زوعا اورغ/ وكالات
إن هذا هو التقرير الدوري الخامس عشر لمركز الخليج لحقوق الإنسان حول انتهاكات حقوق الإنسان في العراق. يسلط التقرير الضوء على عمليات الاغتيال التي طالت نشطاء المجتمع المدني والصحفيين في العراق ضمن حملات الاستهداف المستمر لهم ولمنتقدي الوضع الحالي الذي يتميز بفقدان الاستقرار وعدم احترام الحريات العامة للمواطنين، كما يوثق أيضاً أعمال العنف التي طالت المتظاهرين السلميين الذين خرجوا للاحتجاج ضد الفساد وسوء الخدمات العامة في البلاد والتي يعاني منها العراقيون لعقود طويلة.
كذلك، يوثق هذا التقرير التظاهرات التي خرجت لدعوة الحكومة العراقية للقيام بمحاسبة قتلة المتظاهرين وإحالتهم إلى القضاء العادل.
عمليات الاغتيال ضد ناشطي المجتمع المدني
بعد عملية الاغتيال التي طالت مدافع حقوق الإنسان البارز ورئيس تنسيقية كربلاء للحراك المدني إيهاب جواد الوزني، تصاعدت موجة الاحتجاجات في البلاد، وازدادت مطالب المتظاهرين بالكشف عن قتلته وقتلة كل الذين سبقوه من ناشطي المجتمع المدني والمحتجين.
اغتيل الوزني وسط مدينة كربلاء من قبل مسلحين مجهولين أمام منزله وسط مدينة كربلاء، ووثقت كاميرات المراقبة عملية اغتياله على يد مسلحين اثنين كانا يستقلان دراجة نارية صغيرة في منطقة محصنة أمنياً، وهي عملية مشابهة لعملية اغتيال الصحفي والخبير الأمني البارز هشام الهاشمي في 06 يوليو/تموز 2020.
قال نشطاء في كربلاء وهم زملاء للوزني لـمركز الخليج لحقوق الإنسان، إن، “الوزني كان عائداً من اجتماع مع المتظاهرين لإدامة زخم الاحتجاجات والتحشيد لتظاهرات كبيرة خلال الفترة المقبلة.”
أثار اغتيال الوزني اهتماماً واسعاً وردود فعل كبيرة في العراق، وتصدر وسم (#إيهاب_الوزني) مواقع التواصل الاجتماعي، ومن ثم بعد أيام، نشر النشطاء وسما جديداً (#من_ قتلني؟) ونشروا معه صور الوزني والنشطاء والصحفيين الذين اغتيلوا، في محاولة للضغط على الحكومة لمحاسبة الجناة.
بتاريخ 14 يونيو/حزيران 2021، علق متظاهرو محافظة كربلاء، في مناطق وأحياء المحافظة، لافتات تحمل ذات العبارة ومعها صورة الوزني وغيرهم من النشطاء الذين قتلوا. بتاريخ 18 مايو/أيار 2021، علّق متظاهرون في البصرة أيضاً صورة الوزني صمن حملة “أنا عراقي، من قتلني؟”
لم يكتف النشطاء بذلك، بل علقوا في عدد من المحافظات العراقية، لافتات عليها جملة “من قتلني؟ أنا عراقي”، في مؤشر على اتساع حالة الغضب لدى المحتجين وارتفاع حدة ضغطهم على السلطات لكشف القتلة.
قبل تسعة أيام من مقتله، خرج الناشط الوزني بتظاهرة في محافظة كربلاء يطالب فيها بالكشف عن فساد “المستشفى التركي”، وظهر في مقطع فيديو وهو يندد بحرق المستشفى وعدم افتتاحه رغم حاجة المحافظة إليه.
بتاريخ 12 مايو/آيار 2021، أعلنت عائلة الوزني في بيان صحفي، أنها “لن تقيم مجلس عزاء، ولا تأبين، قبل أن يتم القصاص من القتلة.” وألقت عائلة الناشط كلمة في مدينة كربلاء، طالبت فيها المحافظ وقائد العمليات وقائد الشرطة بالاستقالة من منصبيهما، كما طالبت “بالكشف عن قتلة ابنها.”
بتاريخ 13 مايو/آيار 2021، قال رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، إن “قتلة الناشط الشهيد ايهاب الوزني في كربلاء سيواجهون المصير الذي واجهه قتلة احمد عبد الصمد في البصرة وباقي الشهداء بما أجرموا بحق شعبنا وشبابنا.”
ورغم تصريحات الكاظمي وما أعلنت عنه خلية الإعلام الأمني بأن، “شرطة محافظة كربلاء المقدسة استنفرت جهودها، بحثاً عن العناصر الإرهابية التي أقدمت على اغتيال الناشط المدني إيهاب الوزني،” إلا أن أية نتائج لم تُعلن حتى اللحظة ولم تكشف السلطات عن قتلته.
بتاريخ 10 مايو/أيار2021، اعتبرت مفوضية حقوق الإنسان في العراق، “إن حادثة اغتيال الناشط المدني إيهاب الوزني بمحافظة كربلاء المقدسة، جاءت استكمالاً لمسلسل الاغتيالات ضد الناشطين وأصحاب الكلمة الحرة.”
بتاريخ 10 مايو/أيار 2021، نجا الصحفي أحمد حسن (الصورة أعلاه) بأعجوبة من محاولة اغتيال في مدينة الديوانية، مركز محافظة القادسية جنوبي العراق.
وبثت قناة الفرات الفضائية التي يعمل حسن مراسلاً لصالحها منذ 15 عاماً، مقطع فيديو للحظة إطلاق الرصاص الحي على رأس مراسلها. وظهر حسن وهو يحاول صف سيارته بعد عودته إلى منزله في قضاء الشامية بمحافظة الديوانية جنوبي العراق، ثم تقدم باتجاهه شخص وأطلق الرصاص عليه ثم لاذ بالفرار.
نُقل حسن بسبب خطورة وضعه الصحي إلى بغداد في سيارة إسعاف، وهناك أجرى فريق طبي متخصص في مستشفى جراحة الجملة العصبية عملية طارئة له، تم خلالها رفع جزء من عظم الجمجمة وايقاف النزيف في مناطق مختلفة من الدماغ وحُول الى العناية المركزة.
ويظهر حسن في تقاريره التلفزيونية وهو ينقل معاناة المواطنين والفقراء في محافظة الديوانية حيث مقر إقامته، وكان قبل يوم من اغتياله يعد تقريراً عن المخابز والعاملين فيها في مدينة الديوانية، مركز محافظة القادسية، وفقاً لأحد زملائه تحدث الذي تحدث لمركز الخليج لحقوق الإنسان.
بتاريخ 22 مايو/آيار 2021 اغتال مسلحون ناشط المجتمع المدني هشام الحجازي (الصورة أعلاه) في قضاء الطارمية شمالي محافظة بغداد. ويرأس الحجازي مجموعة شباب الطارمية التطوعية التي تعمل على تقديم المساعدات الإنسانية وتنفيذ حملات إغاثية.
تحدث أحد أقرباء الحجازي مع مركز الخليج لحقوق الإنسان منوهاً إن، “الحجازي كان من النشطاء البارزين الذين قاموا بحملات إغاثة ومساعدة في مدينته، وكان حريصاَ على مساعدة الفقراء، لكن أيادي الغدر أخذته.”
وأضاف، أن “الحجازي قرر الترشح في الانتخابات المقبلة، لكن للأسف اغتيل لأسباب نعتقدها سياسية وتتعلق بنشاطه المدني.”
في هذا الفيديو تظهر مواطنة عراقية ساعدها الحجازي في وقت سابق وهي تقول، “لا أحد ساعدني عندما سكنت في الشارع وتهدم منزلي، غير الحجازي الذي جاء وساعدني رغم أنه لا يعرفني، وجمع نحو 10 ملايين دينار عراقي وبنى لي منزلاً وأنقذني. أطالب رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي بالقصاص من قتلته.”
بتاريخ 23 مايو/آيار، نجا ناشط المجتمع المدني عماد العكيلي (الصورة أعلاه) من محاولة اغتيال بعبوة ناسفة بمدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار جنوبي العراق، حيث زرعت العبوة داخل سيارته في شارع الكورنيش وسط المدينة، وانفجرت عند ركوبه السيارة مما أدى إلى إصابته بجروح نقل على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج.
العكيلي كان من أبرز النشطاء وأكثرهم حراكاً في ساحة الحبوبي بمحافظة ذي قار، وشارك في الاحتجاجات بشكل مستمر، وكان يدعو إلى ضرورة إدامة الزخم الشعبي.
بتاريخ 28 مايو/أيار 2021، أعلنت الناشطة المدنية انتصار ناهي (الصورة أعلاه)، تعرضها إلى محاولة اغتيال في العاصمة بغداد، حيث قالت على حسابها في تويتر إن، “مسلحاً يستقل دراجة نارية، أطلق عليها النار، فهربت، لكنها أصيبت بجروح بيدها.” ودعت ناهي إلى استمرار الحراك الشعبي الحالي وعدم الانسحاب منه.
وسبق أن اختطفت انتصار ناهي بتاريخ 25 ديسمبر/كانون الأول 2020 عند خروجها من ساحة التحرير وسط بغداد، وتحدثت فيما بعد عن تعرضها للتعذيب. تعتبر ناهي من المسعفات البارزات في ساحة التحرير اللاتي برزن في مساعدة المتظاهرين خلال العام ونصف العام المنصرم.
يذكر أن مركز الخليج لحقوق الإنسان، وثق في فبراير/شباط حالة اختطاف المسعفة انتصار ناهي في تقريره الدوري الحادي عشر.
بتاريخ 04 يونيو/حزيران 2021، نجا الصحفي وناشط المجتمع المدني وعضو نقابة الصحفيين العراقيين عمران كامل الصافي (الصورة أعلاه)، وشقيقه المتظاهر السلمي عادل كامل الصافي من محاولة اغتيال في محافظة ذي قار استهدفتهم خلال تواجدهما في مطعمهما الواقع بمدينة الناصرية، قرب ساحة الحبوبي التي هي معقل تواجد المتظاهرين. لقد تحدث في المستشفى بغضبٍ شديد عما تعرضا له في فيديو نشره على صفحته في الفيسبوك ، بينما كان جنب شقيقه الذي كان مستلقياً يتلقى العلاج، وكيف أن القوات الأمنية العراقية لم تحمهما.
واضاف إن كاميرات المطعم صورت من حاول اغتيالهما أمام المطعم، اذ ان أحدهما كان يحمل مسدساً والآخر يحمل سكينة ويرتدي الزي الأسود، كما قال ان الدولة فقط تتفرج علينا ولم تقم بحمايتنا.
يستخدم عمران الصافي صفحته في الفيسبوك لدعم الحراك الشعبي ونشر آرائه عن القضايا العامة التي تهم المواطنين. بتاريخ 12 يونيو/حزيران 2021، نشر على صفحته في الفيسبوك تعليقاً ورد فيه ما يلي، ” يا ليت هناك تطبيق حقيقي وفرض للقانون فالناصرية في فوضى.
” كان ذلك رداً على كلمة القاها رئيس الوزراء الكاظمي لدى زيارته لمحافظة ذي قار واجتماعه مع المسؤولين فيها وبضمنهم القيادات الأمنية ورد فيها، “المطلوب فرض النظام في المحافظة.”
الاعتقالات لناشطي المجتمع المدني
تستمر السلطات العراقية في ممارسة عمليات الاعتقال بحق ناشطي المجتمع المدني المسالمين، رغم أن رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي أوصى في أوقات سابقة بضرورة ألا يتم اعتقالهم، إلا أن هذه الممارسات بقيت مستمرة حتى لحظة كتابة هذا التقرير.
بتاريخ 11 مايو/آيار 2021، اعتقلت القوات الأمنية في مدينة كربلاء ناشط المجتمع المدني وعضو حركة نازل آخذ حقي أحمد القبطان (الصورة أعلاه)، بالقرب من ساحة الأحرار في كربلاء، بعد خروجه في تظاهرات تطالب بالكشف عن قتلة زميله الناشط إيهاب الوزني، حيث يعد قبطان من النشطاء البارزين في المحافظة، ومن المشاركين في الاحتجاجات منذ انطلاقها في أكتوبر/تشرين الأول 2019.
بعد ساعات من اعتقاله، أفرجت السلطات عن القبطان، وكتب على حسابه في الفيسبوك ما يلي، “بعد مداهمة منزلي في الساعة 2 ظهراً وترويع عائلتي من قبل جهاز استخبارات كربلاء، خرجت والحمد لله. شكراً لكل من ساندني ووقف بظهري، من أقاربي وأصدقائي ورفاق القضية في كربلاء والمحافظات الثائرة.”
بتاريخ 13 مايو/أيار 2021، اعتقلت القوات الأمنية في محافظة بابل، ناشط المجتمع المدني ضرغام خريبط، (الصورة أعلاه) وهو أحد الناشطين السلميين البارزين بساحة الاعتصام الرئيسية فيها، وذلك خلال حملة نفذتها ضد المحتجين في المحافظة. بعد ساعات، وعندما تم إطلاق سراحه، كتب على حسابه في تويتر التغريدة التالية، “لم أخفض رأسي ولم تدمع عيوني، رغم التعذيب، والكلمات البذيئة الي تعرضت لها، لكنني أخفضت رأسي احتراماً ودمعت عيوني فرحاً عندما خرجت من باب الاستخبارات ورأيت المئات من اخوتي الذين ضيعوني بأحضانهم وتقبيلهم ودموعهم. عاجز والله، عاجز عن الوصف. خوفي الوحيد كان أن أخرج وأرى نفسي وحيداً.”
أخبار التظاهرات السلمية
أثارت عملية اغتيال إيهاب جواد الوزني غضب المحتجين، فبعد ساعات على اغتياله، خرج المئات في عدد من المحافظات الجنوبية غاضبين في الشوارع يطالبون بمحاسبة قتلته وزملائه الآخرين. في 09 مايو/أيار2021 تظاهر المئات من في محافظتي كربلاء والنجف، بعد أقل من ساعتين على تشييع الوزني حيث رصد مركز الخليج لحقوق الإنسان، صِدامات بين المحتجين والقوات الأمنية في محافظة كربلاء.
بتاريخ 09 مايو/أيار 2021، تظاهر العشرات في محافظتي الديوانية وذي قار، احتجاجاً على مقتل الوزني، وقاموا بحرق الإطارات وقطع الطرق المؤدية الى ساحة الساعة امام مبنى الحكومة المحلية، وكذلك كان الحال في ساحة الحبوبي بمحافظة ذي قار، عندما تظاهر المئات للتنديد بمقتل الوزني.
ويظهر مقطع الفيديو هذا صدامات كبيرة بالقرب من مبنى الحكومة المحلية في محافظة بابل، بين الشرطة الاتحادية والمتظاهرين الذين خرجوا للمطالبة بحقوقهم وهم يعبرون عن استيائهم من تردي الأوضاع، وعجز السلطات الحكومية عن حماية المدنيين من عمليات الاغتيال.
لقد تعاملت القوات الأمنية العراقية في كل هذه التظاهرات بعنف مفرط مع المحتجين الغاضبين في محافظات كربلاء والنجف وبابل والمثنى وواسط، واعتقلت عدداً منهم، فيما أطلقت الرصاص الحي لتفريقهم واعتدت على بعضهم بالضرب بالهراوات.
بتاريخ 20 مايو/أيار2021، تحدث عدد من نشطاء المجتمع المدني في محافظة كربلاء لـمركز الخليج لحقوق الإنسان مؤكدين إن، “الحكومة تجاهلت مطالبهم وتناست عمليات الاغتيال التي تعرض لها زملائهم”، واتهموها بـأنها تقوم بعملية، “التستر على القتلة.”
بتاريخ 25 مايو/أيار 2021، جدد المتظاهرون احتجاجاتهم في ساحة التحرير وسط بغداد (الصورة الرئيسية)، وقدموا من محافظات الوسط والجنوب في محاولة لتجديد ما حصل من احتجاجات حاشدة في يوم الخامس والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول عام 2019. وكانت مجموعة من المتظاهرين قد حاولت في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2019، اقتحام المنطقة الخضراء المحصنة في حيث تقع مقرات الحكومة وكذلك مقراتها في المحافظات الوسطى والجنوبية، لكن القوات الأمنية استخدمت العنف المفرط في صدهم بما في ذلك الرصاص الحي، القنابل الصوتية، وقنابل الغاز المسيل للدموع، مما أدى حسب التقارير الصحفية الى مقتل 40 من المتظاهرين السلميين وأصيب 2000 منهم بجروحٍ مختلفة.
لقد شارك في الاحتجاجات الجديدة عشرات الآلاف على الأقل، بعد حملات تحشيد كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال الوسومات التالية، “العدلين راجعين، ومن قتلني؟، وعودة الحراك الشعبي”.
وبعد أن كانت الاحتجاجات تأخذ منحى سلميا منذ ساعاتها الأولى، هاجمت القوات العراقية متمثلة بقوات حفظ النظام المحتجين مساء يوم 25 مايو/أيار 2021، حيث أعلنت مصادر طبية وأمنية مقتل متظاهر سلمي واحد برصاص القوات الأمنية وإصابة 28 آخرون.
كان الشاب محمد باقر جاسم (الصورة على اليسار وهو يرفع عالياً علم العراق)، البالغ من العمر 18 سنة فقط، والقادم من مدينة الديوانية، مركز محافظة القادسية، للمشاركة في الاحتجاجات ببغداد في 25 مايو/ايار2021، هو الذي فقد حياته بعد أن اصابته القوات الأمنية بطلق ناري في رأسه.
في (الصورة الوسطى) يُشاهد وهو يرفع صورة زميله المتظاهر السلمي علي إيهاب علي الموسوي، من مدينة الديوانية أيضاً، والذي فقد حياته بتاريخ 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، أثناء مشاركته في الاحتجاجات المحلية، وكان له من العمر 19 سنة. في 26 مايو/أيار 2021، تم تنظيم تشييعٍ رمزي حاشد له بمدينة الديوانية (الصورة على اليمين) شارك فيه زملائه من المحتجين وعدد كبير من أهالي المحافظة.
بتاريخ 25 مايو/آيار2021، تم استهداف ناشطي المجتمع المدني وعضوي البيت العراقي أحمد الركابي والفاروق الصالحي، بعد مشاركتها في التظاهرات الحاشدة التي حصلت في هذا اليوم، وذلك في أحد أزقة باب الشرقي المجاورة لساحة التحرير.
لقد أصيب الركابي (الصورة على اليسار) بنزيفٍ حاد بعد تعرضه للطعن بالسكين من قبل “مجهولين” خلال مشاركته في التظاهرات التي حصلت في ساحة التحرير وسط بغداد، وقاموا كذلك بسرقة هاتفه النقال ومقتنياته الشخصية.
زملاء الركابي قالوا لمركز الخليج لحقوق الإنسان إن، “مجهولين طعنوه خلال مشاركته في الاحتجاجات، لم نتمكن من التعرف عليهم بسبب الفوضى وملاحقتنا من قبل القوات الأمنية التي يفترض أن تلاحق الجناة.”
ساهم الركابي بقوة في الاحتجاجات العالية التي انطلقت في ساحة التحرير منذ بدايتها في أكتوبر/تشرين الأول 2021، ويُرى مع والدته في نفق ساحة التحرير (الصورة في الوسط). لقد عملت والدته الحراك الشعبي وكانت تقوم بإعداد الطعام للمحتجين في ساحة التحرير.
أما زميله الصالحي (الصورة على اليسار) فقد أصيب بكسور في العظام بسبب تعرضه لعدة ضربات شديدة بالقضبان الحديدية.
بتاريخ 24 مايو/أيار 202، كتب على حسابه في تويتر التغريدة التالية، “لا يهم اين سنجتمع لنتنفس الحرية، المهم بغداد ستغص بالأحرار يوم غد على حب الله والوطن، سنملأ العراق املاً من جديد.” يستخدم كذلك صفحته في الفيسبوك من أجل دعم الحراك الشعبي وأهدافه ومحارية الطائفية.
بتاريخ 28 مايو/أيار2021 استهدف مسلحون مجهولون منزليْ المتظاهرين السلميين يوسف جبران (الصورة على اليمين) ومرتضى سلمان (الصورة على اليسار) بقنابل يدوية في مدينة الكوفة بمحافظة النجف جنوبي العراق.
قال نشطاء لمركز الخليج لحقوق الإنسان “عائلتا سلمان وجبران عاشتا أوقاتا مرعبة، الأطفال والنساء أرعبوا بعد الهجوم المتزامن على المنزلين.”
بتاريخ 05 يونيو/حزيران 2021، توفي ناشط المجتمع المدني أنس مالك عبد الرزاق الغزي (الصورة أعلاه) في محافظة ذي قار، بعد أكثر من عام على تعرضه لإصابة برأسه جراء إطلاق القوات الأمنية النار على المتظاهرين بالقرب من جسر الزيتون في محافظة ذي قار. لقد كان موظفاً في وزارة الكهرباء، ومتزوجاً وله أربعة أطفال.
قال مصدر مقرب من عائلتهم، “ان المتظاهر أنس الغزي توفي اليوم متأثراً بإصابته بعد المماطلة بتسفيره توفي اليوم متأثراً بإصابته بعد المماطلة بتسفيره خارج العراق لتلقي العلاج نتيجة معاناته من مرض السكري قبل إصابته برصاصة من سلاح رشاش خلال احتجاجات الناصرية في 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2019.
” وأضاف بقوله إن، “ساق الغزي قطعت إثر إصابته، وقد عانى من مضاعفات الإصابة، وكان من المؤمل نقله إلى الهند للعلاج، لكن الإجراءات في الدوائر الرسمية عطلت رحلته، حتى توفي صباح اليوم.” موضحاً كونه، “أب لأربعة أطفال ويسكن في العشوائيات.”
استهداف صحفي وقناة تلفزيونية فضائية
بتاريخ 28 مايو/أيار2021، تعرض مراسل قناة الحرة في محافظة كربلاء، حيدر هادي (الصورة على اليسار) إلى محاولة اغتيال وسط مدينة كربلاء، مركز المحافظة. لقد قال مقربون منه، إن “عجلات دفع رباعي من دون أرقام حاصرته بالقرب من جسر الضريبة في كربلاء وحاولوا إنزاله بالقوة، قبل أن يتجمع الناس ما اضطر المسلحين للهرب.”
بتاريخ 31 مايو/أيار2021 أمر مدير قناة التغييرالفضائية أكرم زنكنة بإخلاء مكتبها في بغداد، الواقع في شارع الزيتون بمدينة المنصور، من جميع العاملين فيه إثر تلقيه رسائل نصية على هاتفه النقال، تهدد بقتله وابنه وأعضاء فريق العمل، بعد تداول مواقع التواصل الاجتماعي لمقطع فيديو “مفبرك” يُظهر أحد مذيعي القناة وهو ينتقد الفصائل المسلحة.
يقع مقر القناة الرئيسة في العاصمة الأردنية عمان وتتابع بشكل خاص الأخبار المختلفة الخاصة بالعراق (شعار القناة في الصورة على اليمين).
قام مركز الخليج لحقوق الإنسان بالاتصال بأحد موظفي مكتب القناة في بغداد الذي أبلغه، بأن جميع الموظفين غادروا المبنى بعد أن تلقى مدير القناة عدة رسائل نصية تضمنت تهديدات “بالذبح” للمخرج وابنه وأعضاء فريق العمل.
التوصيات:
يدعو مركز الخليج لحقوق الإنسان الحكومة العراقية إلى:
- الإيفاء بالتزاماتها في حماية ناشطي المجتمع المدني وجميع المحتجين السلميين؛
- توفير الحماية للصحفيين والإعلاميين؛
- التحقيق والكشف عن قتلة المتظاهرين وإعلان نتائج التحقيقات بشفافية تامة؛
- تدريب القوات الأمنية على التعامل السلمي مع المتظاهرين.