أ . د . عامر الجُمَيلي
أوانا أو وانا ( بصيغة السورث ܣܘܪܝܝܬܐ سورْيَيَثا أو سورث ) السرياني المحكي العامي أو #ܥܢܐ_عٰنا ( عانا ) بالآرامي السرياني الفصيح :
جاء في كتاب ( كتاب : المشترك وضعًا والمفترق صقعًا ) لياقوت بن عبد الله الحموي البغدادي ، تحقيق المستشرق : فرديناند ويستنفيلد ، نقد عبدالستار احمد فراج ، الناشر : عالم الكتب ، الطبعة : الثانية 1986 م / 1406هـ :
” باب أوانا موضعان : بفتح الهمزة والنون ، الأول : أوانا : بليدة من نواحي بغداد ، ثم من نواحي دُجيل ، مشهورة عامرة ، كثيرة الخيرات والبساتين ، ينسب إليها جماعة من أهل العلم والكتابة ، الثاني #أوانا : قرية قرب بلدٍ ، من نواحي الموصل ”
قُلتُ أنا العبد الفقير عامر الجُمَيلي : بل هن ستة مواضع ، وليس اثنتان ، وهن جميعاً محورات عن الصيغة الآرامية – السريانية #ܥܢܐ_عٰنة وأحياناً بصيغة #ܥܢܬܐ_عاناثا : بصيغة الجمع وتعني : ضأن ، غنم ، موضع الماشية ( المرعى ) ، ومنها جاءت تسمية #عٰنة_عانة البلدة الشهيرة على الضفة الغربية للفرات في محافظة الأنبار غربي العراق ، التي جاءت بالصيغة الأكدية ( البابلية – الآشورية ) بصيغ متعددة : ” إناتي inate ” وبصيغة اقدم في العصر البابلي القديم (200-1500 ق.م) هي ” خانة ḫana ” أو ” خانات ḫanat ” . وذهب الباحث المرحوم طه باقر إلى الاعتقاد ان الإسم له صلة باسم إلهة عبدها الساميون الغربيون في بلاد الشام باسم (عانة) وكانت (آناتا) قرينة الإلٰه السامي الغربي (إيل) ، أما الرابعة فهي إسم بلدة وردت في النصوص المسمارية من العصر الآشوري القديم بصيغة #اوينا_awina ، وتتطابق مع تل #عَوينه في ناحية الكوير / قصاء مخمور في محافظة اربيل شمال العراق . أما البلدة الخامسة فهي #بروانة مدينة عراقية تقع جنوب مدينة حديثة على الضفة الشرقية لنهر الفرات ويحدها من الغرب مدينة الحقلانية ، وأصل تسميتها من اللغة السريانية، من صيغة #ܒܪ_ܥܢܐ : إبن الضأن والنعجة ، أو لعلها مختزلة من صيغتها الآرامية : بيراتي birati: وهو الاسم الذي ورد في نصوص العصر الآشوري الحديث ويتطابق مع مدينة ” حديثة ” الواقعة على الضفة اليمنى لنهر الفرات والاسم يعني : الحصون أو القلاع واصل هذا الاسم منشأه من لفظة ” برتو birtu ” الذي يعني ” الحصن أو القلعة ” الذي غلب على اسم المدينة وبه عرفت . أما السادسة فهي قرية #عوينات_كبيرة قرب حلب ضمن منطقة جبل سمعان / ناحية تل الضمان شمالي سوريا .
وقد جاءت البلدة الثانية #أوانا ، في المصادر السريانية عند ( توما المرجي ) اسقف مرج الموصل من القرن التاسع الميلادي ، في معرض ترجمته عن هرب الربان يوسف رئيس دير برعيثا قرب كرمليس شرقي نينوى إليها ، من قدام أحد خوارج ذلك العصر وهو رجل عربي يدعى إياس الشيباني الذي أراد قتله بعد استمكن وتمكن حيث كان حارسا لأراضي ذلك الدير وممتلكاته ، وما تزال هذه البلدة تحتفظ بإسمها مع تحوير بسيط ( وانة ) وهي تقع ضمن ناحية تلكيف على الضفة الشرقية لنهر دجلة قبالة بلد – أسكي موصل – وبخصوص البلدة الأولى أوانا فهي بحسب المصادر السريانية تقع في منطقة الطيرهان في مقاطعة بيث كرماي جنوبي تكريت وكانت مسقط رأس سپريشوع ، مؤسس دير بيث قوقا ، وكذلك كانت مسقط رأس الحسن بن بهلول ، صاحب المعجم السرياني الشهير ، وتعرف اليوم #عوينات .
أ . د . عامر الجُمَيلي ( ابو هشام ) / كلية الآثار بجامعة الموصل – العراق