نمرود شليمون
شيكاغو – امريكا
تأسست الحركة الديمقراطية الأشورية منذ خمسة واربعين عاماً في العراق بعد مخاض فكري وسياسي دام سنوات عدة واستطاعت النخب الاشورية بمختلف أنواعها أن تتفق على المشروع السياسي وتم الاعلان عنه في بيان ١٢- نيسان – ١٩٧٩ .
بدأت الحركة عملها النضالي والفكري والسياسي تأسيساً على المنهج العلمي والمنطق السياسي فتحولت الى بوصلة سياسية للشعب الاشوري بمختلف تسمياته السرياني – الكلداني – الاشوري فالتف الشعب حولها وفرضت نفسها على المشهد السياسي العراقي بكل قوة ، أحست الحكومة العراقية في الثمانينات من القرن الماضي بالحركة ولاحظت بأن دورها وقوتها يزدادان يوماً بعد يوم وادركت بأنها تؤثر على الشارع الأشوري فردت على ذلك بأعدام ثلاثة اشخاص من قيادتها .
بعد تغير النظام العراقي السابق منذ ثلاثة وعشرين عاماً لم يستقر الوضع في العراق في المجالات كافة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتقلص دور الدولة العراقية لصالح الميلشيات التابعة لدولة خارجية أو لتيار داخلي .
لقد أثرت عملية التغير التي فرضها بول بريمر المندوب الامريكي على عموم الاحزاب العراقية بما في ذلك الحركة الديمقراطية الأشورية مما ادى الى انشقاقات عامودية وأفقية في هذه الاحزاب .
لقد التقيت المام جلال الطالباني مع شخصين اخرين في اوائل التسعينات بدمشق حيث قال : إن الحركة الديمقراطية الاشورية تقوم بدور الردع في الخلافات بيني وبين كاك مسعود ، بعد انتخاب برلمان كردستان وكانت الحصص على الشكل التالي : ٥٠ عضو لصالح مسعود و٥٠ لصالح جلال و ٥ لصالح الحركة الديمقراطية الأشورية ، نشرت جريدة السفير اللبنانية في ذلك الوقت مقالاً تحت عنوان ؛ الاشوريون يمسكون بموازين القوى في كردستان العراق .
في المؤتمر الاخير للحركة الديمقرااطية الاشورية الذي عقد في العام الماضي تم تجديد قيادة الحركة من قبل المؤتمريين وتم قبول النتيجة بكل ود وترحاب وهنأت القيادة القديمة القيادية الجديدة بكل رحابة صدر . خلال الاسبوع الماضيي تم الاتفاق بين الحركة وحزب بيت نهرين وصدر بيان بذلك الاتفاق .
لا أبالغ القول : إن الحركة الديمقراطية الأشورية قدمت نموذجاً فريداً من بين كل الاحزاب العراقية عندما غيّر المؤتمر الاخير القيادة القديمة بأخرى جديدة وقبول ذلك التغير من قبل الطرفين بكل حب ورحابة صدر وكمثال على ذلك بالامس كان لقاء من مختلف القوى العراقية في منزل عمار الحكيم للبحث في الشأن العراقي وقد حضر من قبل الحركة كل من الاستاذ يعقوب ياقو سكرتير الحركة والاستاذ يونادام كنا السكرتير السابق وهذا يدل على مستوى الوعي الفكري والقومي للطرفين ويبين الحرص على قضية الشعب الاشوري .
العراق يمر بمرحلة مفصلية وهكذا اغلب البلدان العربية ولكل مرحلة ادواتها ، الحركة الديمقراطية الاشورية مسكت خيو ط المرحلة الجديدة وبدأت العمل .