زوعا اورغ/ وكالات
نشرت صحيفة ” نيويورك تايمز” الأميركية، تقريرا عن القرى الاشورية ) المسيحية (في سوريا، مشيرة الى أن هذه القرة أصبحت خالية بسبب سيطرة “تنظيم داعش” الإرهابي عليها، فتحولت الكنائس إلى أكوام من الركام والتراب، أما المنازل التي كانت مكتظة بالسكان، أصبحت خاوية ولا يوجد بها إلا شخصيات قليلة للغاية.
ونقلت الصحيفة عن أحد بائعي الزيت في إحدى القرى ، يدعى إشاق نيسان قوله: “إن المنازل اعتادت أن تمتلئ بالبشر، والآن في الشارع المطل على منزلي لا يوجد سواي وجاري فقط”.
ولفتت الى أن المصير نفسه أحاط بجميع القرى التابعة للشعب الاشوري، وهي مجموعة عرقية دينية ساميّة مسيحية تسكن في شمال ما بين النهرين في العراق وسوريا وتركيا، مذكرة أن “داعش” هاجم المنطقة التي يقطن بها هذا الشعب، على ضفاف نهر الخابور، في 2015 واختطفوا أكثر من 220 من أهل القرية. ودمرت العناصر الإرهابية وقتها العديد من الكنائس في المنطقة قبل مغادرتهم القرية على يد الاكراد والقوات المحلية، إلا أن جميع العائلات غادرت القرية وجعلتها خوية كـ”قرية أشباح”.
وأكدت الصحيفة أن سبع سنوات من الحرب في سوريا، غيرت من التوزيع الجغرافي للسكان، وأدت إلى نزوح الملايين من أهل سوريا إلى خارج البلاد، لافتة الى أن بعض المجتمعات غير حصينة، مثل قرية تل طال، حيث لا يمكنها التعافي مما أصابها جراء الحرب، ما أدى إلى إصابتها بدمار كبير.
وكشف المسؤول في الكنيسة الأشورية شليمون بارشام لـ”نيويورك تايمز”، أن “أكثر من 10 آلاف مسيحي سوري من قرى الأشوريين، يعيشون في أكثر من 30 قرية قبل بداية الحرب الأهلية في 2011″، مشيرا إلى أنه “كان يوجد أكثر من عشرين كنيسة. أما حاليا لا يوجد أكثر من 900 شخص باقين في تلك القرى، وكنيسة واحدة فقط تقوم على تقديم الخدمات المحلية والكنسية”.
وشكك بارشام في عودة أي شخص من المهاجرين، قائلا: “يقولون جميعا أشياء جميلة بشأن رغبتهم في العودة، ولكن لا اعتقد أنهم سيعودون حقًا”.
ونقلت الصحيفة عن رجل يدعى اوشانا كاشو ويبلغ من العمر 81 عاما، أنه اختطف من قبل “تنظيم داعش”، واحتجز لمدة 30 يوما، مشيرا إلى أن عائلته فاوضت العناصر الإرهابية، وتمكنوا من إطلاق سراحه بدفع 13 ألف دولار كفدية.
وبحسب “نيويورك تايمز”، فإن العديد من أفراد عائلة كاشو كانوا بالخارج قبل اختطافه، وسافر إليهم الأخير بعد تحريريه، ولم يتبق من أسرته سوى ابن وحيد يعيش في قرية غير التي عاشوا بها.
وأشارت الى أنه في قرية تل شاميران، لا يوجد بها سوى سميرة نيكولا (65 عاما)، باقية في القرية، والتي بالرغم من اختطافها مع أطفالها من قبل “تنظيم داعش” إلا أنها رفضت الخروج منها، وعاشت على تربية الماشية والزراعة.