زوعا اورغ/ عنكاوا كوم – سامر الياس سعيد
رغم ان صدور كتاب (جولة مع مخطوطات سريانية مبعثرة ) كان في عام 1994 الا ان رؤيته لم تخفت بسبب تجدد فقدان مخطوطات اخرى خصوصا في فترة الالفية الثانية بسبب التطرف الديني الذي اودى بابرز الكنوز المقترنة بالتراث الديني المسيحي .. عالج مؤلف الكتاب يوسف القس عبد الاحد البحزاني في كتابه شهادات تاريخية ابرزت فقدان النفائس الثمينة من المخطوطات متجولا بين متون الكتب ليحقق جردة حساب بشان ما تم فقده من تلك المخطوطات حيث تنوعت اساب الفقدان بين الاستعمار وبين الرؤية المختلفة لتلك النفائس مما اودى باثمنها على الاطلاق وقد نجح المؤرخين نوعا ما في تبيان ما تم فقده من تلك النفائس بسبب الرؤية التي ابرزها البحزاني في كتابه الذي جاء ب152 صفحة من القطع الكبير صادرا عن دار ماردين للنشر .. مطالعتي للكتاب التي وردتني نسخة منه من قبل نجل المؤلف الاستاذ سعد القس تزامنت مع رؤيتي للاحداث التي تعاقبت على كنائسنا بعد فترة اصدار الكتاب لتبرز حقيقة اعادة طبع نسخة ثانية من الكتاب تتضمن ما فقدناه من مخطوطات اخرى ثمينة في ظل احتلال تنظيم الدولة الاسلامية لمناطقنا سواء في مدينة الموصل او على صعيد كنائسنا في مناطق سهل نينوى والابرز التأكيد على قيمة المخطوطات المفقودة فضلا عن المستعادة حيث ابرز الاعلام جانبا منها ولعل اخرها ما تم من خلال احدى القوات الامنية التي سلمت مطران ابرشية الموصل المطران مار نيقوديموس داؤد متي شرف عددا لا باس به من تلك المخطوطات التي تعود لكنيسة الطاهرة الداخلية المعروفة بالقلعة وكله يتاتى مع حقائق مازالت مخبوءة في الكواليس عن تضحيات اسهم بها البعض في المحافظة على بعض المخطوطات واخفائها عن اعين تلك العناصر التي لربما لم تعدم او تضيع تلك المخطوطات بل ابقت عليها لتظهرها في بازارات المزايدات مستندة على القيمة التاريخية التي ترتكز عليها المخطوطات وما احوجنا الى ارشفة تلك المخطوطات وعلى حد علمي فان كل الكنائس تقريبا اعدت مثل تلك الفهرسة لمخطوطاتها ومن تلك النماذج ما قدمه في هذا الخصوص الاب الدكتور بهنام سوني سواء لمخطوطات كنائس السريان الكاثوليك في بغديدا او كنائس الطائفة بمدينة الموصل وابرزت ذلك عبر اصدارات لاتاحتها للباحثين والاكاديميين الذين يعتمدون على مثل تلك المخطوطات للتحقيق في الازمنة التي انجزت من خلالها ولاشك في ان الكثير من المخطوطات بالاضافة لقيمتها الدينية وموقعها الروحي سواء في اتاحة الصلوات والطقوس المقترنة بالاعياد والمناسبات الدينية فان هنالك هوامش تقترن بتلك المخطوطات تبين فاصلا من الاجواء التي نسخت فيها والدعم المقدم من قبل الجهات المسؤولة لغرض نسخ المخطوط وحفظه ووقفه كونه من اوقاف تلك الكنيسة او تلك وقد ازدانت الكثير من المخطوطات على حد علمي بتلك الهوامش مثلما كنا نقرا في ختام كل كتاب في كنيسة مار افرام التي لحداثتها حيث تاسست في عام 1988 الا ان الكتب المخطوطة التي كانت تملكها كانت اصلا تابعة لكاتدرائية مار توما وتم وقفها لصالح هذه الكنيسة بحسب ما تم الاشارة اليه ..يحصي مؤلف الكتاب للعشرات من المصادر التي يوضح من خلالها مال الكثير من المخطوطات حيث الاصح ان يحمل العنوان اشارة الى ان المخطوطات مفقودة او اسيرة لدى مكتبات اخرى غير عائديتها فضلا عن عدم الاشارة الى ان مخطوطات اخرى تم المحافظة عليها حينما تم تعمير بعض الجوامع التي كانت اصلا كنائس بمدينة الموصل وتم تسليمها للكنائس بحسب علمي حول حادثة مقترنة باحدى الكنائس التي تحولت الى جامع حيث كانت تعود الى السريان التكارتة وقد عثر على الكتب المخطوطة بحالة جيدة فتم ايداعها لكنيستنا في تلك الفترة ..تتنوع مصادر الكتاب التي يستقي منها كاتب الكتاب معلوماته ازاء المخطوطات السريانية التي فقدت ويشير الى انه بذل هذا الجهد على مدار سنتين ليقلب صفحات التاريخ بحثا عن تلك اللالي المفقودة مبينا في الوقت ذاته بان الخوف والجهل والعوز كانت من بين الاسباب التي ادت الى اعدام اكثر تلك المخطوطات النادرة وقد اسهم سفره التاريخي برغم اعترافه بانه دونه على عجالة في تسليط الضوء على خفايا المؤشرات التي ادت الى فقدان مثل تلك المخطوطات وبعثرتها في اكثر بقاع العالم ..ولايكتفي الكاتب بايراد الكتب المتخصصة بتوثيق الطقس السرياني فحسب بل عني ايضا بتبيان انماط اخرى من المخطوطات المقترنة بالعلوم المعرفية الاخرى لاسيما حينما مثلت اللغة السريانية وهجا اشعاعيا اقتبس منه الشي الكثير بما يتعلق بنظيرتها اللغة العربية حيث برز في هذا الشان العديد من المترجمين الذين كان لهم شان عظيم كونهم نقلوا تلك المعارف للعربية واتاحتها امام الاكاديميين والباحثين ..قيمة الكتاب تمكن في تصنيف المخطوطات والاشارة الى موقعها البديل او ابراز نكبات اخرى تضاف الى موجات استهداف البشر حينما تم الاشارة الى ما تم حرقه من مئات المخطوطات لا لشيء الا لاختلافها مع الاخر الذي اقدم على تلك الافعال لمحاولته تشويه الحقائق وطمسها وما من هذه الافعال ما برز حتى يومنا هذا برغم اختلاف المحطات وتاريخيتها واقترانها سواء بالعهود الغابرة او اللاحقة ويقينا نحن احوج الى طبعة جديدة من هذا الكتاب او سفر اخر يبرز ما تم فقده اثر غزوة تنظيم داعش لاسيما حينما ظهر قبل عدة اشهر سفر مهم ابرزه المطران مار ميخائيل نجيب عبر جهوده التي كللها بارشفة الكثير من المخطوطات للعديد من كنائس الموصل لينقذ بذلك ارثا مهما عمره عشرات القرون ويقف وراءه نساخون وكتبة بذلوا جهدهم وعصارة فكرهم ووقتهم في سبيل ابراز مثل تلك النفائس واتاحتها سواء للمؤمنين او للاخرين لاسيما بما يتعلق بذوي العلم وارباب المعرفة ..