زوعا اورغ/ وكالات
دفع الحشد العسكري الروسي على حدود أوكرانيا أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى نشر قوات في شرق أوروبا وإرسال أسلحة ومساعدات أخرى إلى الحكومة في كييف.
وأوكرانيا ليست عضوا في حلف شمال الأطلسي لكنها تلقت وعدا منذ عام 2008 بأنها ستمنح فرصة للانضمام وهي خطوة من شأنها أن توصل الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة إلى حدود روسيا.
ويقول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن علاقات أوكرانيا المتنامية مع الحلف قد تجعلها منصة إطلاق لصواريخ الحلف لتستهدف روسيا. ويقول إنه يتعين على روسيا وضع خطوط حمراء لمنع ذلك.
وحركت روسيا أكثر من مئة ألف جندي، وأسلحة ثقيلة إلى مسافة قريبة من الحدود مع أوكرانيا، في الأسابيع القليلة الماضية، مما دفع الولايات المتحدة وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي للتحذير من احتمال غزو وشيك.
وتنفي موسكو اعتزام شن هجوم، وتصف الحشد العسكري بأنه تدريبات، لكنها أصدرت طلبات كتابية بأن يوقف الحلف أي توسع باتجاه الشرق بما في ذلك أوكرانيا، ورفض أعضاء الحلف ذلك.
منذ عام 1999، انضمت 14 دولة إلى ذلك الحلف العسكري لدول تقع في الغرب وتوحدها معاهدة دفاع مشترك، بما في ذلك المجر وبولندا وبلغاريا ودول البلطيق. وطالبت روسيا الحلف بوقف التوسع شرقا، ومنع أوكرانيا من الانضمام.
وفي مؤتمر صحفي الشهر الماضي، شدد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن على التزام الولايات المتحدة بالمادة الخامسة من معاهدة الناتو.
وقال: “المادة الخامسة واضحة بشأن هذه النقطة؛ الهجوم على أحد أعضاء الناتو هو هجوم علينا جميعا”.
فيما يلي بعض المعلومات الأساسية بشأن الناتو، والمادة الخامسة المتعلقة بالدفاع الجماعي والتي فعلها أعضاء الناتو مرة واحدة فقط؛ عقب الهجمات على الولايات المتحدة في 11 سبتمبر 2001.
ما هو حلف شمال الأطلسي؟
كانت واشنطن القوة الدافعة وراء تشكيل الناتو عام 1949، ليكون بمثابة حصن ضد الاتحاد السوفيتي. كان الحلف العسكري يتكون من 12 دولة فقط، بما في ذلك بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وهولندا وكندا والولايات المتحدة.
منذ ذلك الحين، توسع الناتو ليشمل 30 دولة، من بينها إستونيا ولاتفيا وليتوانيا والتشيك والمجر وبولندا التي كانت جزءا من الاتحاد السوفيتي.
ومع سقوط الاتحاد السوفيتي، لم يتضاءل حلف الناتو، بل توسع أكثر وتطور مع المخاوف الأمنية لأعضائه، وحافظ على مكانته كأقوى تحالف عسكري في العالم.
تنظر روسيا إلى توسع حلف شمال الأطلسي في جميع أنحاء أوروبا، وخصوصا شرقا، باعتباره يمثل تهديدا وجوديا لها، مما يؤدي إلى توترات جديدة تعكس المخاوف القديمة التي من أجلها تأسس الناتو.
وتتهم موسكو الحلف بمحاولة تطويقها؛ فمن بين 14 دولة متاخمة لروسيا، هناك خمس دول أعضاء في الناتو، وتشارك 6 في المائة من الحدود البرية لروسيا، وفقا لحلف شمال الأطلسي.
عام 2008، وعد الناتو أوكرانيا وجورجيا بمنحهما فرصة للانضمام، بمجرد وصولهما إلى معايير الحلف بشأن الحكم والشفافية من بين إجراءات أخرى.
وعام 2017، سنت أوكرانيا قانونا يجعل عضوية الناتو أولوية، لكنها لم تبذل مزيدا من الجهد في سعيها لذلك، الأمر الذي أرجعه البعض إلى الفساد الراسخ في أوكرانيا والديمقراطية الهشة، وفقا لصحيفة واشنطن بوست.
غير أن أعضاء الناتو يخشون أيضا رد الفعل الروسي، حسبما تقول واشنطن بوست.
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) عن سفير أوكرانيا لدى بريطانيا قوله إن بلاده قد تتخلى عن سعيها للانضمام لحلف شمال الأطلسي لتجنب حرب مع روسيا، فيما سيكون تنازلا كبيرا لموسكو ردا على حشد قوات على الحدود.
وقال السفير فاديم بريستايكو للبي.بي.سي إن أوكرانيا مستعدة لإبداء “المرونة” بشأن هدفها الانضمام لحلف شمال الأطلسي، وهي خطوة قال الرئيس الروسي إنها قد تشعل حربا.
ونُقل عن بريستايكو قوله ردا على سؤال عما إذا كانت كييف قد تغير موقفها من الانضمام للحلف: “ربما نفعل… خاصة بعد تهديدنا بهذه الطريقة وابتزازنا والضغط عليها من أجل ذلك”.
ومع ذلك، يرى الناتو أن المساعدة في الدفاع عن أوكرانيا ضد الغزو الروسي المحتمل جزء من تفويضه.
وعندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم وغزت منطقة دونباس شرق أوكرانيا عام 2014، رد الناتو بتعليق التعاون مع روسيا وتعزيز القدرات الدفاعية لكييف.
كما عقد الناتو حينذاك تدريبات عسكرية، ونشر قوات حول أوروبا الشرقية، ومول التأهب للحرب الإلكترونية، ودعم إصلاحات القوات المسلحة الأوكرانية، من بين برامج أخرى .
ما هي المادة الخامسة؟
تنص المادة الخامسة من المعاهدة على أحد المبادئ التأسيسية لحلف الناتو؛ الدفاع المتبادل عن الأعضاء.
وتوضح المادة أنه في حال تعرض أحد أعضاء الحلف للهجوم، يجب على الناتو اتخاذ “الإجراءات التي يراها ضرورية، بما في ذلك استخدام القوة المسلحة، لاستعادة الأمن في منطقة شمال الأطلسي والحفاظ عليه”.
وبينما تسمح المادة برد مسلح، فإن “الصياغة غامضة وواسعة بحيث تترك مجالا لأنواع أخرى من الإجراءات”، كما تقول واشنطن بوست.
ورغم أنها ليست عضوا في حلف شمال الأطلسي، فقد أصبحت أوكرانيا فعليا تحت حماية الحلف وأصبحت وكيلا في صدام واشنطن وموسكو.
وقد صنف حلف الناتو دعمه لأوكرانيا منذ عام 2014 على أنه يدخل في نطاق “تدابير دفاع جماعي” من مبادئ المادة الخامسة.