زوعا اورغ/ وكالات
أفاد محللون سياسيون، الأحد، أن سحب المزيد من القوات الأميركية من العراق سيزيد من نفوذ الفصائل المسلحة الموالية لطهران، التي تملك بالأساس نفوذا كبيرا.
ونقل موقع “الحرة” الأميركي، عن المحلل السياسي علي البيدر، قوله في تقرير اليوم، 13 أيلول 2020، إنه “كلما ازدادت عمليات انسحاب القوات الأميركية من العراق، زادت معها نسبة نفوذ الفصائل المسلحة في البلاد”، مبينا ان ” هذا يتسبب في المزيد من الفوضى الأمنية في البلاد وميوعة القرار الأمني لدى الأجهزة الأمنية المرتبطة بالقائد العام للقوات المسلحة (رئيس الوزراء) ولاسيما جهاز مكافحة الإرهاب”.
وتابع أن “المكون السني لديه مخاوف مشروعة بشأن الانسحاب الأميركي من بلاده، وذلك بسبب تحكم الفصائل الموالية لإيران بمناطقه وسيطرتها على الأوضاع الأمنية هناك”، مبينا أن “مناطق السنة تخلصت من احتلال داعش لتقع تحت احتلال فصائل أخرى لديه أجندات خاصة وتقوم بأعمال اعتقال وقتل خارج إطار القانون”.
وأضاف انه “مع اقتراب موعد الانتخابات المبكرة في البلاد، فإن منسوب المخاوف يرتفع لدى الطائفة السنية لأن تلك الفصائل ستزيد من حراكها الأمني لفرض مرشحين معنيين على الناخبين بما يتوافق مع رغبات الأطراف السياسية التي ترعى تلك المجموعات المسلحة”.
وأشار البيدر، إلى أن “المرشحين الذين سيفرض على الناخب اختيارهم سيكونون من نفس المكون السني غير أنهم سيكونون عبارة عن أداة لتحقيق مصالح تلك الفصائل والأحزاب السياسية المرتبطة بها”.
من جهته، أكد الباحث العراقي غانم العبد، أن “انسحاب القوات الأميركية من العراق سيجعل البلاد كلها تحت القبضة الإيرانية”، لافتا إلى أن هذا الانسحاب جاء مخالفا لرغبة المكونين السني والكوردي في البرلمان العراقي.
وبين أن “الفصائل الموالية لطهران سيطرت على المقدرات الاقتصادية للمحافظات السنية بعد دحر داعش منها، ضاربا المثل بما حصل في الموصل التي بات يوجد فيها أكثر من 60 مكتبا اقتصاديا يتبع لتلك المجموعات المسلحة والأحزاب الداعمة لها”.
وأوضح أنه “جرى السيطرة على أكثر من 4 آلاف قطعة أرض زراعية وتجارية تقدر مساحتها بآلاف الدونمات، وسرقة ملايين أطنان الحديد الناجمة عن مخلفات الحرب وتهريبها، ناهيك عن سرقة النفط وتهريبه وبيعه”.
ومع اقتراب موعد الانتخابات، أعرب العبد، عن “مخاوفه كمواطن من المكون السني وابن محافظة نينوى من المساعي الهادفة لإيصال أشخاص موالين لإيران إلى قبة البرلمان والمجالس المحلية”، مؤكدا أن الحكومة المحلية في الموصل حاليا ضعيفة ولا تملك من قرارها شيئا.
وخلص إلى أن “هناك رعب يسود المناطق السنية بسبب انسحاب القوات الأميركية لأن ذلك سيكون له تبعات سياسية واجتماعية خطيرة عليهم مع تغول نفوذ الفصائل الإيرانية هناك.”
وكان مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وعضو مجلس إدارة مؤسسة “غالوب” الدولية منقذ داغر، أكد في وقت سابق، أن “العراقيين اليوم باتوا قادرين على نقد النظام بل وشتم رأس النظام دون أن يشعروا بخوف، لكنهم لا يجرؤون على انتقاد الفصائل المسلحة ومن أسسها، أو يرأسها أو حتى يدعمها، ومن يجرؤ على ذلك فسيكون مصيره الاغتيال الجسدي كما حصل للباحث هشام للهاشمي، ورهام يعقوب، وتحسين أسامة، وسواهم ممن تمت تصفيتهم جسديا خلال السنة الأخيرة”.
وبحسب مراقبين فان “إيران لا تخفي سعادتها بتخفيض الولايات المتحدة لأعداد قواتها في العراق، فهذا سيعطيها مع الأحزاب والفصائل الموالية لها مزيدا من النفوذ والسيطرة، ولاسيما بعد الضربات الموجعة التي تلقتها طهران هناك بمقتل القائد الإيراني البارز قاسم سليماني وخروج الاحتجاجات الشعبية ضدها في العديد من المدن العراقية”.
وقد أعلنت القيادة المركزية الأميركية خفض قواتها في العراق، بمقدار النصف من حوالي 5200 إلى 3000 جندي خلال شهر أيلول الجاري، حيث قال قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكينزي من بغداد، إنه و”بعد الاعتراف بالتقدم الكبير الذي أحرزته القوات العراقية والتشاور والتنسيق مع الحكومة العراقية وشركائنا في التحالف، قررت الولايات المتحدة خفض وجودها العسكري في العراق”.