شوكت توسا
تصادف أحيانا حالات يتحاشى المرء فيها التحدث عن مرض او عاهة معينه او صفه غير محبذه احتراما لمشاعر شخص حاضر يعاني من إحداها وتقديرا لوضعه النفسي والصحي, في هذه الحاله أعتاد الناس استخدام مقولة انتبه رجاء يوجد عظمة في الصفره .
جئنا بهذه المقدمه المقتضبه, كي نتحدث قليلا عن حال العراقيين تحت ظل حكّام لنا الحق كل الحق في مخاطبتهم من دون الرجوع الى مقولة العظمه والصفره .
لم تتولّد ظاهرة احتلال الاحزاب الدينيه والقوميه لناصية التحكم في عاطفة و عقول سواد العراقيين من فراغ أو كصدفه وفرتها لهم تغييرات ما بعد 2003 , هناك من الوثائق والتصريحات الكثيره التي تؤكد وجود تهيئات لهذه الولاده بتدبيرات أمريكانيه سبقت موعد الإنقضاض على النظام ,وهي الداركه جيدا استعداديه هذه التيارات الفئويه لبيع وتفتيت الاوطان, لذلك ومنذ لحظة اسقاط النظام الصدامي, لم نشهد اشارة اهتمام جديه او موقف حقيقي من لدن الامريكان ازاء العبث والفساد الذي مارسته وتمارسه هذه الاحزاب مع استلامها للسلطه , لابل الامريكان انفسهم وعلى لسان وزيرة خارجيتهم كونداليزا رايس اعلنوا بصراحه وبكل سفاهه اعتمادهم صناعة الفوضى الخلاقه كمفتاح سحري لهتك النسيج العراقي وتدمير كل بناه التحتيه ثم فرض كل ما هو لا مشروع ولا انساني على الواقع الجديد. هكذا وبسبب هذا المفتاح اللعين عانى العراقيون شتى انواع الويلات منذ تشكيل مجلس الحكم ومرورا بسنوات حكومة المالكي الطائفيه التي جاهدت وزمرت لمجيئها الاحزاب الكرديه قبل الشيعيه , كانت محصلة العراقين في السنوات المذكوره استشراء الفساد والاف التفجيرات وعشرات الالوف من الضحايا ثم الخاتمه بهجمات اسراب جرذان الدواعش التي حرقت الاخضر واليابس .
وبتسلّم السيد العبادي لرئاسة الوزاره ,2015_ 2018 تأمل الناس رغم يأسهم المزمن, تاملوا خيرا في تحرير البلدات من مخالب الدواعش , والذي زاد من تفاؤلهم كثرة تحدث السيد الريس عن الفساد وادراج مكافحته كواحد ه من اولويات مهام حكومته بعد ان ضرب أطنابه مفاصل الدوله دون استثناء ومن دون رحمه , ساد في حينها اعتقادا لدى الشعب بان الدعم الشعبي والدولي الذي حظيت به وعود العبادي كاف كي يمسك بكفشات حيتان الفساد ويلقيهم في زنزانات التحقيق بعد ان يقلب صفرة العشاء بوجههم ويدع العظمات وليس عظمة واحده تفقأ عيون وكرش كل فاسد اعتاد على مشاركة مساءات الرئيس في العشاءات الدسمه, إلا أن السيد الريس كما ثبت لنا كان يحكي لنا قصصا تنويميه , فرغم تيقنه من ان العراقيين الذين أعلنوا عن دعمهم المطلق له متلهفون للحظة الاعلان عن نتيجة تحقيق قضيه واحده تذكر فيها هيئئتنا الموسومة بالنزاهه اسما او اسمين من حيتان الفساد السراق ومن الخونه الذين تسببوا في تسليم المناطق والبلدات للدواعش, لكنه لم يفعلها كما لم يفعلها من سبقه خوفا من ان تصيبه عظمة ٌ طائشه ! فإنقضت سنوات رئاسته الاربعه وحيتان الفساد وخونة الضمائر يتغدون و يسهرون معه يوميا على ذات الصفره المليئة بالعظمات !
زبدة الكلام في كلمتين نوجهها للوزير الاول العادل ولرئيس الجمهوريه الصالح ولبرلمان الحلبوسي , إن كان فيكم يا ساده يا كرام , مناضلا فاز بالمنصب كي يعمل باخلاص من دون جعجعات وثرثرات ملّ منها الشعب والعالم , فإن جديّة محاربة الفساد كما عرفناها في العديد من الانظمه العالميه لا تتجسد بالكلام الفضفاض والوعود الخاويه, بل تبدأباصلاح فعلي لفساد قضائنا المسيّس أولا بعد ان ثبت انه الاخطر والمسبب الرئيسي لخيبات العراقيين لانه لم يبدو نزيها بما يؤهله للتعامل بأمانه مع ملفات فساد كثيره ما زالت مركونه على رفوف هيئات الادعاء العام ومحاكم القضاء . بتحقيق هذه الخطوه الجباره فقط يمكن استرداد كرامة الشعب المستلبه من قبل حيتان الفساد بعد اقتيادهم الى محاكمات علنيه , دون ذلك سيكذب كل من يعطي الوعود بتحسين أوضاع الشعب من دون نتائج فنعود بخفي حنين خائبين.
الوطن والشعب من وراء القصد