1. Home
  2. /
  3. اراء
  4. /
  5. مقالات
  6. /
  7. الجزء السادس عشر، البطريرك...

الجزء السادس عشر، البطريرك الشهيد مار شمعون بنياميـــــن .. ورسائل البابا الى بطريرك الاثوريين وبطريرك بابل..؟

يعكوب ابونا

…..     بينا سابقا بان البطريرك سولاقا بلو وخلفاءه عبد يشوع ويهبالاها كانوا قد اتخذوا دياربكر مقرا لهم ،

اما شمعون دنحا نقل كرسي البطريركية الى اورمية كما يذكراوجين تيسران واتخذ مقره في دير ماريوخنان بالقرب من سلامس حيث كان قد تم تنصيبه بطريركا في ذلك الديرمن قبل المبشرين الكاثوليك ، ويعتبره البطريرك الرابع من خط سولاقا ، و” ويسميه ” الاول من خط الشمعونيين ، لان هناك من كان يشك بان شمعون دنحا كان يؤمن بفكره وقلبه بعقيدة روما ، بل كان اندفاعه لقبول ذلك محدد بقدر ما كانت الظروف الصعبة التي وضع نفسه فيها سببا لهذا الاندفاع ليلقي بنفسه في حمايتهم الى ان توفى في سنة 1600، ” انتهى الاقتباس

وفي اورمية قام مبشري روما باحتضانه وبتعينه بطريركا ، وساعد ذلك كون علاقة بابا روما بالشاه عباس الصفوي قوية كما يذكر الؤرخ الشهير ادوارد كيبون الذي اشار الى ان شمعون دنحا وبتاييد ودعم من الصفويين ، فعززوا موقفه من الناحية السياسية فيعزو المبشر جورج بادجر سبب قيام هذا الخط الى الصراع الدائر انذاك بين العثمانيين والفرس حيث شجع الفرس الصفويين اتباع كنييسة المشرق على انتهاج نزعة استقلالية عن الحكم التركي ،

ويذكر المبشر توماس لوري بتمرد رئيس اساقفة سعرت وجيلوا وسلامس شمعون دنحا على البطريرك كنيسة المشرق الذي كان كرسيه في دير الربان هرمز سنة 1575 حيث اعلن خضوعه للكاثوليك الذين هرعوا لتاييده وتقديم الدعم له وترقيته الى درجة بطريرك  ” . انتهى الاقتباس

وحسب تواريخ بطاركة العائلة الابوية يظهر بان تمرد شمعون دنخا كان على البطريرك ايليا السادس( 1558 -1591 )..وللعلم ان اسم شمعون دنحا البطريرك لم يرد ولم يشار اليه في جدول و شجرة بطاركة العائلة الابوية ، فاختلاف الاراء بانتسابه الى العائلة الابوية مسالة بها نظر ، وتقبل الاحتمالين قد يكون وقد لا يكون من العائلة .

و لكن هناك بعض المعطيات قد تكون سببا للاحتمال الاول ، منها خلافه مع البطريرك ، لا احد يذكر ما هية تلك الخلافات واسبابها، وهل كانت سببا لتمرده على البطريرك  ؟ لان الملفت بان شمعون دنحا ذاته لم يتحدث عن هذا الخلاف ولم يذكرعنها شئ ، وانما نجد الاخرون يبررون له تركه لكنيسته معللين انها بسبب الخلافات ، وهذا يقود الى الاعتقاد بان تلك الخلافات كانت ضمن البيت الواحد ، وكان من المتعارف عليه انذاك عدم كشفها للعامة ،

قد يفهم من هذا بانها كانت سبب عدم الكشف عنها اومعرفتها ، ومن جهة اخرى قد تقود الى ان شمعون دنحا كان من المقربين للبطريرك وضمن الدائرة البطريركية لذلك حافظة على سرية ما جرى، ان كان فعلا هناك ما جرى وحدث بين الطرفين ؟؟ طبعا هذا مجرد راء واجتهاد شخصي قد يكون في بعض الصواب ،او قد يكون غير ذلك  ، ومع ذلك كما ذكرنا سابقا اسم شمعون دنحا لم يرد ضمن بطاركة العائلة الابوية ..

ولكن شخصية شمعون دنحا لا احد  ينكر بان كان لدوره الذي اسس له اهميته بالنسبة لروما ، لذلك كان اهتمام الكنيسة الكاثوليكية بشخصه مطلوبا جدا لأحياء خط سولاقا ـ بعد ان وجدت ضعف خط سولاقا بلو الذي ولد ضعيفا واستمر كذلك ،حتى على عهد خلفاءه ، لذلك يقول الدكتورهرمزابونا في كتابه المشار اليه انفا ص 84-85 عمر خط سولاقا كان قصيرا جدا والسبب يعود الى مايلي :

1-ان فشل حركة الانشقاق يعود الى التفاف مؤمني ” كنيسة المشرق ” حول كنيستهم ورئاستها الروحية وعدم فسح المجال لعناصر غريبة من مجتمعات لها تراثها وتقاليدها وطقوسها التي تختلف عن تقاليد وطقوس المسيحيين الشرقيين  بشكل عام وكنيسة المشرق بشكل خاص ،..

2- لعل من بين ابرز عوامل الفشل خط سولاقا تكمن في عامل جوهري مؤثر وهو موقف السلطات العثمانية المتسم بحماية الرعايا المسيحيين من التدخل الاوروبي وانتهاج ساسية التسامح مع الكنائس الوطنية طوال فترة عظمة الامبراطورية فلم تستجب لخطط المبشرين وتساعدهم على بلوغ ماربهم ، ويضيف بان محاولة تقسيم كنيسة المشرق لم تفلح وان خط سولاقا ظل محاصرا من الناحية الجغرافية في رقعة محددة ونائية ، افقرته الى التواصل والاستمرارية ، وان رصد خط سولاقا كان قيام ثلاثة بطاركة فقط وهؤلاء كانوا يعيشون العزلة التي كانت واضحة حتى عند المؤمنين اتباعهم وهم

1- مار يوحنا بلو 1553 -1555

2- مار عبد يشوع 1563-1567

3-مار عطا الله ” يهبالاها ” عند ساكو في ص 165 كان من سنة” 1578 – 1580  ”

انتهى الاقتباس

لذلك كان اهتمام روما بشمعون دنحا بشكل واضحا لانها وجدت فيه ومن الظروف المحاطة به ما يمكن ان تستفيد منها في بث وانتشار نفوذها وتحقيق مصالحها ،فناخذ مثلا ما قامت به كما ذكرنا انفا بان تدخل البابا بحل مشكلة المطارنه ابراهيم و يوسف سولاقا في الهند / ملبار ، ولكن بالواقع كانت بداية المشكلة للكنيسة، لان برجوع المطران يوسف سولاقا الى ملبار الهند لاقى معاملة قاسية من المرسلين البرتغاليين هناك ،كما يشير البطريرك ساكو في ص 166 من كتابه انف الذكر ،ويضيف وشيئا فشيئا عهد امر هؤلاء المسيحيين الكلدان الى مطران ” غوا ” اللاتيني الكسيس الذي عقد مجمعا في عام 1599 بمساعدة الاباء اليسوعيين ، فسنّ قوانين تتعلق بالعقيدة والطقوس والعمل الراعوي ، وفرض الطقوس والعبادات اللاتينية ، وحرم استعمال طقوس كنيسة المشرق ، معدا اياها هرطوقية “.. انتهى الاقتباس

من الواضح بان المجمع اعلاه استهدف كنيسة المشرق برمتها النسطورية والكاثوليكية الجديد عندما سحب من البطريرك شمعون دنحا كل حق او ممارسه لكنيستة في تلك المناطق ، واخضاعها مباشرة لسيطرة روما .هنا تبين بان علاقة روما بشمعون دنحا كانت علاقة مصلحية تميلها ظروف المرحلة، فكان شمعون دنحا بحاجة الى دعم السياسي والديني اضفاءالشرعية على تمرده هذا ، وكان بالنسبة لروما تمكينها من مواصلة عملية تقسيم كنيسة المشرق والاستيلاء على ارثها التاريحي ومناطق نفوذها ، وهذا ما تم لها فعلا في المناطق المختلفة ..

اما الاب البيرابونا ص 146 من كتابه انفا الذكر يقول ” بينما كان البطريرك شمعون دنحا ( 1580 -1600 ) يرئس الفئة المتحدة بروما ، كانت احداث خطيرة تجري في الهند بين المؤمنين التابعين لكنيسة المشرق ، فكان البرتغاليون قد دخلوا الهند منذ زمان طويل واحتلوا الشعوب المستعمرة ، بل حاولوا احتواء الكنيسة السريانية هناك وضمها الى الكنيسة اللاتينية ، وحينما ارسل البطريرك عبد يشوع الرابع الاسقف يوسف سولاقا الى ملبار لرعاية شؤون الطائفة هناك ، لقى مقاومة من البرتغاليين ، اضطر على اثرها الى الذهاب الى روما ، فارسل اسقفا اخر اسمه ابراهيم ،وكما ذكرنا سابقا بعد رجوع يوسف من روما وقع خلاف بين الاسقفين ادى تدخل روما ، فطلبت الى البطريرك ان يعين لكل منهما ابرشية خاصة به ،

ويقول جرت خلافات اخرى بين انصار الاسقفين ( ملاحظة الكاتب ، ليس هناك اي ذكر عن ماهية ونوعية تلك الخلافات التي يزعمون بانها وقعت بين انصار الاسقفين سوى الادعاء والاتهام الذي لا اساس له من الصحة وسوف نتعرف على حقيقة ما جرى وابعاد هذا الاتهام المشين واهدافه ) .

ويضيف الاب البير ، فاضطر الكرسي الرسولي الى التدخل في شؤون هذه الطائفة في الهند ،

ويستمر الاب البير بالقول ففوض الكرسي الرسولي مطران  غوا الكسيس منشأ ان يهتم باصلاح احوال تلك الطائفة ، فعقد المطران المذكور ، مع جملة من الرهبان اليسوعيين مجمعا في ديامبر سنة 1599 فيه سنّ قوانين كثيرة تتعلق بالمعتقد والسياسة الكنيسة والطقوس ، فارغم رؤساء الجماعة السريانية الشرقية هناك الى الاعتراف برئاسة الحبر الروماني والطاعة له ونبذ المذهب النسطوري ، وحرم المجمع الكتب النسطورية المتداولة ، منها ليتورجيا نسطوريوس وليتورجيا تيودوروس المصيصي ، ونقح الليتورجيات الاخرى ، وطبق على الكنيسة الملبارية السريالنية قوانين المجمع التريدنتيني  ،وفرض العزوبية على الكهنة ، وابقى لهم ليتورجيا الرسل ، مع اجراء تغيرات هامة عليها ، وترجم لهم احد اليسوعين من اللاتينية طقوس العماد والزواج والمسحة الى اللغة السريانية ، وعين لهم هذا المجمع اسقفا لاتينيا يرعي شؤونهم ، دون العودة الى بطاركتهم الشرعيين .وهكذا فرض الاساقفة البرتغاليون على ملبار عوائد لاتينة كثيرة افقدت الطقس الملباري السرياني وجهه الاصيل . الا ان هذه الاجراءات خلقت استياءً عميقا في الكنيسة الملبارية السرياني ادى بفئة منهم في عهد لاحق الى اللجوء الى بطريرك المنوفيزيين والانضمام الى كنيستهم ..” انتهى الاقتباس

كما اشرت انفا لقد ظهرت الحقيقة وتبين هدف روما وسعيها بخلق اشكاليات بين المؤمنين لتجد لها الحجة والمبرر بالتدخل ، زعموا بوجود خلافات ومشاكل بين ابناء الطائفة ، فان كان هناك فعلا مشاكل كما يدعون فكان زمنها عهد عبد يشوع البطريرك ، فاين كان حرصهم على حل تلك المشاكل ، لماذا لم تحل في حينها ..؟

ولكن الظاهر ان فكرة حلها لم تنضج  لدى روما الا بعد اكثر من عشرين عام فاعدوا لها بشكل شرعي ومنظم ، فعقدوا في عام 1599 ، مجمعا فيما بيبنهم، ووجدوا اسهل طريقة لحل تلك المشاكل المزعومه التي هم اوجدوها بين ابناء الطائفة ،فكان الحل ببساطة هو انهاء نفوذ ووجود كنيسة المشرق في الهند .فقرروا الغاء كل مقومات الكنيسة ، وجعلوها تابعة لهم رغم ارادتها ، والزموا اتباعها بنظام وطقس ولوتورجيا وقواعد وشرائع كنيسة غربية بعيد كل البعد عن عقيدتهم وتاريح كنيستهم ، وهكذا حلت روما المشكلة ولم يبقى من مشاكلهم الا الخضوع والخنوع لارادة روما وسيطرتها وسطوتها عليهم وهكذا كان ..

يذكر البطريرك ساكو ص 37 من خلاصة تاريخ الكنيسة الكلدانية ، ” عندما توفى البطريرك شمعون برماما عام 1558 خلفه ابن اخيه ايليا السادس بر كوركيس ( 1559 – 1591 ) ” توضيح الكاتب : ان البطريرك ايليا السادس حسب المطران ايليا ابونا ص 54 من كتابه بان البطريرك ايليا السادس ، هو يهبالاها ابن كوريال اخي البطريرك وهكذا ورد الاسم في شجرة البطاركة الابوية ، وليس كما ذكره البطريرك ساكو بانه ”  بر كوركيس ،” ..

ويضيف وقد اقام هو وخلفاؤه في دير الربان هرمز في جبل القوش قرب الموصل ، وبسلطانهم وتاثيرهم جعلوا خلفاء سولاقا يقيمون في أمد -ديار بكر” وان خليفته ايليا السابع ( 1591 – 1617 ) على الارجح بتاثير المرسلين الغربيين الذين اعادوا الى الكثلكة جمعا من اتباع  كنيسة المشرق ( ملاحظة الكاتب ، لا حظوا المعنى اعادوا ابناء كنيسة المشرق الى الديانه الكاثوليكية ،بعد ان كانوا ابناء المسيحية ) .فارسل البطريرك ايليا السابع وفدا الى روما عام 1606 / 1607 و1611 وبتاثير الراهب الفرنسيسكاني اوبجيني دي نوفارا ، عقد ايليا هذا مجمعا عام 1616 اكد فيه تبني العقيدة الكاثوليكية ” وخصوصا ما يتعلق بالكريستولوجي ” ولكن هذا التبني لم يحقق اتحادا صريحا مع روما ،”.. انتهى الاقتباس

اما الاب البيرابونا يذكر في ص 146 من كتابه انف الذكر بان شمعون دنحا كان يراس الفئة المتحدة بروما ،وكان البطريرك ايليا السابع 1590 -1617 يتارجح بين الاتحاد بروما وبين البقاء حسب نهج اسلافة متمسكا بالمعتقد الشرقي النسطوري..” انتهى الاقتباس

بسبب هذا التأرجح في الاراء ناخذ ما ذهب اليه المطران ايليا ابونا ص 57 من كتابه انف الذكر ، بعد وفاة ايليا السادس 1591 دفن في ديرالربان هرمز، خلفه ايليا السابع في نفس السنة على الكرسي بموجب التقليد المتبع والمتوارث منذ زمن شمعون الباصيدي ، يقول كان هذا البطريرك يميل الى الكنيسة الجديدة ، خاصة بعد سماعه لقصة شخصين اثنين من التتر كانا في روما للتبرك  بذخيرتي الرسولين الطوباويين بطرس وبولس ، وفي عيد الفصح غسل البابا ارجل اثني عشر شخصا وكانا هؤلاء الاثنين وهم بولس وكيوركيس من بينهما ، ولقد خاطبهما البابا بلطف بعد ان تعرف عليهما ، واستسفر منهما عن كنائسهما وشعبهما ، ولما عاد الى الشرق اخبرا البطريرك بقصتهما وما حدث لهما ، فسر بهما كثيرا وازداد لهفة لتحقيق ما يعتمل في صدره عمليا ، فاوفد راهبين اثنين من دير الربان هرمز هما الاخوين ” اوشعنا وهرمزد ” ومعهما حذبشبا ” خوشابا ” احد وجوه القوش سنة 1607 م ..كان البطريرك شمعون دنخا قد مات سنة” 1600 ” . ويضيف الا ان هؤلاء الاخوان الرهبان اللذان ارسلهما لم يفلحا في مهمتهما لذلك ارسل ” ادم اركذياقونه ” وكان رئيسا لدير الربان هرمز ، فمكث هذا زمنا طويلا في روما وتوفق في سفارته ،وبعد عودته من رومية حثه ليعقد مجمعا للنظر في حقائق الايمان ، فرسمه البطريرك اسقفا على اورشليم وسمى طيميثاوس على اسم تلميذ بولس الرسول ، وبعد فترة عقد البطريرك مجمعا في امد حضرة جمع من الاساقفة كما حضره المرسل توما نوفاري ، فكتب البطريرك صورة ايمانه معترفا ومؤمنا بايمان روما ، وارسلها الى البابا 1616 ، كما كتب الى نائبه في فلسطين القس اسطيفانوس من قلايته في الدير الاعلى ماركوريال على شاطى دجله  ابني الحبيب ، لا تحزن ولا تكتئب ولا تتضايق بسبب تسليم كنيسة فلسطين بيد الفرنسيسكان اذ لا فرق بيننا وبينهم في الايمان ، من هو بولس ومن هو افولو .. وتوفى  بعد ان دبر الكرسي البطريركي ستا وعشرين سنه ، في 26 ايار سنة 1617 ودفن في دير الربان هرمز  .. انتهى الاقتباس

والغريب ما ذهب اليه الاب البير ابونا في ص147 من المصدر السابق عندما يذكر ،بعد وفاة البطريرك شمعون الثامن دنخا سنة 1600 ” طبقت الطريق الوراثية ، فانتخب في السنة ذاتها شمعون التاسع(1600- 1638 ) بطريركا على الفئة المتحدة بروما ، وقد اظهر البطريرك الجديد حسن نواياه منذ البداية ، الا ان صورة ايمانه التي ارسلها مع المطران طيماثيوس مطران ديار بكر ، الى روما لم تلقي قبول ورضى البابا بولس الخامس فكتب له رسالة في 29 حزيران 1617 عنوانها ( الى الاخ المحترم شمعون بطريرك الاثوريين المشارقة …. )..

” توضيح الكاتب : نلاحظ بان البابا يطلق على اتباع الكنسية الكاثوليكية الجديدة خط سولاقا بالاثوريين ، وليس كلدان كما يريد البعض تشويه الحقيقة ، لذلك اقتضى التوضيح “..

وثانيا يضيف الاب البير, بان الاب شموئيل جميل الذي ينقل نص هذه الرسالة اللاتيني  ، ان الرسالة كانت موجه الى البطريرك ايليا التاسع الذي يقول عنه انه كان قد سمى ايضا شمعون قبل انتخابه ، ويوضح الاب ابونا لكن الواقع يشير الى ان ايليا الثامن توفي في 26 ايار 1617 ، ومن غيرالمحتمل ان تكون روما مطلعة على وفاته في نهاية حزيران ، ويضيف الاب البير، ويقول نجد رسالة وجهها البابا في اليوم عينه الى توما دي نوفاري في شان السينودس الذي عقده مار ايليا الثامن ويسميه ( الاخ المحترم ايليا البطريرك البابلي … ) يظهر ان الديوان البابوي كان يستعمل عنوانين مختلفين للرئيسين اللذين كانا يتقاسمان السلطة في كنيسة المشرق فيسمي خليفة سولاقا ( بطريرك الاثوريين المشارقة .) ويّسمي خليفة شمعون برماما ” بطريرك بابل ”

ونسائل وما الغرابه بان ارسل البابا رسالتين الى باطريركين ، فاطلق البابا على البطريرك شمعون التاسع وهو من خط سولاقا  بطريرك الاثوريين المشارقة ، اليس ذات الاسم الذي اطلقه البابا على البطريرك سولاقا والبطريرك عبد يشوع ؟ واما الرسالة الثانية هي الاخر مرسله من البابا الى ايليا بطريرك كنيسة المشرق .وهذا دليل على وجود علاقات واتصالات لم تنقطع بين الكنيستين ..

واخيرا يتوصل الاب البير هنا الى القول بان الرسالة المعنونه الى الاخ المحترم شمعون .. كانت موجهه الى شمعون التاسع الذي عشية عودة المبعوث البابوي توما دي نوفاري وقع اقرار ايمانه في 28 تموز سنة 1619 ،” انتهى الاقتباس

بصراحة هناك عدم وضوح بما ذهب اليه الاب البير ، لان  شمعون الثامن دنحا هو من خط سولاقا ، السؤال كيف ومنّ طبق الطريقة الوراثية ليكون شمعون التاسع بطريركا ،؟ لان هذا لايكون الا ان يكون شمعون دنحا في حياته قد اقام شمعون التاسع هذا وريثا  ” قيوما ” ولي العهد ، وان كان كذلك كيف ولماذا ، ومن انتخبه اذا بطريركا وهو معد لها سلفا ؟؟

خاصة ونحن نعرف بان الناخبين هم من خط سولاقا ؟؟ بمعنى انهم لم يكونوا نساطرة بل كاثوليك جدد ، وان كانوا كذلك فلماذا لم تنال صورة ايمانه قبولا ورضى من لدن البابا ؟؟

ولان المعروف بان نظام الوراثه انذاك كان مطبقا في القوش فقط  ؟؟ ..فكيف عمل به شمعون دنحا ؟؟ وهو  خارج طاعة كنيسه المشرق ؟؟

ويذكر نصري ص 187 ج 2 ذخيرة الاذهان ، ان شمعون الثامن خلف شمعون دنحا سنة1600 ” توضيح الكاتب عند نصري شمعون دنحا هو السايع وخلفه شمعون الثامن خلافا لما ذهب اليه البير ابونا بانه شمعون التاسع ” . ويضيف نصري وهو الثاني بهذا الاسم ولبث حافظا وديعة الايمان الصحيح كما تسلمها من سلفائه ، وساعده الاب توما النوفاري رئيس المرسلين في حلب وانفذ الى رومية على يده صورة ايمانه التي كتبها في قوجانس في  28 تموز من سنة 1619 ، ويضيف بان بزمن هذا شمعون الثاني اخذت الكنيسة الجديدة في الخمول والضعف في عهده ، بينما كانت البطريركية البابلية يستفحل ويرتفع في عهد ايليا السابع الكاثوليكي ” ..انتهى الاقتباس

نلاحظ  تضارب الاراء بشان هذا البطريرك ايليا السابع قيامه ووفاته ، لان حسب جدول تيسران والاب ابونا في سنة 1591 م وتوفى في يوم 26 ايار 1617 ويؤيد تاريخ الوفاة هذا الاب بطرس حداد ، الكتابات السريانية في العراق ، مجلة اللغة السريانية 1977 ص 207 -208 “,

ولكن يذكر بطرس نصري في ص 176 من المصدر السابق ، فيقول – من الاسباب التي قوت قصد ايليا السابع لابرام عهد الاتحاد مع الكنيسة الرومانية ، بان البابا بولس الخامس عندما كان يغسل ارجل الفقراء في يوم خميس الفصح وجد بينهم كلدانيان من لجش مدينة من تبيت اقليم بلاد التتر .( اضافة الكاتب ، يظهربانه لم يكن هنود ملبار فقط كلدان بل حتى التتر كانوا كلدانا حسب نصري  ) كانا في زيارة الى روما ، فتلطف بهما الحبر الاعظم وسالهما عن احوال طائفتهما الكلدانية دينيا ومدنيا ، ويقول ولدى عودتهما الى بلادهما (عرجا الى بابل ) وقصا على بطريركهما ما نالاه من الالتفات وحملا له الهدايا من الحبر الاعظم ، وصورة الايمان ليعلمها لقومه …. انتهى الاقتباس

لاحظوا بانهم عرجا على بابل ، وكما وضح الاب البير ابونا اعلاه بان رسالة البابا الى بطريرك الكنيسة الشرقية سماه بطريرك بابل “. ونحن نعلم بانه لم يثبت تاريخيا ولم يذكراحدا مطلقا بان بابل كانت في يوم من الايام مقرا للكرسي الباطريركي ..” وحسنا فعلا البطريرك روفائيل ساكو عندما قام برفع اسم بابل الملعونه من الرب على لسان النبي اشعيا وارميا من اسم الكنيسة ،

ومن ناحية اخرى كيف عرجا على بابل والتقيا بطريركهم وهم كلدان ؟ وبطريرك بابل نسطوري ،؟ والا الم يكن من الاصوب ان يزورا بطريرك الكاثوليكي خليفة سولاقا كما يسميه نصري كلدانيا ؟ ولكن الحق دائما يظهر بدون مؤاربه ، لاننا نلاحظ ومن خلال اقرار نصري نفسه نفهم بان اتباع كنيسة الكلدانية كانوا من ملل مختلفة قد يكونوا من التتار والهنود وغيرهم ، ولكن الذي يجمعهم هم انتمائهم للكنيسة الجديدة الكاثوليكية التي انشقوا عن كنيسة المشرق ،  بمعنى نفهم من الاباء نصري والبير وسرهد وساكو عندما يذكرون الكلــــدان يكون في ذاكرتهم وقصدهم هم من انشقوا من كنيسة المشرق والتحقوا بكنيسة روما ، فسموا كلدانا لاحقا كما سنوضح ذلك لاحقا في الحلقات القادمة ، فالتسمية الكلدانية تتغير وجودا وعدما مع تتغير الانتماء الكنسي ليس الا .

فالتتار والهنود اخذوا التسمية الكلدانية لانتمائهم للكنيسة الكاثوليكية التي انشقت عن كنيسة المشرق النسطورية .

فبعد بعد موت شمعون دنحا 1600 جاء شمعون الثاني من خط سولاقا

وفي الحلقة القادمة نتحدث عن البطاركة الشمعونيين خط سولاقا بلو .. بعون الله .

يعكوب ابونا  ………………………….  5 /7 / 2024

zowaa.org

menu_en