زوعا اورغ/ وكالات
انضم الطلاب صباح امس، الى جماهير 9 محافظات من بينها بغداد رافضين تكليف محمد علاوي لرئاسة الحكومة الجديدة. ودخل اضراب بعض الجامعات والمدارس عن الدوام، اسبوعه الـ17، منذ انطلاق الاحتجاجات مطلع تشرين الاول الماضي، وسط دعوات لاستئناف الدوام.
ومنذ اواخر الشهر الماضي، تبدل موقف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، المطالب بالإضراب عن الدوام، الى دعوة انصاره للتعاون مع السلطات لـ”إرجاع الدوام”.
وكان المتظاهرون، مساء السبت، في ساحة التحرير، وسط العاصمة، ومدن الجنوب، يهتفون ضد “علاوي”، بينما كان الاخير، يعلن توليه منصب رئيس الوزراء، عبر مقطع فيديو عبر “تويتر”.
ويقول موسى رضا، احد الناشطين في بغداد، لـ(المدى) امس، ان تكليف محمد علاوي لرئاسة الحكومة “غامض”، وجاء على “خلاف رغبة المتظاهرين”.
وكان “علاوي” قد كسر، الاسلوب المعتاد في الاعلان عن تكليف مرشح جديد للحكومة، حين اختار ان يبث مقطع تسجيلي على “توتير”، قبل حتى ان تعلن رئاسة الجمهورية ذلك.
ويضيف رضا، المتواجد في ساحة التحرير: “قلنا لانريده مزدوج الجنسية، وعلاوي يحمل جنسية بريطانية، وقلنا لا نريد وزيرا او نائبا، والاخير كان نائبا لدورتين ووزيرا لحقيبتين”.
وكانت كل الكتل السياسية، قد تحدثت، بعد اعلان عادل عبد المهدي استقالته من الحكومة قبل اكثر من شهرين، عن صعوبة القبول بـ”وزير” او “نائب” سابق او حالي، بدلا عن عبد المهدي.
واكد التيار الصدري، الذي يدعم “علاوي”، في اكثر من مناسبة عدم قبوله اي شخصية استلمت منصبا “تنفيذيا” او “تشريعيا” لتكليفه بالمنصب. ويعتقد موسى رضا، وزملاؤه في ساحات الاحتجاج، ان رئيس الوزراء المكلف هو تابع للاحزاب التي رشحته، وهو على خلاف “الاستقلالية” التي ينادي بها المتظاهرون.
واضاف الناشط: “لن يستطيع محمد علاوي محاربة الفاسدين، ولا منع التدخل الخارجي، لانه مرشح من وراء الحدود”.
ورفضت ساحات التظاهر، في الاشهر الماضية، اسماء اسعد العيداني محافظ البصرة، والنائب والوزير السابق محمد شياع السوداني، والوزير في الحكومة المستقيلة قصي السهيل، لتولي منصب رئيس الحكومة.
وتدعو ساحات الاحتجاج، منذ اشهر، الى اختيار شخصية “غير حزبية” و”نزيهة” وقادرة على مواجهة احزاب السلطة.
رفض علاوي
واستأنف، صباح امس، الطلاب والمتظاهرون في بغداد، ومدن الجنوب، ما بدأته ساحات الاحتجاج، ليلة تكليف محمد علاوي لمنصب رئيس الوزراء، مؤكدة رفضها “مرشح القناصين”.
ويتهم المحتجون، اغلب الطبقة السياسية، بالمسؤولية عن عمليات “القنص” التي طالت المتظاهرين، ولم يكشف عن هوية المنفذين حتى الآن.
وتدفق المئات من الطلاب، صباح امس، الى ساحة التحرير، وسط بغداد، حاملين الاعلام العراقية، ومرددين شعارات ضد “الطبقة الحاكمة”.
وخرجت مسيرات طلابية مشابهة، امس، في مدن كربلاء، النجف، السماوة، واسط، الديوانية، البصرة، العمارة، وذي قار.
وقطعت اغلب الجسور، خاصة في الناصرية التي دعا محتجون، مؤخرا، الى انتقال زخم التظاهرات اليها، بدلا عن ساحة التحرير، بعد سيطرة جهات سياسية عليها، وفق ما قاله ناشطون.
واظهرت مقاطع فيديو، بثها ناشطون، عمليات “قمع” و”ضرب” للمحتجين، في ساحة التحرير، تزامنت مع اعلان تكليف محمد علاوي، لرئاسة الحكومة.
وجاءت تلك الاحداث، عقب ساعات فقط، من عودة انصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الى الاحتجاجات، بعد اسبوع من القطيعة.
ودعا الصدر، امس، الى تشكيل لجان في المحافظات لإعادة الدوام الرسمي للمدارس وفتح الطرق، فيما شدد على ضرورة ارجاع الثورة الى انضباطها وسلميتها.
وقال الصدر في تغريدة، انه “حسب توجيهات المرجعية، ووفقا للقواعد السماوية والعقلية.. لابد من إرجاع الثورة إلى انضباطها وسلميتها”.
واضاف “أجد لزاما تنسيق القبعات الزرق مع القوات الأمنية الوطنية البطلة ومديريات التربية في المحافظات وعشائرنا الغيورة، إلى تشكيل لجان في المحافظات من أجل إرجاع الدوام الرسمي في المدارس الحكومية وغيرها، كما وعليهم فتح الطرق المغلقة، لكي ينعم الجميع بحياتهم اليومية، وترجع للثورة سمعتها الطيبة”.
ودعا الصدر “المختصين الى الإسراع في البدء بذلك”، لافتا الى “انني أنصح القوات الأمنية بمنع كل من يقطع الطرقات، وعلى وزارة التربية معاقبة من يعرقل الدوام من أساتذة وطلاب وغيرهم”. وكان المقرب من الصدر، المعروف بـ”محمد صالح العراقي”، اول من تبنى شعار “ماكو وطن..ماكو دوام”، قبل عدة اشهر على صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعي، للضغط على القوى السياسية، لاختيار رئيس حكومة جديد.
ليلة التكليف
واطفأت ليلة تكليف، علاوي، اضواء بناية المطعم التركي، المتكون من 13 طابقا، كما ازيلت صور الضحايا المعقلة على البناية، منذ اكثر من 3 اشهر.
وقال ناشطون، في مقاطع فيديو، ان مجاميع تابعة للتيار الصدري، سيطرت على البناية، بعد ان اخرجت المتظاهرين بـ”القوة”.
وأظهر تسجيل، مساء السبت، لمحطة فضائية عراقية، مجاميع من المتظاهرين، يقطعون حديث المراسل مع احد المتظاهرين، بسبب كلامه عن احداث “المطعم التركي”.
وقال موسى رضا، الناشط في بغداد، ان المتظاهرين منذ ليلة تكليف علاوي “يسمعون اصوات صراخ لشباب قادمة من احد الكرفانات قرب ساحة التحرير”. ويقول رضا، ان “الكرفان” يتحول الى معتقل، لـ”تعذيب المتظاهرين الذين يعارضون رأي بعض المجاميع في الساحة”، متحفظا في الوقت نفسه، عن ذكر هوية تلك المجاميع.
وكانت احتكاكات، جرت ليلة الخميس الماضي، عقب وقت قصير من عودة انصار الصدر، الى ساحة التحرير، بين المتظاهرين وجهات اخرى، لم تعرف هوياتهم.
وعلى اثر تلك الاحداث، دعا متظاهرون، ليلة السبت، الى نقل ثقل الاحتجاجات الى الناصرية “بعد خروج التحرير عن سيطرتهم”.
واستثنى صالح محمد العراقي، المقرب من الصدر، اهالي مدينة الناصرية من “الزحف” الى بغداد.
وجاءت المطالبة، في تدوينة للعراقي رداً على تعليق حول “ارجاع الحياة الى طبيعتها والمباشرة بعمل الدوائر الحكومية والمدارس”.
ورد العراقي، قائلا: “من المهم أن تعلموا أن الناصرية تستثنى من الزحف إلى بغداد فالتزموا الأوامر كما عهدناكم.. شكرا لكم”.
من جهته قال احمد علاء، وهو متظاهر في بغداد، لـ(المدى) امس، ان “ماجرى في المطعم التركي ليلة السبت، لم يكن موجها للمتظاهرين”.
واضاف علاء: “هناك جواسيس للاحزاب، ومسيئون داخل المطعم، قام اصحاب القبعات الزرق بطردهم”.