1. Home
  2. /
  3. الاخبار
  4. /
  5. اخبار شعبنا
  6. /
  7. تقرير قناة “الحرة” الأميركية...

تقرير قناة “الحرة” الأميركية الناطقة بالعربية عن احتفالية أكيتو 6775:

زوعا أورغ – متابعة

يستمر 12 يوما.. ما هو عيد أكيتو الذي تحتفي به بعض أقليات العراق وسوريا؟

الحرة – دبي 03 أبريل 2025

يُعد عيد أكيتو (رأس السنة الأشورية السريانية)، أو كما يُعرف أيضًا بـ”خا ب نيسان”، من أقدم الأعياد التي عرفتها البشرية، ويصادف الأول من أبريل من كل عام، حيث يحتفل به الآشوريون والسريان في مختلف أنحاء العالم، ليكون رمزًا للتجدد وبداية الربيع، وفرصة سنوية لإحياء الهوية والانتماء، وتأكيد الوجود في وجه النسيان والتهميش.

رغم الطابع الاحتفالي، يواجه عيد أكيتو تهديدات متكررة في موطنه الأصلي. ففي الأول من أبريل الجاري، شهدت مدينة دهوك شمال العراق حادثة مؤسفة، حيث هاجم شخص يحمل فأسًا مشاركين في مسيرة أكيتو، ما أسفر عن إصابة ثلاثة رجل وسيدة مسنّة.

ورغم الحادث، أصرّ المشاركون على مواصلة الاحتفال، في مشهد يعكس تحديهم للإرهاب والتطرف.

وكشف نائب محافظ دهوك في إقليم كردستان العراق، شمعون شليمون، الثلاثاء، أن التحقيقات الأولية بينت أن الدافع من الهجوم الذي تعرض له المحتفلون في ذلك الهجوم، كان إرهابيا.

وقال شليمون، لـ”الحرة”، “ألقت القوات الأمنية القبض على الإرهابي فورا، وبحسب المعلومات الأولية تشير لهجته إلى أنه سوري الجنسية”.

وتستمر الاحتفالات عيد أكيتو لمدة 12 يوميا كافة المسيحيين في إقليم كردستان العراق.

وتنظم بهذه المناسبة الاحتفالات والمهرجانات الفنية والثقافية، إلى جانب تنظيم النزهات والرحلات الترفيهية التي تتخللها الرقصات والدبكات والأغاني والموسيقى التراثية.

راسخ في القدم

يرجع أصل أكيتو إلى أكثر من أربعة آلاف عام، وتحديدًا إلى حضارات ما بين النهرين، حيث احتفل به السومريون ثم البابليون فالآشوريون.

وكان العيد مرتبطًا بدورة الحياة الزراعية، خاصة موسم بذر الشعير، كما ارتبط بالإله مردوخ في بابل، وبالسلطة الملكية، حيث كانت الاحتفالات تستمر 12 يومًا وتتضمن طقوسًا دينية تمثل صلة بين الأرض والسماء.

وبحسب الباحثين، كانت طقوس أكيتو تهدف إلى تجديد العالم، وترسيخ شرعية الحاكم، وضمان الخصوبة والرخاء في العام الجديد.

ومع انتقاله من عباءة الطقوس الدينية القديمة، أصبح أكيتو في العصر الحديث احتفالًا ثقافيًا وهوية وطنية وقومية جامعة.

ويحمل أكيتو دلالات عميقة تتجاوز فرحة العيد. فهو تجديدٌ للعهد بين الإنسان والأرض، وتأكيدٌ للانبعاث بعد المحن. ومن العادات الرمزية في بعض المناطق، أن تجمع الفتيات الأزهار والأعشاب في الأول من أبريل (نيسان) لتزيين البيوت، فيما يُعرف بـ”لحية نيسان”، تعبيرًا عن الترحيب بالربيع والخير.

ويستخدم الآشوريون تحيات مثل “ريش شاتو بريختو” أو “أكيتو بريخا”، بمعنى “سنة جديدة مباركة”، لتبادل التهاني.

وفي الولايات المتحدة وكندا وأوروبا، بات أكيتو مناسبة لترسيخ الهوية وتعريف الأجيال الجديدة بثقافة الأجداد.

ففي مدينة يونكرز بولاية نيويورك، يُرفع العلم الآشوري كل عام في ساحة البلدية، كتعبير عن الاعتراف والاعتزاز بالجالية السريانية والآشورية.

كما ظهرت مبادرات جديدة تعيد تقديم طقوس العيد بطرق معاصرة، مثل “مائدة أكيتو” التي أطلقها “المركز الثقافي الآشوري” كمفهوم حديث للاحتفال يدمج بين التقاليد القديمة وروح الحداثة.

وأما في سوريا، حيث تعيش واحدة من أقدم المجتمعات السريانية، فلا يزال أكيتو حيًا في القامشلي والحسكة ومناطق شمال شرق البلاد، رغم كل الظروف السياسية والأمنية الصعبة.

zowaa.org

menu_en