زوعا اورغ/ اعلام المرصد
تحت رعاية المرصد الآشوري لحقوق الإنسان أقيم اللقاء الأول للمرأة المسيحية المشرقية في السويد، بحضور ممثلات عن عدد من المؤسسات الكنسية والجمعيات النسائية والثقافية من مختلف أنحاء السويد، وذلك يوم السبت المصادف في 02 نيسان / أبريل 2022 في مدينة نورشوبينغ السويدية.
وقد افتتح اللقاء ـ الذي عقدت جلساته على مدى يوم كامل ـ بكلمة للمدير التنفيذي للمرصد الآشوري لحقوق الإنسان جميل دياربكرلي الذي رحب بكل المشاركات والجهات التي تمثلن، مشدداً على أهمية دور المرأة في مجتمعاتنا المسيحية المشرقية وخصوصاً في بلاد الانتشار، لما لهذا الدور من تأثير كبير على كلّ المستويات انطلاقا من الاسرة مروراً بالجمعيات والمؤسسات والكنائس وصولاً إلى مراكز صنع القرار في مجتمعاتنا. مضيفاً بأن وحدها المجتمعات المتطورة والمزدهرة هي تمارس فعلياً المساواة بين المرأة والرجل. داعياً النساء في مجتمعاتنا إلى أخذ زمام المبادرة، وتبوء مكانها الطبيعي في المجتمع.
وبعد التعارف بين المشاركات الذي ناهز عددهنّ الثلاثين بدأت الجلسة الأولى وفيها ألقى الأستاذ ملكون ملكون (باحث وكاتب سوري) محاضرة بعنوان ” المرأة في حضارات بلاد ما بين النهرين ” وفيها تحدث عن مكانة المرأة في حضاراتنا القديمة، معرجاً على القوانين الوضعية الخاصة بها في تلك الأزمان.
ومن ثم خصصت الجلسة الثانية للحديث عن المرأة في المسيحية وفيها ألقى كل من الأب صليبا مالكي (كاهن رعية مار كبرئيل في مدينة نورشوبينغ والمرشد الروحي للشبيبة السريانية في السويد SUOF) محاضرة بعنوان: “المرأة في الكتاب المقدس، مقارنة بين العهد القديم والعهد الجديد”، والأب الخوري أيوب اسطيفان (كاهن رعية مار متى في مدينة نيشوبينغ – كاتب وباحث) محاضرة بعنوان: ” دور المرأة في الكنيسة “.
أما الجلسة الثالثة فقد خصصت للحديث عن المرأة في قوانين الأحوال الشخصية الكنسية، حاضر فيها الأب الربان أفرام لحدو معاون مطران السويد والدول الإسكندنافية للسريان الأرثوذكس والمسؤول عن المحاكم الكنسية في السويد، وقد دارت حول المفاهيم الخاطئة لقوانين الأحوال الشخصية الكنسية، مشدداً في حديثه على ضرورة فهم المرأة لهذه القوانين، لكيلا تكون الضحية فيها دائماً.
“المرأة وحقوقها في القوانين الدولية والوطنية ” كان عنوان الجلسة الرابعة، وقد تحدث فيها المدير التنفيذي للمرصد الآشوري لحقوق الإنسان جميل دياربكرلي عن النضال النسوي الطويل في سبيل الحرية والمساواة، مشيراً إلى أن الحريات المعطاة للمرأة اليوم لم تأتي من فراغ، بل كان ثمنها الكثير من الدماء والدموع للنساء في كل أنحاء العالم، منوهاً في الوقت ذاته إلى أنه وبالرغم من عيشنا في القرن الواحد والعشرين، وفي ظلّ كل التطور الذي نشهده، إلا أن هذا النضال لايزال في بدايته حيث لايزال حتى يومنا هذا الكثير من النساء التي تدفع ثمن التسلط الذكوري، والفهم المغلوط للمساواة، مثبتاً ذلك بالأرقام والإحصائيات. كم عرج على القوانين الدولية التي أعطت للمرأة حقهاً في المساواة مع الرجل ومن أهمها اتفاقية سيداو.
هذا وتلت كل جلسة مجموعة من النقاشات والمداخلات التي اغنت المواضيع، وساعدت على الوصول إلى أفكار ونقاط مشتركة بين المشاركات، وسط جو يسوده التفاهم وتقبل الرأي والرأي الاخر.
وفي ختام اللقاء تم الاستماع إلى مداخلات وملاحظات المشاركات حول اللقاء، وقد تم الاتفاق على ضرورة متابعة هذه المبادرة المشكورة من قبل المرصد الآشوري، بالإضافة إلى الاتفاق على اختيار لجنة متابعة مكونة من ممثلات المؤسسات المشاركة للتحضير للقاء الثاني، بالإضافة إلى العمل على توسيع نطاق المشاركة لتشمل أكبر قدر من المؤسسات والجمعيات المسيحية في السويد.
والجدير بالذكر أن هذا اللقاء الذي يعتبر الأول من نوعه على مستوى أوروبا، جاء بدعم من Dr. George Family Foundation وذلك ضمن وثيقة التعاون المشترك بينها وبين المرصد الآشوري لحقوق الإنسان.