زوعا اورغ/ وكالات
تزامنًا مع أوّل أيّام الربيع، يحتفل الأكراد والفرس والبشتون والآذريين بالسنة الجديدة… أمّا الاحتفلات في العراق فلها طعمٌ مميّز.
في إقليم كردستان العراق، تحوّلت كلّ الأماكن إلى مظهر من مظاهر الاحتفال. لكن تبقى الساحات العامة والجبال والمنتزهات والمناطق المفتوحة في سفوح الجبال ومحيط المدن الأكثر جذباً للمحتفلين.
وفي قضاء عقرة ، بدأت الاحتفالات بعيد نوروز بمراسم مهيبة، أضافت طبيعة المنطقة الجبلية إلى جمالها جمالًا.
مراسم حمّست السائحين داخل اقليم كردستان وخارجه للتوجه الى القضاء لمشاهدة مناظر النيران والالعاب النارية والاستمتاع بأجواء الفرح والرقص التي يحييها فنّانو المنطقة.
مرتدين الأزياء الفلكلورية التقليدية، شبكوا الأيادي ورقصوا الدبكة الكردية “هلبركي” وهي نوع من أنواع الدبكة التقليدية وشكل من أشكال الرقص الدائري حول اللهب.
أمّا للنّار، فقصّة أخرى خصوصًا أن لعيد النوروز قصصًا شعبية متضاربة.
لكنّ الرواية الكردية للعيد تتمحور حول شخصية ملك جائر اسمه ““ضحاك”، تقابلها شخصية “كاوه الحداد” الثائر المنتفض في وجهه، حيث انتفض الأخير على الملك ضحاك الطاغية وقتله بفأسه في لحظة غفلة عند دخوله عليه واشعل النار في الجبال إعلانا للنصر.
من هنا إذًا تأتي رمزيّة إشعال النار على قمم الجبال والمرتفعات من خلال مشاعل يحملها المحتفلون ويسيرون بها في الطرقات والأحياء السكنية والقرى للاحتفاء بعودة فصل الربيع.
وعادة ما يزيّن المواطنون منازلهم وشوارعهم استعدادًا للعيد وكذلك تزدحم الأسواق التجارية والشعبية بالناس لشراء الحلويات والملابس التقليدية لجميع أفراد الأسرة.
ويحتفل في الوقت الحالي ما يزيد عن 300 مليون شخص بهذا العيد حول العالم حسب منظمة اليونسكو التي أدرجت العيد في قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية في عام 2009.
ورغم أن هذا العيد دينيّ وثقافيّ إلا أنه اتّخذ بعدًا قوميًّا سياسيًّا خصوصًا عند الأكراد، شمال بلاد الرافدين. فيمثل العيد هوية ورمزًا ضد الظلم والتسلط، وهو بمثابة تجديد سنوي لرغبة الإنسان الأزلية في التحرر والعيش الكريم وهو ما ينطبق مع طموح الشعب الكردي بالاستقلال.
فيعتبر نوروز العيد الوحيد الذي يُحتفل به من قبل قوميات وأديان وشعوب مختلفة عبر القارات وبمظاهر احتفالية ضخمة وباذخة أحياناً.