زوعا اورغ/ اعلام البطريركية
صدور كتاب: “شهيد المسيح”
سيرة المطران رحّو وتعاليمه
للاب ريبوار عوديش باسه
منشورات دار نجم المشرق (53)
“كنيسة العراق اليوم ونحن في الألف الثالث وكأنها تعيش في القرن الأول الميلادي. كنيستنا اليوم أيها المباركون، تعيش الشهادة والاستشهاد. كنيستنا اليوم في العراق هي شاهدة وشهيدة. شاهدة بإيمانها، وشهيدة بدم أبنائها”. هذه الكلمات لوصف كنيستنا العراقية هي من موعظة للمطران بولس فرج رحّو، شهيد الألف الثالث. وهو كتلميذ للمسيح وراعي وخادم لكنيسته المضطهدة طبق هذه الكلمات حيث عاش شاهداً للمسيح، ومات شهيداً في سبيله وفي سبيل أبناء رعيته.
حينما ترأس المطران الشهيد رحّو القداس الإلهي الذي أقيم على نية شهداء الكنيسة الأب رغيد كني ورفاقه الشمامسة وحيد وغسان وبسمان بمناسبة مرور أربعين يومًا على نيلهم إكليل الشهادة، قال في موعظته ما يلي: “نحن اليوم نعيد ذكرى اعتراف وايمان الأب رغيد ورفاقه بمسيحهم المخلص، الذين حملوا صليب شهادتهم مع المسيح معلمهم، ومزجوا دمهم بدمه … لنطلب من حبيبنا رغيد ورفاقه ان يصلوا لأجلنا، نحن الذين لا زلنا على طريق الشهادة، ليرحمنا ربنا. ولتكن دماؤهم الزكية بذرة حياة لكنيستنا في هذا الوطن الحبيب”. ونحن بدورنا نعيد الذكرى العاشرة لاعتراف وايمان المطران الشهيد بولس فرج رحّو ورفاقه الشهداء الشماس فارس جرجيس خضر الياقو ورامي حكمت بولص وسمير عبد الأحد وكل شهداء الإيمان لكنيسة العراق، ونطلب صلواتهم ليرحمنا ويسندنا للسير على خطاهم.
وكان المطران الشهيد رحّو قد بيّن بأن دماء شهداء كنيستنا تعطينا القوة والشجاعة، قائلاً: “نحن لا يهمنا العدد، ربنا يسوع قال: «لا تَخَفْ أَيُّها القَطيعُ الصَّغير» (لوقا ١٢، ٣٢). علينا أن نكون، مهما كان عددنا، شهودًا للمسيح ومشاريع استشهادٍ وملحًا لأرض العراق الطيبة، ونورًا لشعبنا العراقي. إن الدم الذي سفكه الشهيد الأب رغيد ورفاقه أعطى القوة والشجاعة لراعي الأبرشية وكهنته على مواصلة العمل الرعوي رغم سخونة الأوضاع في المدينة”. فلنستمد نحن أيضاً قوة وشجاعة من تعاليم وشهادة المطران رحّو. ولكي تكون تعاليمه في متناول يد القارئ الكريم، أصدرت دار “نجم المشرق” كتاباً عنه بعنوان: “شهيد المسيح” ـ سيرة المطران رحّو وتعاليمه، للأب ريبوار عوديش باسه، وذلك بمناسبة الذكرى العاشرة لاستشهاده هو ورفاقه الثلاثة.
يتناول الكاتب فيه سيرة حياة وقصة استشهاد المطران رحّو وتعاليمه على ضوء كلمة الله، حيث يجد القارئ الكريم فيه كل ما تسنى جمعه من كتابات الشهيد ومواعظه ومقابلات صحفية معه ووصيته الأخيرة.
قُسِّمَ الكتاب لخمسة فصول، وعلى هذا النحو:
الفصل الأول: سيرة الحياة وقصة الاستشهاد
الفصل الثاني: المقالات
الفصل الثالث: المواعظ
الفصل الرابع: المقابلات
الفصل الخامس: الوصية
إن أحد أجمل الأوصاف لكلمة الله نجده في الرسالة إلى العبرانيين، حيث يقول الكاتب: “إِنَّ كَلامَ اللهِ حَيٌّ ناجع، أَمْضى مِن كُلِّ سَيفٍ ذي حَدَّين، يَنفُذُ إِلى ما بَينَ النَّفْسِ والرُّوحِ، وما بَينَ الأَوصالِ والمِخاخ، وبِوُسْعِه أَن يَحكُمَ على خَواطِرِ القَلْبِ وأَفكارِه” (عبرانيين ٤، ١٢). فعلاً كان كلام الله قد نفذ إلى أعماق شهيدنا المطران رحّو، فجعل كلامه أيضاً “أَمْضى مِن كُلِّ سَيفٍ ذي حَدَّين”. وحينما أدرك أعدائه هذه الحقيقة، ولم يستطيعوا مواجهته بمثله، لجئوا إلى العنف لإسكاته، إلا أنهم أساءوا التقدير. فكلامه بذلك أصبح الأقوى والأجمل والأكثر مصداقية، لأنه ثبّته بدمه الطاهر الذي سفكه في سبيل المسيح. وهكذا أصبح الشاهد شهيداً لكلمة الحق، المسيح له المجد.
فلتنفذ كلمات أبينا وشهيدنا مار رحّو، مع كلمة ربّنا وإلهنا ومُخلصنا وغافر خطايانا يسوع المسيح، إلى ما بين أنفسنا وأرواحنا، وما بين أوصالنا ومخاخنا، وخواطر قلبنا وافكاره. وليبقى ذِكره مع ذكر كل الأبرار والصديقين والشهداء والقديسين إلى أبد الأبدين ـ آمين.
“دُخْرانا لْعَالَم نِهْويّ لْزَديّقا“
“ذِكرُ البارِّ يَكونُ لِلأبد”
(مزمور ١١٢، ٦)
ملاحظة: الكتاب من 136 صفحة ملون بقياس ِA5 متوفر في دار نجم المشرق الثقافي للنشر والتوزيع، لمن يرغب باقتنائه الاتصال على البريد الالكتروني (nagm_al_masriq@yahoo.com) او مراجعة مركز الدار في زيونة
أوالاتصال بالرقم 07705320686الشماس بسام نكارا .