زوعا اورغ/ وكالات
منذ أكثر من قرن يحتفل العالم سنويا في 8 آذار بيوم المرأة العالمي، حيث يعد هذا اليوم رمزا للكفاح النسوي والمطالبات من أجل تعزيز حقوق النساء بمواجهة التمييز وانعدام المساواة.
وتبنت منظمة الأمم المتحدة تلك المناسبة سنة 1977، وتحول ذلك اليوم إلى رمز لنضال المرأة تخرج فيه النساء عبر العالم في مظاهرات للمطالبة بحقوقهن، ولقد اختارت المنظمة الدولية التركيز على المساواة في العمل والمجتمع من خلال عنوان لهذه الذكرى هو “مساواة في الحقوق، تكافؤ الفرص، تقدم للجميع”.
وفي بعض الدول كالصين وروسيا وكوبا تحصل النساء على إجازة في هذا اليوم.
وتعود أول مبادرة لتخصيص يوم من أجل قضايا النساء إلى عام 1909 وكان يقف وراءها الحزب الاشتراكي الأمريكي.
غير أن مبدأ اعتماد يوم عالمي للمرأة أقره المؤتمر الدولي للنساء الاشتراكيات، في آب 1910، في كوبنهاغن بدفع من الألمانية كلارا زتكين، لكن من دون تحديد تاريخ، وفي تلك الفترة كانت أصوات النساء الرافضة للتمييز في العمل والمطالبة بحق التصويت تأخذ بعدا أوسع في البلدان المتقدمة.
وقد نشأت حركة النساء المطالبات بحق الاقتراع عام 1903 في بريطانيا حيث نالت النسوة هذا الحق (بدءا من سن الثلاثين) في 1918.
اما النسخة الأولى من يوم المرأة العالمي فتعود إلى 19 آذار 1911 يومها تظاهر أكثر من مليون شخص من أجل حقوق النساء في النمسا والدنمارك وألمانيا وسويسرا.
وفي السنوات الأولى، كانت هذه الأيام مرتبطة بشدة بالتحركات العمالية والاشتراكية، وفي الثامن من آذار 1914، تجمّعت نساء اشتراكيات للمطالبة خصوصا بحق الاقتراع للنساء، وشهد هذا التاريخ أول مظاهرة فعلية ليوم 8 آذار.
وبعد تناسي المناسبة لفترة إثر انطلاق الحرب العالمية الأولى عام 1914، شهد يوم المرأة العالمي بداية جديدة في روسيا. اذ سارت عام 1917 في سان بطرسبرغ (بتروغراد حينها) تظاهرات لعاملات كنّ يطالبن بالخبز وبعودة الرجال من جبهات القتال.
وهذا أول فصل من سلسلة أحداث أفضت إلى تنحي القيصر وإلى الثورة الروسية، وقد أعلن لينين هذا التاريخ يوما رسميا للاحتفاء بالنساء لمناسبة هذا “اليوم الأول للثورة الرسمية”.
وبعد الحرب العالمية الثانية، أصبح تاريخ الثامن من آذار في كل بلدان الكتلة الشرقية يوما للاحتفاء بالنساء وبالشيوعية.
وجاء الاحتفال بهذه المناسبة على إثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي والذي عقد في باريس عام 1945، ومن المعروف أن اتحاد النساء الديمقراطي العالمي يتكون من المنظمات الرديفة للأحزاب الشيوعية، وكان أول احتفال عالمي بيوم المرأة العالمي.
ومنذ مطلع سبعينات القرن العشرين، تمسكت الحركات النسوية الغربية بهذا التاريخ الرمزي وجعلته محطة رئيسية في مسيرة النضال من أجل المساواة والحقوق السياسية والاجتماعية، ومن أجل تشريع الإجهاض والمساواة في العمل.
وفي 1977، أعلنت الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى الثامن من آذار “اليوم الدولي للمرأة”.