أكيتو هذا العام كان استثنائيًا من حيث الزخم الشعبي والاهتمام الإعلامي، ما يؤكد أن هوية شعبنا لا تزال حية، وأن جذور حضارتنا أعمق من أن تُقتلع. أكيتو هو عيد تجدد الأرض، لكنه أيضًا مناسبة لتجديد الأمل في وطن يحتضن جميع أبنائه بعدل ومساواة وسلام.