صباح توما مركايا
بقلوب مثقلة بالحزن والأسى، ننعى رحيل الرفيق المهندس باسم يعقوب بلو، الذي وافته المنية يوم الاثنين 16 كانون الأول 2024 في إحدى مستشفيات دهوك إثر عارض صحي مفاجئ، تاركًا وراءه فراغًا كبيرًا لا يملأه شيء سوى الذكرى الطيبة والمواقف العظيمة.
وُلِد الفقيد في ألقوش عام 1963، المدينة التي غرست فيه روح النضال وأشعلت في قلبه شعلة الإيمان بقضية شعبه. كان زوجًا مخلصًا للسيدة ريم هرمز قاشا، وأبًا حنونًا لأبنائه نيشا، نشرا، وشلاما، الذين سيحملون إرث والدهم في قلوبهم إلى الأبد.
سلك درب النضال مبكرًا في صفوف الحركة الديمقراطية الآشورية، حيث لم يكن مجرد عضو عادي، بل قائدًا آمن بقضيته حتى آخر نفس. تقلد منصب قائم مقام قضاء تلكيف في أحلك فترات العراق، فكان في مقدمة من وقفوا في وجه الصعاب، وكرس نفسه لخدمة شعبه وأرضه دون كلل أو ملل.
إيمانه العميق بوحدة شعبه( الكلداني الآشوري السرياني ) كان نبراسًا لكل من عرفه، فكان يسعى إلى لمّ الشمل ورأب الصدع بين أبناء أمته، مؤمنًا بأن القوة في الوحدة، وبأن المستقبل يصنعه أولئك الذين يحملون هموم أمتهم في قلوبهم.
إنجازاته الإدارية لا يمكن نسيانها، فقد استحق جائزة درع القائم مقام المتميز لعام 2021 في مهرجان بغداد للمتميزين في العمل الحكومي، تقديرًا لإدارته الحكيمة وحرصه على تحقيق الأفضل لأبناء منطقته رغم التحديات الهائلة التي واجهها.
اليوم…
يرحل باسم بلو، ويرحل معه جزء من ذاكرة هذا الوطن، جزء من حلم لم يكتمل بعد، لكنه يبقى خالدًا في وجدان كل من آمن بقضية عادلة تستحق التضحية.
نستذكر في رحيله قول الكتاب المقدس:
“الرب يعطي والرب يأخذ، فليكن اسم الرب مباركًا.” (أيوب 1:21)
إلى الأجيال القادمة…
تعلموا من باسم بلو معنى الإخلاص، معنى التضحية، ومعنى أن تكون مناضلًا صادقًا. تعلموا أن خدمة الأرض والوطن ليست مجرد واجب، بل رسالة مقدسة يحملها الشرفاء حتى النهاية.
ارقد بسلام أيها القائد النبيل، فقد أديت رسالتك بشرف، وجاهدت الجهاد الحسن. ستبقى ذكراك خالدة في قلوبنا، وصوتك يتردد في ذاكرة كل من عرفك أو سمع عنك.
المجد والخلود لروحك الطاهرة…
ولترقد نفسك في سلام أبدي.
