زوعا اورغ/ متابعات
عثر أحد عمال البناء، على لوح اثري يعود للحقبة الآشورية داخل دار يعاد ترميمه في مدينة الموصل، وجرى تسليمها إلى السلطات المختصة.
وقال أ . د . عامر الجُمَيلي / كلية الآثار – جامعة الموصل – العراق “يفترض هذه الآجرة الفرشية المختومة ، مستخرجة من بقايا مدينة ( تربيصو tarbisu ) الآشورية التي ترقد عليها حالياً القرية التركمانية المعروفة : ( شريخان / شريف خان سفلى ) شرقي بلدة الرشيدية ، على بعد 6 كم من العاصمة نينوى ، وكانت منتجعاً آشورياً بناه الملك الآشوري أسرحدون لإبنه وولي عهده الأمير آشور – بانيبال ، أسماه ( بيت – ريدوتي bīt – redūti ) : بيت الرغد والرفاهية ، وفيه تلقى تعليمه الكتابة والقراءة على يد معلم ومربي كما نهل من الآداب والعلوم والمعارف ، و تعلم ركوب الخيل والفروسية.
واضاف الجميلي في منشور له على الفيس بوك تابعه موقع زوعا اورغ : وكان هذا القصر بمثابة كلية عسكرية للأمير ، حيث تم تهيأته وتنشأته تنشأة ملكية لتولي وتسنم الملوكية والتاج الآشوري بعد أبيه ، وكان هذا القصر مزود بحمام ملكي للسباحة ( بيت – رَماكي bīt – ramāki ) ، وأظهرت التنقيبات الأثرية التي أجرتها جامعة الموصل عام 1968 م ، أن معبد المدينة الرئيسي المخصص لعبادة الإله نرگال NERGAL إله الموت والعالم السفلي ، قد أحرق إبان غزو الجيش الميدي للمدينة عام 614 ق .م ، اي قبيل سقوط العاصمة نينوى عام 612 بعامين .
ملاحظة : يظهر هذا الشاب وهو يحمل اللوح بشكل مقلوب ، لأن رؤوس العلامات المسمارية وعناصرها ينبغي أن تكون من الاعلى والعلامات الأفقية من جهة الشمال ( اليسار ) ، لا اليمين .
وواضح من الكتابة أنها آجرة مدون عليها إسم الملك سنحاريب بالصيغة الأكدية الآشورية ( سين – أخي – إيريبا sin – aḫḫi – eriba ) لذلك ربما تكون جزءً من ارضية لاحدى الابنية المشيدة في زمن الملك سنحاريب او بحسب تحليل الصديق الدكتور العراقي على المكصوصي ( معهد هايدلبيرگ في ألمانيا ) ، لعلها واحدة من قطع الاجر المستخدم في المشاريع الإروائية العائدة للملك سنحاريب لإرواء مدينة نينوى ، في فصل الصيف ، بدلالة بقاء مادة القير المسيع المتبقية على ظهر الآجر نفسه كمادة رابطة .
وكانت مديرية الامن الوطني في نينوى قد نشرت توضيحا جاء فيه : ان العامل عثر اثناء عمله في ترميم دار بالقرب من منطقة الرشيدية بالجانب الايسر من مدينة الموصل على قطعة أثرية يعود تاريخها الى العصر الآشوري، حيث كان يجمع الاحجار من أكوام انقاض ليستخدمها في البناء ولكنه انتبه الى ان هذه القطعة ليست من الاسمنت وحاول زميله تحطيمها لكنه رفض ذلك.
وأشار الى انه “بعد ان قام بتنظيفها ظهرت عليها كتابات مسمارية ورغم عدم معرفته بها الا انه شك بانها قطعة اثرية فقام بحملها وخبأها حتى انتهى من عمله ثم اخذها بدراجته النارية وتوجه الى مديرية الامن الوطني وابلغهم بما عثر عليه”.
وأكدت مديرية الامن الوطني في نينوى، أنها تسلمت لوحا تاريخيا يعود للحقبة الآشورية.