حميد الموسوي
بعد ان بلغت مشكلة ماء البصرة ذروتها ويئست المرجعية من تدخل حكومي فعلي لحل المشكلة تدخلت مباشرة بارسالها ملاكاتها الهندسية لنصب محطات التحلية التي اشترتها من اموال العتبات المقدسة فضلا عن المحطات التي تبرعت بها جهات دولية. وخلال عشرة ايام فقط وبجهود استثنائية تم نصب 13 محطة .!. وما ان رأى المتشدقون ذلك حتى انبروا لعقد جلسة طارئة للحكومة والبرلمان للتشويش على هذا الانجاز الذي حققته المرجعية بصمت ، فخرجت جلستهم – التي حظيت بكم كبير من تبادل الاتهامات والتلاسن والقاء اللوم على المقابل – خرجت بخفي حنين وبشعارات زائفة لاتفيد البصرة التي سرقوا اموالها السنوية المخصصة لانجاز المشاريع الحيوية .
كانت المرجعية قد خاطبت الحكومة قبل اربعة اعوام بضرورة ايجاد حلول للمشاكل التي تعانيها المحافظة وفي مقدمتها تحلية المياه ولكن دون جدوى .
ولغايةاليوم ماتزال مشاريع انقاذ وتطوير محافظة البصرة مثل: مشروع البصرة عاصمة اقليم الجنوب ،ومشروع البصرة عاصمة اقتصادية للعراق ومشروع بترودولار البصرة ،ومشاريع تطويرية اخرى..ماتزال بين اخذ ورد ورفض واعتراض دون وجود معوقات تمنع تنفيذها، اللهم الاّ اختلاق حجج واهية وذرائع باهتة من اطراف احتكرت زعامة تبني المشاريع الحيوية لتحقيق مكاسب انتخابية ،واعتراضاها وسوقها لهذه الحجج متأت من تصور مريض بان تنفيذ هذه المشاريع سيحسب للاطراف السياسية المنافسة ويحقق لها المكاسب المستقبلية, وكأن تبني وتنفيذ مثل هذه المشاريع امرا جديدا وطارئا وتعجيزيا لا تستحقه هذه المحافظة المنكوبة . مع ان هذه المحافظة تعد من افقر المحافظات وهي المصدر الاول لثروة العراق ومينائه الوحيد ،ومع ان جميع العراقيين بسطائهم، وسياسييهم ،ومثقفيهم، واحزابهم : يقرون ويعترفون باستحقاق البصرة ومكانتها واهليتها لهذه المشاريع الحساسة ،الاّ ان طغيان التنافس الحزبي وغياب الروح الوطنية جعل بعض الاطراف النافذة تقف بالضد من تحقيق هذه المشاريع وتعرقل تنفيذها !!.
الغريب في الامر ان جميع الجهات التي يعنيها التنفيذ لاتمتلك سببا او عذرا واحدا يحول دون تنفيذ تلك المشاريع ,والتي لاتتقاطع مع اي مشروع وطني آخر ،ولا تؤثر من قريب او بعيد على حصة المحافظات الاخرى من المشاريع الحيوية.
والاغرب من ذلك : تعامل البرلمانيين البصريين ببرود وبما يشبه اللامبالات حيال مشاريع تنتشل المحافظة من بؤسها وشقائها المستديم وباستحقاق ومن دون منّة من جهات او اطراف مهما كانت مراكزها كونه استحقاق وطني يعززه موقع محافظة البصرة كميناء وحيد للعراق اولا,وامتلاكها لأكبر خزين من الثروات النفطية والمعادن فضلا عن الثروة المائية والزراعية ثانيا .كما ان الجماهير البصرية وقفت مكتوفة الايدي ولم تحرك ساكنا ولم تصر على تنفيذ هذه المشاريع الحيوية المنقذة واليوم تتظاهر من اجل ابسط حق واتفه مطلب : الحصول على ماء للشرب !!. غافلة اوجاهلة عن ان مشروع جعل البصرة عاصمة اقتصادية لوحده كان سيعالج جميع هذه السلبيات , سيوفر الكهرباء والماء الصالح للشرب ، ويقضي على الفقر والعوز والبطالة ويحل مشكلة السكن ويحسن الظروف الصحية والمعاشية والخدمية والتعليم وغيرها كون المشروع يؤسس لقيام استثمارات صناعية وزراعية وسياحية وخدمية وفق خطط ستراتيجية شاملة تحتمها متطلبات هذا المشروع .
التأجيل والتسويف والوعود الكاذبة مازالت نصيب جميع مشاريع البصرة واهمها مشروع العاصمة الاقتصادية , وليت البصرة ( سلمت ) على حصتها من مشروع البترودولار التي تقارب 3 ثلاثة مليارات دولار.. وليتها حصلت على ماء للشرب اذ ان الاحزاب التي حكمت البصرة طيلة14عاما انشغلت بالتنافس والتناحر والمكاسب الفئوية والشخصية ولم تكلف نفسها ولو بنصب محطات تحلية وتصفية مياه شط العرب !!!.واليوم بعد ان يئست المرجعية من حل حكومي لمشكلة ماء البصرة ارسلت ممثلها مع كادر هندسي متقدم فنصبوا ثلاث عشرة محطة تحلية بكلفة 130 مليون دولار فقط وبظرف عشرة ايام فقط !.