زوعا اورغ/ عنكاوا كوم
في الوقت الذي يستعد في نائب الرئيس الامريكي مايك بنس لزيارته الى مصر والاردن واسرائيل والتي ستبدأ في نهاية هذا الاسبوع, لا تزال المخاوف تتزايد بالنسبة للمسيحيين المضطهدين في الشرق الاوسط – وخاصة اللاجئين الذين يبحثون عن المساعدة التي وعدت بها الولايات المتحدة لمساعدتهم على الخلاص من هجوم داعش الوحشي على موطنهم.
اي اغاثة ستكون لأولئك المسيحيين العراقيين المشردين من قبل داعش عندما يرون بأعينهم المساعدات التي وعدت بها حكومتنا – المساعدات التي من المفترض ان تكون الان قد ذهبت الان بشكل مباشر الى الجماعات المختصة لمساعدة اللاجئين, بدلا من ارسالها من خلال الامم المتحدة البيروقراطية والمكلفة.
وخلال زيارتي الاخيرة الى منطقة الشرق الاوسط لمعالجة قضايا الحرية الدينية مع رؤساء مصر والاردن, اتيحت لي الفرصة لزيارة مخيم تابع للأمم المتحدة في الاردن. في حين ان الناس على الارض يقومون بعمل رائع للمساعدة في تلبية الاحتياجات الاساسية لسكانها ألـ 80 الف, لاتزال الاحتياجات داخل المخيمات وخارجها كبيرة.
وتبقى هناك حاجة ماسة الى تقديم المعونة الى المنظمات المختصة والفعالة الملتزمة بمساعدة المجتمعات المسيحية التي غادرت في اعقاب داعش.
في الخريف الماضي, لاحظ الرئيس ترامب ان داعش “ذبحت المسيحيين الابرياء بدون رحمة, الى جانب المسلمين الابرياء والاقليات الدينية الاخرى”.
المسيحيون, على وجه الخصوص, يتعرضون لمخاطر كبيرة في الوقت الحالي. ولا يستطيعون العودة الى مسقط رأسهم التي لا زالت مدمرة لحد الان, وان الامم المتحدة لم تكن فعالة في اعادة البناء, ولايمكن ان تعتز بالعديد من مخيمات الامم المتحدة حيث يهاجم الاسلاميون المتطرفون هؤلاء الناجين من الابادة الجماعية.
وبعد مشاهدة هذه المشكلة, فعلت ادارة ترامب ما يجب القيام به – غيرت السياسة. واعلن ذلك نائب الرئيس بنس في تشرين الاول الماضي.
وقد لاحظ بنس “الحقيقة المحزنة” ان “المؤمنين في نينوى, العراق, كان لديهم اقل من 2% من احتياجاتهم السكنية, في حين ان “غالبية المسيحيين والايزيديين ما زالوا في الملاجئ”. وقال ان بعض المشاريع صنفت على انها “انجزت” بالرغم من وجود علم منظمة الامم المتحدة معلق فوق مبنى غير قابل للاستخدام.
وبعدها اعلن بنس ان “امريكا سوف تقدم الدعم بشكل مباشر للمجتمعات المضطهدة من خلال وكالة التنمية الدولية التابعة للولايات المتحدة… سوف تعمل الولايات المتحدة جنبا الى جنب مع الجماعات الدينية والمنظمات الخاصة لمساعدة اولئك الذين يضطهدون بسبب ايمانهم”.
وتبعت الوكالة الامريكية للتنمية الدولية ذلك باعلانها الخاص بعد خمسة ايام. وفي وقت سابق من هذا الشهر, اعلنت الوكالة الامريكية للتنمية الدولية ان الوكالة وبرنامج الامم المتحدة الانمائي (UNDP) قد اتفقا على زيادة المساعدات للعراقيين, ولاسيما الاقليات الدينية والاثنية, لتمكينهم من العودة الى ديارهم في المناطق المحررة من داعش.
وقد انقضى الموعد النهائي المبدئي في 30 تشرين الثاني مع انجاز القليل فقط. ويقال ان “ورشة عمل” بشان الافكار قد تم اقرارها هذا الشهر. وهذا لا يكاد يبين مدى الالحاح والعمل الذي دعا اليه بنس والرئيس ترامب.
حث المندوب الامريكي الجمهوري السابق فرانك وولف من ولاية فيرجينيا والناشطة الدولية للحريات الدينية منذ فترة طويلة نينا شيا على العمل بشكل اسرع بسبب الوضع المحفوف بالمخاطر في سهل نينوى في العراق.
وبينما يكون مقاتلوا داعش قد غادروا , لايزال العديد من المسيحيين يشعرون بالقلق ازاء امنهم فيما اذا عادوا الى ديارهم, التي لا تزال حاليا تحت الانقاض. اذا لم يعود المسيحيون ويعيدوا البناء عاجلا, فمن المرجح ان لايعودوا ابدا الى نينوى.
يبدو ان الامر ليس سيئا كفاية, اذا لم يعود المسيحيون قد تحصل ايران قريبا على السيطرة بفرض الامر الواقع على منطقة لم يكن لها ابدا تأثير كبير من قبل, والسماح لها بالسيطرة بقبضة حديدية على ممر التأثير الجيوسياسي على طول الطريق الى البحر المتوسط – ومباشرة الى حدود اسرائي.
وفي جلسة استماع في الكونغرس في تشرين الاول الماضي, اكد وولف على ضرورة العمل بسرعة: “من المؤسف ان اقول انه اذا لم يتم اتخاذ اجراء جرئ بحلول نهاية العام, اعتقد انه سيتم التوصل الى نقطة تحول وسوف نرى نهاية المسيحية في العراق في غضون سنوات قليلة”. وخلص الى ان “داعش سوف يكون منتصرا في حملته للابادة الجماعية مالم تتخذ اجراءات ملموسة”.
لقد وضع الرئيس ترامب داعش على المدى البعيد, ولكن اذا تركنا ايران تملأ الفراغ الناتج لاثارة الفوضى وتهديد اسرائيل سنفقد السلام الذي كنا نستطيع ان نحققه.
كما قام قادة اخرون, مثل النائب الجمهوري كريس سميث من نيو جيرسي, بتناول هذه المسألة بشكل مفيد من خلال تشريعات مقل قانون الموارد البشرية 390 وقانون الاغاثة في حالات الطوارئ في العراق وسوريا لعام 2017. وفي نفس الجلسة التي شهد فيها وولف, انتقد سميث ايضا بعض الموظفين في وزارة الخارجية والوكالة الامريكية للتنمية الدولية بسبب تقاعسهم السابق في هذه المسألة.
وسيكون من العار ان تكون الوكالة الامريكية للتنمية الدولية, وهي المنظمة نفسها التي وصفها النائب الجمهوري برايان بابين من تكساسو بأنها تعاونت مع جورج سوروس لفرض سياسات معادية للايمان في بلدان متعددة حول العالم .
نحن بحاجة الى ابقاء اقدام الوكالة الامريكية للتنمية الدولية على النار وضمان ان الوكالة الامريكية للتنمية الدولية تجلب مواردها بالكامل لتخفيف معاناة الاقليات الدينية المضطهدة في المنطقة.
وسيكون نائب الرئيس قريبا في الشرق الاوسط, في حين ان اعلان اكتوبر من الادارة يحدد عملية الوكالة الامريكية للتنمية الدولية, نأمل ان تؤدي زيارته الى عمل يؤدي الى تقديم مساعدات ملموسة للمضطهدين.
ومن اجل المضي قدما, يجب ان تذهب المساعدات الى المجموعات التي تحظى بالاحترام والثقة لانها تساعد بنجاح المسيحيين على الارض في نينوى (فرسان كولومبوس والمحفظة السامرية هي امثلة)
ثانيا, يجب على الولايات المتحدة مراقبة تمويلها للامم المتحدة لضمان وصول هذا التمويل الى ضحايا الابادة الجماعية في العراق.
واخيرا, ينبغي على الجيش الامريكيان يزود الشرطة المحلية بالتدريب للمساعدة في تامين المنطقة, وينبغي تعيين منسق خاص رفيع المستوى لكل هذا في مجلس الامن الوطني.
هذه التوصيات لها دعم واسع, بما في ذلك من المحاربين القدامى مثل النائب السابق وولف.
ويأمل الكثيرون في هذه الخطوات الاخيرة, ولكن علينا ان نحافظ على احساسنا بالالحاح او ان المسيحيين العراقيين قد لايعودون ابدا ويعيدون البناء في وطنهم القديم. واذا حدث ذلك, فمن الممكن ان تفقد ارضهم القديمة هذه الوجود المسيحي للابد.