1. Home
  2. /
  3. اراء
  4. /
  5. مقالات
  6. /
  7. التفاتة لطيفة من السيد...

التفاتة لطيفة من السيد رئيس الوزراء العراقي.. ولكن!!

لاعتزازي بالوطن وبأهلنا فيه كنت أراقب مراسيم عيد الميلاد هناك بداية بالقداس الذي أقامه غبطة مار لويس ساكو بطريرك الكلدان في كنيسة مار يوسف ببغداد وحضره السيد محمد شياع السوداني رئيس مجلس الوزراء والسيد عمار الحكيم وهذه كانت بادرة لطيفة من كليهما خاصة في الكلمات التي القياها خلال القداس من التهنئة بعيد الميلاد المجيد والدعوة إلى الأخوة العراقية، كانت حقا كلمات جميلة تدعو إلى التفاؤل. ثم شاهدت لقاء السيد رئيس الوزراء مع رؤساء الكنائس بواسطة الدائرة التلفزيونية وكان عددهم 6 قدموا التهاني والتمنيات بالمناسبة وكان دولته يكرر بعد كل كلمة تأكيده على الأخوة والعمل من اجل السلام كما هي رسالة رسول السلام. وأخيرًا شاهدت زيارة دولته إلى احدى العوائل المسيحية بالمناسبة مهنئًا إياهم وداعيا المغتربين للعودة إلى الوطن والمساهمة في بنائه.

كما جاء اعتبار يوم عيد الميلاد المجيد عطلة رسمية لكل العراقيين وليس فقط للمسيحيين، كانت هذا مبادرات لطيفة من دولته تستحق الثناء ولكن:

أولاً: إن الذي يشجع المغتربين للعودة ليس الكلام الجميل وإنما العمل على تهيئة المناخ المناسب لهم كي يعود ولو قسم منهم، والمناخ المطلوب يشمل اولاً وقبل كل شئ الأمن والأمان وهذا غير متوفر طالما هناك سلاح منفلت خارج إطار وسيطرة الدولة وأحيانا بالضد من سياستها.

ثانيا: الاقوال الجميلة التي تحدث بها في هذه المناسبات المذكورة أعلاه لا غبار عليها ولكنها تبقى في إطار المبادرة الكلامية الفردية لدولته ويا ليتها تأخذ مكانها في الدستور وفي الممارسات اليومية للرسميين بعيدا عن التهميش والاستحواذ على أصوات ورغبات هذا المكون.

نعم.. إنها مبادرة فردية ولا ضمان لاستمرارها، أليس من المحتمل ان يأتي بعده من يحمل الفكر التكفيري ويقول بتحريم تقديم التهاني للمسيحيين في أعيادهم؟.

ثالثا: لا اعتقد أن شخصا يقرر العودة للوطن بعد سماعه مثل هذا الكلام الجميل وهو يعلم أن معاناة شعبنا في الوطن نتيجة فقدان الأمن والتهميش والتمييز والاستحواذ على رغباته هي نفسها اضافة إلى معاناته مع الآخرين نتيجة البطالة والفساد وضعف الخدمات، هذه الإشكالات تمنع المغتربين من العودة، لا بل أن الرغبة في الهجرة لا زالت مستمرة، فالظاهرة الاولى بعد إجراء الإصلاحات الفعلية ستكون وقف الرغبة في الهجرة وبعدها يمكن ان نرى عودة البعض.

رابعا: مثال واحد فقط على التهميش والتمييز وهو عدم تشريع المادة 125 من الدستور العراقي رغم مرور 19 عاما على سنها وهي المادة الخاصة بحقوق المكونات القومية، هذا في الوقت الذي لا زالت الهجرة مستمرة. فمتى ستشرع هذه المادة يا ترى؟، هل بعد ان ينقرض شعبنا من الوطن، أليس تشريع مثل هذه المادة وغيرها كاستحداث محافظة سهل نينوى وحصر التصويت للكوتا في شعبنا خير ما يطمئن شعبنا للبقاء في الوطن ومن ثم عودة المغتربين والمهاجرين؟.

أخيرا أتمنى أن يعم السلام والاستقرار في الوطن والمنطقة والبشرية جمعاء.

 

zowaa.org

menu_en