كلمة بهرا
شهدت البلاد في الفترة الراهنة احداث باتت ان تجرها الى اقتتال داخلي مابين القوات الاتحادية والبشمرگة على خلفية اجراء استفتاء استقلال اقليم كردستان في 25 ايلول الماضي وتداعياته المنعكسة بصورة مرفوضة لدى الحكومة الاتحادية واتخاذها عدة قرارات وفق مبدأ بسط سلطة الدولة وفق الدستور العراقي.
وان التحريك بهذا الاتجاه كان سهلا في كركوك، المنطقة الاكثر نزاعا عليها مابين مكوناتها، وبين المركز والاقليم كونها المنطقة الاكبر قدسية لدى الاكراد، وكذلك الحال في جلولاء والخانقين وبعشيقة، ولكن الحركة اصبحت صعبة ومعقدة في مناطق سهل نينوى من تلسقف والقوش والمناطق المحيطة، وتعقد الامر اكثر رغم ان الاتجاه واحد وتصادمت القوات في خط التماس وأثره كان نزوح جماعي لحوالي الف عائلة من قصبة تلسقف وقرية باقوفة وسقوط عدة جرحى بعد ان كانوا قد عادوا لمناطقهم المنكوبة منذ اشهر وجيزة.
وحاليا مازال الوضع يقلق ابناء شعبنا كونه اشبه بالهدوء قبل العاصفة مع تلاطم الاخبار واشاعاتها المتضاربة مابين استكمال فرض سلطة الدولة في هذه المناطق او مابين بقاءها كما هي او ادارتها مشتركة.
ومهما كان الحال فان على جميع الاطراف المتحاورة او بالاحرى المتفاوضة، الاخذ بعين الاعتبار وبجدية رغبة وارادة السكان المحليين في مناطقهم التي تسمى بالمتنازع عليها، وهي تحييدها وابعادها عن اي نزاع وخاصة المسلح، بل تسليم الملف الامني الى ابناءها لادارته محليا وتوكيلهم مهام فرض سلطة الدولة.
المقال منشور في العدد 657 من جريدة بهرا في عامود يحمل عنوان (كلمة بهرا)