زوعا اورغ/ بغداد
اذ يستقبل العالم بفرح اعياد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية الجديدة ، نتفاجأ في العراق بفتاوى وخطابات تنم عن نهج متخلف واقصائي يبث الفرقة ويحرض على الكراهية والفتنة بين مكونات المجتمع العراقي، اذ يفتي السيد الصميدعي، المدعي بكونه مفتي الجمهورية، بتحريم تقديم التهاني للمسيحيين في عيد الميلاد المجيد وتحريم مشاركة المسلمين في احتفالات راس السنة الميلادية، مستندا على منهجية ابن القيم من تلامذة ابن تيمية الدمشقي من القرن الثامن الهجري، وفي ذات الوقت يصدح السيد الموسوي رئيس ديوان الوقف الشيعي في خطبته بما يتناقض وعقيدته ولا يتفق ومرجعيته العليا ولا يليق وموقعه الرسمي من توصيفات بذيئة وكلام غير مسؤول بحق المسيحيين ومناسباتهم الدينية من الاحتفاء بالميلاد المجيد او رأس السنة الميلادية.
واذ نشجب ونستنكر هذه المنهجية التي تثير الريبة والشك من خلفياتها وتوقيتها، فاننا نؤكد بان هكذا تخرصات غير مسؤولة انما هي مؤشرات على فشل مؤسساتهم في مواجهة تمدد العولمة وتاثيراتها على ثقافات المجتمعات، وان مواجهتها لا تكون بالاستناد على منهجية التحريم والتكفير، التي تسببت في ازهاق ارواح ما لا يقل عن مليون انسان برئ في العراق وسوريا خلال اقل من عقدين والسعي لافراغ البلاد من سكانها الاصليين، ونفس هذه الفتاوي من اشخاص بنفس الفكر المتخلف والمنهجية القروسطية كانت سببا للإبادات والمذابح بحق شعبنا والايزيديين على مدى القرون الماضية وصولا الى ابادة سيفو من قبل العثمانيين ومذبحة سميل وانتهاءا بداعش الارهابي.
واذ نحيي الموقف الرسمي للمرجعيات الشيعية والسنية وابناء الشعب العراقي الذي اكد رفضه لتخرصاتهم وفتاويهم، واقبل الشعب على مشاركة اخوته المسيحيين الاحتفال بالميلاد المجيد ويستعد لاستقبال السنة الجديدة بالبهجة والسرور والاحتفال غير مكترث بالفتاوي والتصريحات التي تبث الفرقة والبغضاء وتزدرئ عقائد الاخرين.
في الجانب الاخر فاننا نستغرب من موقف الحكومة الذي يبدو وكانه لحد الان متفرج، وغير مبالي بمثيري الفتنة والبغضاء. وأننا نطالب بتدخلها العاجل لاتخاذ الاجراءات القانونية الرادعة بحقه هؤلاء ليكونوا عبرة لمن يسعى لبث الفرقة والفتنة، لان ذلك تجاوز فاضح للقيم والمبادئ الايمانية وخرق واضح للمواد الدستورية التي تحرم هذه المنهجية وتضمن حقوق المسيحيين والايزيدية والصابئة المندائية، ونؤكد على احتفاظنا بحقنا القانوني والدستوري في مقاضاته، وختاما نشيد بابناء شعبنا بالثبات والصمود جنبا الى جنب متحدين مع الغيارى من ابناء العراق في مواجهة الاجندات التكفيرية الرافضة لقيم التاخي والتعددية والساعية لبث الفرقة والفتنة والتناحر بين الاشقاء في الوطن، وادامة الانتصار على داعش وايتام دولة الخرافة ومنهجيتها.
المكتب السياسي
الحركة الديمقراطية الاشورية
29 كانون الاول 2018