حميد الموسوي
أجثو على قارعة الطريق
حائراً
ارنو لهذا الوطن الذبيح
شراعه الانيق
يصارع الطوفان
يلتهم الحريق
حضارة القرون ..حضارة الانسان
انسان وادي الخصب والحروف
ومثلما يرتقب الكفيف .. والكسيح
معجزة المهديّ، والمسيح
أبثُّ للسماء ضارعا
لواعجي ..دعائي المثقل بالدموع
مضطرباً
أعجّ عاليا .. أصيح:
يا مهدي … يامسيح ..
مدّا لهذا المركب الغريق
أنامل الرحمن ..
ألقيا قوارب النجاة
فمن تشافى من لظى النيران ..
وما تبقّىّ من بواسق النخيل..والصهيل
يصارع الامواج.. والحيتان
ردّا خيوط الشمس للعراق
ردّا نياط النبض للعراق
فثوره المجنّح العنيد
والاسد الرابض في بابل
والزقّورة الشماء
وبيت ابراهيم .. والحدباء
يشاركون دجلة النحيب
يعتذر الفرات للحسين ..يمسح التراب
عن جبهة العباس
ويملاْ القربة دمعاً دامياً ..نواح
يا وطن الاوطان .. يا تربة الاقداس
تباً لمن جرّ اليك السوء والخراب
تعساً لمن لاثكما .. يا دجلة الخصب ..ويافرات
يا بلد الكرام .. ياروضة الائمة العظام
سينجلي الظلام..
سترتفع فسائل النخيل بالاعذاق
.. مونقةً ستورق الافنان
يا بلد الجنان ..دانية القطوف
سيهطل الغمام
ويصدح الصهيل … يمزق السكون
فقد رست سفينة العراق ..سفينة السلام
وعانقت شواطئ الخلود ..من جديد ..
ومن جديد .. سيرسم العراق للشعوب
حروفها .. وترتفع مسلّة الخوالد العظام .