يعكوب ابونــا
اولا – الكلدان اشوريون
يذهب دعاة الاشورية الى القول ان الكلدان الحاليين ليسوا الا جزء من الاشوريين ولا علاقة لهم بمن سموا كلدان في حقبة زمنية من تاريخ بلاد الرافدين الذين حكموا بابل ما بين الاعوام 625– 539 ق. م ….. ويشار الى هذه الفترة تاريخيا بفترة حكم سلالة بابل الحادي عشر او (( العصر البابلي الحديث )) ….
ويستشهدون في اثبات قولهم هذا الى : –
المصادر المعتمد من اتباع الكنيسة الكلدانية من مؤلفين وكتاب ومؤرخين واكثرهم لهم مواقعهم العلمية والدينية في الكنيسة ذاتها ، ومنهم على سبيل المثال وليس الحصر:-
القس بطرس نصري الكلداني – الذي يذهب الى القول في المجلد الثاني من كتابه ( ذخيرة الاذهان ) صفحة 78 ، يقول ” …. وجرى اهتداء نساطرة قبرص المرة الثانية على عهد ، فان اوجينيوس الرابع انفذ مطران قولابس الى قبرص ليسعى في اهتداء المنشقين الى حظيرة الكنيسة * فاقنع طيماثاوس مطران النساطرة ليرذل هو وشعبه ضلالته . وابرز صورة ايمانه ، وقررها امام المجمع اللاتراني ( ش ج ع 4 ) فاصدر اوجينيوس المذكور في 7 اب من سنة 1445 ميلادية برائته الشهيرة في شان هؤلاء المهتدين وفيها يامر ان لا يسموا نساطرة فيما بعد بل كلدانا . وقد بقى ذكر هذا الحادث محفوظا في اثار الكلدان ( س 3 :2 وجه 434 . راينالد على سنة 1445 با 39- 43 ) “.. ولمن يريد التأكيد من ذلك عليه الرجوع الى تلك الوثيقة.
وفي الصحفة 92 يقول نصري …..” ان نساطرة اورشليم قد اهتدوا في مبادىء القرن الثامن عشر الى الايمان الكاثوليكي ومع ذلك لبثوا يسمون نساطرة * ثم اعتنقوا الطقس اللاتيني في بدء الجيل التاسع عشر … ويذكر في الصفحة 154 ” …. وكان السريان المشارقة سكان اورشليم قد اهتدوا الى الايمان بسعي المرسلين اللاتين ، وكانوا يدعون نساطرة ( رغم اهتداءهم للكثلكة ) لان اسم الكلدان الذي وضعه اوجينيوس الرابع لنساطرة قبرص لم يكن بعد قد انتشر استعماله لا في اورشليم ولا في بلاد اشور وبابل والجزيرة ..” .. وفي الصفحة 399 يقول ..” ولا يعرف شيء من احوال طائفة الكلدان في اورشليم في زمن مار يوحنان سوى ان كلدان اورشليم الذين كانوا يسمون نساطرة حتى بعد اهتدائهم ايضا ….. فاندثر اسم الكلدان اوهم السريان المشارقة في اماكن شتى الى اتباع طقس اجنبي* فان كلدان اورشليم وغيرها من سوريا اعتنقوا طقس اللاتين او انحازوا الى طوائف اخرى “… من هذا نستشف بان اندثار اسم الكلدان في اورشليم وسوريا هذا دليل على ان التسمية كانت تسمية مذهبية تتغير وتتبدل وقد تندثر كما اندثرت في سوريا وارشليم لكونها تسمية كنسية ولكون المؤمنين في اورشليم وسوريا غيروا مذهبيهم الديني وانتمائهم الكنيسي ، بطبيعة الحال ان يتبدل اسمهم الى الاسم الجديد ويندثر اسمهم القديم ، واندثار الاسم الكلدان هناك دلالة على ان الاسم اطلق على المنتمين الى كنيسة الكاثوليكية وسموا ( كلدان ) كنسيا وليس الكلدانية القومية والا كيف تندثر قومية الفرد بتغير انتماءه المذهبي …؟؟
ويضيف في نفس الصفحة . ” …. وانتشر النساطرة في بلاد ملبار في نحو القرن السابع وكان مار توما قد بشر بلاد الهند ثم لبثت خاضعة في الادارة الروحية لجاثليق المدائن “..
وفي الصحفة 97 و98 يقول ..” الملباريين كانوا يسمون بادى بدء سريان لا كلدانا ……. ثم سموا النساطرة ايضا بعد اعتناقهم البدعة النسطورية الى ان رفع عنهم اوجينيوس الرابع تسمية النساطرة وامر ان يسموا كلدانا في اواسط القرن الخامس عشر.” …. فالسائل الذي يطرح نفسه هنا هل الهنود – الملباريون – بعد ان رفعت عنهم التسمية النسطورية ، واصبحوا من اتباع الكنيسة الكاثوليكية فاطلق عليهم البابا تسمية الكلدان .. كما اطلقها على غيرهم في قبرص، واطلقت على كل المنشقين عن كنيسة المشرق ، وانتمائهم الى كنيسة روما ….
فهل تغيرت قومية الملباريون الهنود الى القومية الكلدانية لمجرد انتمائهم الى الكنيسة الكلدانية …؟؟ واطلق على كنيستهم ( كنيسة الملبار الكلدانية ) ، طبعا ان الهنود بقوا هنودا رغم ذلك ولم يتنازلوا عن انتماءهم القومي .. وهي الحالة ذاتها بالنسبة لابناء الرافدين المنشقين عن الكنيسة المشرق وانتمائهم الى كنيسة روما ، و الدليل الكثير من كنائسهم تسمى بالكنيسة الكلدانية … الا ان البعض منهم يعتقد بان التسمية الكلدانية هي تسمية قومية ، واخذوا يجتهدون في تفسيرها وارجاعها الى مئات السنيين الى الوراء لكي يقولوا نحن لسنا كلدانا كنسيا بل كلدانا قوميا ،،وهذه قناعاتهم الذاتية وكل انسان حر بقناعاته ….. ” كانت روما قد سيطرت على كنيسة ملبار في عام 1599 ميلادية ، الا ان في عام 1653 وعندما كان رئيس اساقفتهم ( فرانسيسكو كاريسيا ) فثاروا المؤمنين الملباريين ضد رئاسته . وفي عام 1653 تركوا وبشكل جماعي المبشرين الكاثوليك واعلنوا رفضهم لهم “.
هذا ما يذكره الدكتور هرمز ابونا في ( ص 310 من المجلد الثامن الاشوريون بعد سقوط نينوى – صفحات مطوية من تاريخ الكنيسة الكلدانية ) ، وطبعا انتفت معه صفتهم الكلدانية لتغير انتماءهم الكنسي .. بعد ان كانت تسمى كنيستهم ( كنيسة ملبار الكلدانية ) .
يذكر الكردينال اوجين تيسران في كتابه – خلاصة تاريخية للكنيسة النسطورية – والذي ترجمه المطران ( القسيس ) سليمان صائغ ، وسماه خلاصة تاريخية للكنيسة الكلدانية – خلافا للاصل ، وجاء في الصفحة 105 حاشية 1 …” كان النساطرة في قبرص يشكلون جالية يرأسها اسقف خاضع لمطرافوليطية طرطوس ، وكانت طرسوس احدى الاسقفيات الست الخاضعة لابريشة دمشق” …
ويذهب الاب البير ابونا في ص 94 من كتابه تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية – المجلد الثالث – الى القول ” بانه منذ سنة 1222 ، اتجهت انظار روما نحو هؤلاء المسيحيين الشرقيين القاطنيين في قبرص ، فاصدر البابا هونوريرس الثالث ، في 2 شباط 1222 ، براءة تامر بطريرك بطريرك اورشليم ورئيس اساقفة قيصرية ومطران بيت لحم والمرسلين الموجودين بالجزيرة ، باعادة المنفصلين الى الطاعة لرئيس اساقفة اللاتين في نيقوسيا ، وبإخضاعهم للتاديبات الكنسية في حالة الرفض ، اذا اقتضى الامر ، الا ان هذه المبادرة لم تلق نجاحا ، لان المؤمنين من الروم والسريان ( اي النساطرة ) قاوموا بعنف اعضاء الاقليروس الذين كانوا يبدون ميلا الى الاتحاد بروما ، وحرموهم من المواد المتعلقة بمهامهم الكنسية … وظلت الامور مرتبكة مدة ، واستمرت البقية من النساطرة في هذه الجزيرة تواصل مسيرتها الاعتيادية ……. وفي 1 تشرين الاول سنة 1326 ، كتب البابا يوحنا الثاني والعشرون الى بطريرك اورشليم موعزا اليه بالقضاء على الهرطقتين النسطورية واليعقوبية في الجزيرة ، وذلك بالوسائل المناسبة بدون ان يسميها ، الا ان ذلك لم يؤدي الى اقرار او انتماء نساطرة قبرص الى الكثلكة رغم ان مطران نيقوسيا ايليا اعلن انتماءه واقراره بالانتماء الى كنيسة روما في مجمع سنة 1340 نيقوسيا ، بدون رعيته ففشلت المحاولة كما فشلت سابقتها عام 1222 …….
ويضيف الى ان المطران بطرس عزيز وقف على طبع ونشر ، تقويم قديم للكنيسة الكلدانية النسطورية عام 1909 بيروت جاء في ص 9 … : (( كان يوجد في قبرص مطرافوليط اسمه طيمثاوس ، كان جنسه من بلد الموصل ، وكان يوجد تحت يده اسقفان : اسم الواحد مارايليا جنسه من بغداد ، والثاني كان اسمه ماردنحا من بلد الرها ، وكان تحت يدهم سبع كنائس ومن القسوس كان يوجد ثمانون قسيسا ، ومن الشمامسة مائتان وستون شماسا ، ومن المؤمنين خمسة الاف وثلاثمائة وكانوا جميعهم نساطرة وذلك في سنة 1380 .. وذهب ناشر التقويم الى توضيح الامر ، فكتب في الحاشية 1 من ص 9 ذاتها ( رجع النساطرة الى الكثلكه في قبرص مرتين المرة الاولى في المجمع الذي عقده ايليا رئيس اساقفة اللاتين في تلك الجزيرة سنة 1340 ، وفي عهد البابا بندكتوس الثاني عشر ، كما نعلم من اعمال المجمع ( الذي عقد في الجزيرة ) والمرة الثانية بعد ذلك العهد بنحو مائة سنة اعني سنة 1445 في عهد اوجانيوس الرابع الحبر الروماني ، وبسعي اندراوس اسقف كولوس الذي اقنع طيمثاوس مطران النساطرة بجحد النسطورية . ففعل وارسل صورة ايمانه الى البابا المذكور يقول فيها ” انا طيمثاوس الطرسوسي مطران الكلدان في قبرص …الى الخ ” ) والاب شموئيل جميل ، في – علاقات الكلدان والكرسي الرسولي- ، روما 1902 ص 8-12 يقول المنشور عندنا ،” اوجانيوس لسنة 1445 حيث يذكر هذا الرجوع ويامر ان لايتجاسر احد من الان وصاعدا ان يسمى الكلدان نساطرة “… بمعنى ان الاب شموئيل جميل يخالف الراى القائل ان المطران طيماثيوس مطران قبرص هو الذي طلب ان يسموا كلدانا ،، بقوله المنشور لدينا اي ان المعروف والمنشور في وثائقنا ان البابا اوجانيوس الرابع في عام 1445 هو الذي امر ان لايتجاسراحد من الان وصاعدا ان يسمى الكلدان نساطرة …
ويذهب السمعاني الى القول ، المكتبة الشرقية ( م .ش ) 3،2 ص 434 ، بعد ان تغلب الاتراك على اللاتين في قبرص وسيطرتهم على الجزيرة ، انقرض منها النساطرة واليعافبة …
وفي ص 96 يقول الاب البير ابونا ، “اخذ المرسلون الفرنسيسكان والدومنيكان على عاتقهم اعادة النساطرة الى الوحدة مع روما …. وعملوا في سبيل ذلك في الشرق الاوسط ، والشرق الاقصى ، الا ان زحف جيوش تيمورلنك نحو المناطق الغربية في سنة 1389 – 1405 قد منع نهائيا هذا التواجد ، ولكن استأنفوا المرسلون نشاطهم ورحلاتهم الى الهند جاؤوا اليها بطريق البرتغاليين ،اي عن طريق البحر المار براس الرجاء الصالح جنوب افريقيا ….. فنتج عن ذلك صعوبة في العلاقات بين كنيسة المشرق ورعاياها هناك ..