1. Home
  2. /
  3. الاخبار
  4. /
  5. العامة
  6. /
  7. مصر تدوّن حياة المسيح...

مصر تدوّن حياة المسيح على عملات معدنية

زوعا اورغ/ وكالات

حقق سك الحكومة المصرية لعملات معدنية مكونة من 12 قرصا، تؤرخ رحلة حياة السيد المسيح نسبة كبيرة من المبيعات، وأكد على جديّة المصريين في الاستفادة من الحج المسيحي لدعم قطاع السياحة.

أقدمت الحكومة المصرية في خطوة جريئة من نوعها، على سك عملات معدنية مكونة من 12 قرصا، تؤرخ رحلة حياة السيد المسيح بحسب رؤية الأناجيل الأربعة، في إطار التوجه نحو الاهتمام بالسياحة الدينية عقب اعتماد بابا الفاتيكان مسار رحلة العائلة المقدسة إلى مصر.

وأتاحت مصلحة سك العملة بوزارة المالية المصرية للأقباط اقتناء مجموعة السيد المسيح، وهي عبارة عن أقراص معدنية في شكل عملات مصرية، مطبوعة عليها رحلة السيد المسيح في 12 مشهدا، يحمل وجه كل واحدة منها صورة يسوع في مرحلة بعينها من حياته، وطبعت على الوجه الآخر من العملة آية من الإنجيل المقدس تعبّر عن ذات المرحلة.

وتعد هذه المرة الأولى التي تخصص فيها الحكومة المصرية عملات من هذا النوع للأقباط فقط، وعملت على الترويج لها بهدوء وتجنب إحداث حالة من البلبلة في الشارع، مع استمرار تحريض فئة من السلفيين المتشددين ضد المسيحيين في أكثر من منطقة مصرية.

وقال مصدر كنسي لـ”العرب”، إن فكرة العملات المعدنية المسيحية وإن كانت تذكارية، لكن لها مردود نفسي وروحي مهم عند الأقباط، وجاءت باقتراح باباوي لتعزيز فكرة خصوصية العلاقة بين الحكومة والأقباط، وما يترتب عليه من مكاسب خارجية.

ومن المقرر أن تتوسع وزارة المالية في زيادة المعروض بالسوق المحلية من هذه العملات، مع بدء تدفق السياحة الدينية المسيحية للبلاد مع نهاية العام الحالي وبداية العام المقبل، لا سيما بعد تبني وزارة السياحة برنامجا خاصا للاستعداد لهذا النوع من “الحج المسيحي” للمزارات التي اعتمدها بابا الفاتيكان عن رحلة العائلة المقدسة.

وتبدو العملات المعدنية فكرة استثمارية لكن تحمل جوانب روحية ودينية، وسوف تكون متاحة أمام المسيحيين الراغبين في زيارة مصر، على غرار الهدايا التي يشتريها المسلمون أثناء فترة الحج، وتكون لها دلالات دينية رمزية، مثل “السِبح” التي يتبارك بها كل من يحتفظ بها.

وتشمل الأقراص المعدنية الـ12 الخاصة بالمسيح “المعالم في البشارة، وميلاد يسوع، ورحلة الهروب إلى مصر، ومعمودية يسوع، وتلاميذ يسوع، والموعظة على الجبل، ومعجزات يسوع، ودخول أورشليم الانتصاري، والعشاء الرباني، ويسوع في جثسيماني، وصلب يسوع، والقيامة”.

وتختلف أسعار المجموعة التذكارية لعملات المسيح، بحسب خامتها ونسبة طلائها بالفضة وسعر أوقية الفضة بالأسواق، لأن هناك مجموعة أقراص فضة خالصة بقيمة 6200 جنيه (350 دولارا)، بينما هناك أخرى نحاسية مطلية بالفضة بقيمة 1600 جنيه، ويرفق بكل مجموعة عملات تفسير مبسط لمحتواها، يكتب إلى القرص المعدني من العملة.

وتتعامل الحكومة مع هذه العملات على أنها تمثل مصدر دخل قومي، وقيمة مضافة تساهم بشكل فعّال في الترويج للسياحة المسيحية، لأنها سوف تكون في مقدمة المقتنيات التي يشتريها السائح الغربي الزائر لمصر.

ودافعت وزارة المالية عن الهجوم على الفكرة من جانب معارضين للحكومة وناقمين على زيادة التوجه نحو مدنية الدولة المصرية، بأن “هذه العملات التذكارية المسيحية حققت نسبة كبيرة من المبيعات وبشكل غير متوقع، في حين أن تكلفة سكها تقدر بمبالغ مالية منخفضة”.

وأظهرت تعليقات الأقباط على مواقع التواصل الاجتماعي مدى الإعجاب بالفكرة. وسارعت الفئات التي قامت بشراء المجموعة إلى نشرها على صفحاتها الشخصية، كنوع من الترويج للفكرة وشرح دلالاتها الروحية وقيمتها التذكارية ومعناها السياسي، لأن قطاعا عريضا من الأقباط لم يعرف بعد سك الحكومة لمثل هذه العملات، وبدا ذلك من تعليق الكثير منهم.

وقال بيشوي رمزي، الناشط والحقوقي القبطي لـ”العرب”، إنه بالرغم من رمزية العملات فإنها تعكس العديد من الدلائل، فهي تصدّر صورة إيجابية عن الاهتمام الحكومي بالأقباط وشواغلهم، وترسخ مفهوم مدنية الدولة الذي يريد السلفيون والإسلاميون المتشددون طمسه وهذا تحدٍ لهم، وتؤكد أن هناك جديّة حكومية في الاستفادة من الحج المسيحي لدعم قطاع السياحة.

 

zowaa.org

menu_en