شوكت توسا
نتيجة المكائد ونكد أقدار الزمن, أصبحنا ككلدواشوريين سريان من الفرائس السهله لأجندات لـُعبة الأمم التي جاءتنا هذه المره باكذوبة الديمقراطيه,والذي زاد من تاثير فوضى هذه الكذبه على شعبنا هو تلكؤ أوليائنا المدنيين والدينيين,فبدلا من رص الصف أمام الكبائر أديرت الاشرعه والبوصلات باتجاه صغائر اشغلتنا في صراعات لا تتسق مع مزاعم الحرص والادراك لحجم الماساة .
بخلاف العقليه المبرمجه على الانقياد وراء من يفكر ويقرر بدلا منها, معروف عن العقل الحر عدم استكانته الا بعد التأكد من كل شاردة او وارده تخص اهتماماته,بما معناه ان الادمان على الخمول الفكري المريح هو بمثابة العامل الطارد للابداع والحاضن للإتكاليه التي تتحول بمرور الزمن الى تبعيه ذيليه يصعب ولا اقول يستحيل التعافي منها, فهناك شعوب تعافت بفضل ايمانهاو تمسكها بما يعيد بناء حضورها,الا التي ترتضي بتقاسم فتات الخمول الفكري مع نخبتها المفترضه,فمآلها حتماً التشتت والانصياع .
في إحدى تصريحاته السياسيه,أكدغبطةالبطريرك ساكو مشكورا على عدم استقلالية تنظيماتنا الحزبيه كلها مستثنيا ً الحركه (زوعا) لوحدها, ورغم تحفظنا على زج رجل الدين نفسه في شؤون السياسه لكن الواقع يؤكد بان التقييم كان مصيبا ,انما الريبة إن وجدت فهي في الاستفاده من استقلالية الجهه المستثناة في تأسيس وعمل الرابطه التي تحمل غبطته عبئ تشكيلها, مع الاسف لم نشهدشيئا من قبيل هذه الاستفاده في اكثر من مناسبه اخرها اعلان دعمها لإئتلاف حزبين لم يشملهما استثناء غبطته.
كلّنا يتذكرربيع النهضه الكلدانيه الذي بشّر به نيافة المطران جمّو من سندياغو ,قلنا في حينها بأن تعويل المثقف القومي على اي مؤسسه دينيه في تحقيق نهضه وطنيه أو قوميه ضرب من الخيال,لم يكن سهلا الغاء هذه الحقيقه رغم عقد المؤامرات ومراسيم أداء قسم اليمين اواحتفالية استقبال الشيخ ريان الكلداني في سندياغو ليصبح بطلا في النهضه ورئيسا لقائمة بابليون ,مما دفع بالمرحوم البطريرك دللي الى إصداربيان بطريركي رسمي يخول الشيخ الكلداني المتشيع للتكلم باسم المسيحيين الكلدان,إذسرعان ما تم إلغاء هذا التخويل وسحب الثقة من الشيخ المتشيّع ببيان رسمي من قبل غبطة البطريرك ساكو بعد تسنمه سدة البطريركيه, فتخلصنا من ورطة التشيّع السياسي لكن قصورنا السياسي لم يسعفنا في تحاشي الفخ السياسي التكريدي الذي سبق وشرحنا تفاصيله من خلال ما كتبناه حول اقالة مدير ناحية القوش واختيار عضوة منتميه لحزب كردي وهي مسؤولة مكتب الرابطه الكلدانيه كبديل عنه,هذا القصور السياسي بدا اكثر وضوحا في اعلان الرابطة دعمها لأئتلاف معروفة نشأته الحزبيه والجهه الكرديه التي تمولّه , أما لوعدنا بالذاكره قليلا الى قرار تراجع رجال ديننا عن قبولهم بالتسميه التي تم الاتفاق عليها في مؤتمر بغداد اوكتوبر 2003 فهوتناقض اخر يضاف الى قائمة تناقضات وتقصيرات اخرى لتنكشف لنا بوضوح تداعيات ومخاطر تدخل رجل الدين في غير اختصاصه . مع كل ذلك ورغم يقيننا بأن انتعاش الامم وتقدم شعوبها لم يتحقق الا بعدعزل الدين عن السياسه,الا اننا بعد اعتذاري عن التشبيه, نبدو وكأننا من نيّام اهل الكهف إستيقظنا للتو وخرجنا بعقول مازالت تعقد آمالها على دورالكنيسه كسابق ايامها ,كلا يا أخوان مع احترامنا وتقديرنا لكنسيتنا ورموزها,علينا ان لا ننسى باننا في زمن لم يعد المعبد الديني مكانا مناسبا لأنطلاق النهضات القوميه او الوطنيه ولا لتاسيس احزاب سياسيه تلبي تطلعات الشعوب,ولوحصل فالمساله واضحه لدى العارف باسباب مآسينا ومآسي العراقيين .
لو تفحصنا عوامل نجاح نهضات الشعوب ,لوجدنا انها نجحت لأنها نظريات وفلسفات علمانيه متحضره يمكننا بواسطتها على سبيل المثال ان نبررللرابطه عجزها عن طرح قائمه انتخابيه مستقله لاسباب فنيه وهو امر مقبول. ولكــــــــن :
1 _بماذا سنبرر إعلان دعم الرابطه لإئتلاف وليحمل الاسم الكلداني, لكن تأسيس الحزبين اللذين يضمهما الإئتلاف معروف كونه كان بإيعاز حزبي قومي كردي وبتمويل منه.
2_ اي فكر سياسي قومي او وطني هذا الذي يسمح لنا التغني بتأييد نص النقطه 4 من برنامج الئتلاف الانتخابي التي يطالب فيها الائتلاف نيابة عن الاحزاب الكرديه بتطبيق الماده 140 المراد منها سلخ وتقسيم بلداتنافي سهل نينوى بين اطراف عربيه /كرديه/ شيعيه تتنازع على اراضينا,هل فعلا نحن نجهل هوية بلداتنا وقرانا لذا علينا ان ننفرد دون غيرنا في المطالبه بتطبيق ماده منتهية الصلاحيه و معروف هدفها وسبب وصف مناطقنا بالمتنازع عليها.
3_ لماذا ننتقد المجلس الشعبي من جهه ثم نستثني زوعا عن البقيه ؟واضح اننا ننتقد ونشيد على اساس الاستقلاليه , لكن اين استقلاليتنا عندما ننفرد في دعم المطالبين بتطبيق ماده فرضتها مصلحة الاحزاب الكرديه في الدستور و من شأنها تقسيم و سلب تاريخ وهوية ارضنا وشعبنا ؟
4_ الآن باعتقادي اتضح وتاكد ما قلناه حول اقالة مدير ناحية القوش وسبب تعيين بديله عضوه منتميه رسميا لحزب كردي وهي مسؤولة مكتب الرابطه في القوش .
شخصيا لا تشرّفني الديمقراطيه ولا الوطنيه ولاالقوميه ولا حتى الديانه التي تلزمني سياستها بعرض هويتي وتاريخ ارضي في مزادات الاحزاب المتنازعه على ارض اجدادي , الذي يعتز بصون هذه الهويه ,عليه إستنهاض ذاته وتحصينها معرفيا وسياسيا لمواجهة المفرّطين بوطنيته وهويته ,وإلا فإن قلة المعرفه وما تسببه من سلوك متشنج وعجول تبدو كافيه لخدمة خصومنا,أما الأستذكاء في التبرير فذلك لن يشفعنا سياسيا اطلاقا .
في الختام , كنتُ دائما ضد الترويج لزج الدين في السياسه , واعتراضاتي على مواقف الرابطه لا تمنعني من تاييد صحة تقييم غبطته لتنظيماتنا,فهو تأكيد لسابق قولنا بأن اس علتنا يكمن في خمول العقليه التي تجد راحتها في كارتونية حضورها الفاقدلاي استقلاليه ,فبالرغم من أخطاء زوعا وتواضع امكانياتها كما تكرم غبطته, الا ان استقلاليتها ميزتها عن غيرها ,حيث بدون استقلالية القرار يكون التحدث عن حقوق قوميه او وطنيه او حتى دينيه مجرد هراء, والأيام كفيلة لتؤكد المزيد من صحة كلامنا و صحة ما قلناه بحق الرابطه متمنيا من قيادتها تصحيح أخطاءها والاستفادة منها في إنجاح تاسيس حزب حويادا كلدايا الذي دعا اليه غبطته .
وعليه , لو تسنى لي ان اشارك في هذه الانتخاب ,سوف لن امنح صوتي للقائمه المشكوك في استقلاليتها , بل سامنحه للقائمة 144 لانها رغم أخطاءها ما زالت تتمتع باستقلاليتها,ذلك ما أوصى به مشكورا ًقائد الرابطه الكلدانيه غبطة البطريرك ساكو.
الوطن والشعب من وراء القصد