أ.د غازي ابراهيم رحو
الانسانية وحب الاخرين والتضحية من اجل النازحين والمظلومين والمحتاجين لبسمة وفرحة تتجلى في مواقف من هو يحمل في قلبه هموم واحزان الاخرين ويحولها الى ضحكة وبلسم وعطاء لهؤلاء المحتاجين من ابناء شعبنا المسيحي النازح الذي طاله الظلم وتخلت عنه الدول واصبح لاجئا يطلب الامان في دول العالم ومنهم هؤلاء النازحين في الاردن – اللذين وجدو من يواسيهم ويقف الى جانبهم في الصعاب والمعاناة اليوم كنت بزيارة الى منطقة ماركا برفقة الاب الفاضل خليل جعارة راعي كنيسة ماركة التي تحوي على مدرسة رسمية يداوم فيها الطلاب الاردنيين صباحا ..تم استغلالها بعد انتهاء الدوام الرسمي الحكومي للمدارس حيث اخذ الاب خليل جعارة راعي الكنيسة في ماركا على عاتقة من خلال منظمة انسانية هي منظمة رسل السلام لكي يستوعب تلاميذ العراق واطفال العراق اللذين هجروا من بيوتهم واراضيهم من الموصل وقراها و واصبحوا هائمين في بلدان الجوار يبحثون عن مخلص يقف الى جانبهم والى جانب اطفالهم فانبرى هذا الاب الذي يحمل في قلبه المحبة للطفولة ويهتم بعوائلهم وفتح لهم قلبه وعقله ليستقبلهم ويضمهم الى كنيسته ويستقبل اطفالهم ليعلمهم ويعمل على افتتاح مدرسة بكامل اساتذتها ولجميع الصفوف بعد ان تخلت عنهم المنظمات الرسمية ومنها الكاريتاس ويجتهد ويجد في تهيئة كل متطلبات الاطفال من ملبس وماكل وكتب ومناهج ومعلمين من النازحين ايضت ويخصص رواتب لهؤلاء المعلمين قدر الامكان بدعم من منظمة رسل السلام ودعم الخيريين واصبح هذا الاب حبيب الاطفال اللذين ان وصل الى المدرسة يتسابق جميع الاطفال للقائه واحتضانه لما يفعله تجاههم حيت تخلت عنهم جميع الجهات الرسمية العراقية دون استثناء وخاصة وزارة التربية العراقية التي كان عليها ان تتحمل رعاية هؤلاء التلاميذ اللذين يمثلون الطفولة وكما تخلى عنهم ادعياء الانسانية فتحمل الاب خليل كل ذلك وقام بفتح مركز طبي لهؤلاء النازحين كما افتتح مخيطة لخياطة ملابس الاطفال وبذل جهوده في تشغيل البعض من النازحين في الخياطة والتدبير ولم يكن ذلك فقط فقد تم افتتاح قاعة دراسية للكبار لتعليم الكمبيوتر ومنح شهادة رسمية للمتخرجين لتعلم الكمبيوتر يمكن لحاملها بالعمل في الدول التي يمكن لحاملها العمل في الدول التي سوف تستقبلهم كم هي امنيات ان يكون جميع ابائنا الكهنة يعملون من اجل المعذبين في الارض من هؤلاء الذين طالتهم يد الغدر وهجرتهم من ارضهم ارض الاصالة والاجداد وكم هي امنيات ان يبادر الجميع بهذه المبادرات التي يعمل من اجلها الاب الفاضل خليل جعارة الذي يوضف جميع امكاناته لخدمة هؤلاء النازحين العراقيين وكم هي امنيات ان تصحو وزارة التربية العراقية وتضع في حسبانها ان هؤلاء هم عراقيون وهي من مسؤوليتها الاساسية ان تهتم بابنائها وكم هي امنيات ان تتحرك احزابنا المسيحية لكي تضع في برامجها كيفية حماية هولاء البراعم ورعايتهم وكم هي امنيات ان يقف البرلمانيين العراقيين من المسيحين وتعلوا صرختهم لكي يهتم البرلمان العراقي بهؤلاء الاطفال هذه امنيات نتمنى على المهتمين بالطفولة ان يضعوا انسانيتهم لهؤلاء الورود من اطفالنا كما هي منظمة رسل السلام والاب خليل جعارة علما ان موقع المدرسة والمركز الطبي ومركز تعليم الكمبيوتر في كنيسة الاب الفاضل خليل جعارة الذي يبذل كل جهوده لمنح الطفولة والابتسامة والامان على وجوه هؤلاء البراعم وفق الله كل من يقف مع ابناء شعبه وابنائه ووفق الله الاب خليل جعارة على جهوده.