شوكت توسا
شاءت الاقدار والحظوظ أن تتخادم مصالح الأحزاب الفئوية وميليشياتها مع ما خطط له المحتل الأمريكي, فكانت القشة التي قصمت ظهر العراق واصابته في مقتل القى به وبشعبه في مطحنة أديرت رحاها ببريق يافطات مُخادعه باعتراف المحتل وحفنة خَدمه الذين لم يحلموا يوما بحكم العراق, لكنهم استمكنوه في غفلة لقاء انصياعهم المذل لما اراده الغريب فاُنيطت بهم مهمة تسليم وطن بأكمله اسيراً كما سلّم يهوذا الاسخريوطي سيده المسيح لقاتليه .
نقلا عن ارشيف الفرهورد أدولف هتلر قوله, بان أكره الناس اليه هم الحثالة الذين سهّلوا عليه احتلال بلدهم. وفي كتاب(عام قضيته في العراق) يقول مؤلفه بول بريمر الحاكم المدني للعراق بأنه في أول اجتماعه مع اقطاب الاحزاب التي يُفترض بها ان تتولى حكم العراق بعد صدام, كان في البداية متخوفاً من غضبهم بسبب وضع العراق وسوء احوال الشعب, لكنه ارتاح ريلاكس حين وجد أن اول ما طالبوا به هو تخصيص رواتب جيده لهم وتوزيع المناصب عليهم جزاء لنضالاتهم المزعومة .
جُل إحترامنا للسياسيين الذين فكروا بمصلحة العراق, بالمناسبة إن وجدوا فهم القلة الغير مقصودة, لان تأثيرهم كان شبه منعدم أزاء كثرة المتسولين الذين وجد فيهم المحتل أداة طيعة لجعل العراق بيتاً خرباً بلا حيطان بعد ان كان عصيّا, فجعلوا منه محطة ترانزيت تستقبل المافيات من كل حدب وصوب ليبادلوا اندادهم برسائل مكبسله بالنيران, ويا ليت نارهم أكلت حطبهم حتى لا يخيّم وبالها فوق رؤوس الشعب الذي كان دفّاع الثمن دائما.
في خضم فوضى صراعاتهم الظاهرية وهداياهم الاسخريوطيه المتبادلة مع قوات الاحتلال, يتساءل العراقيون عن سبب إكتوائهم بنيران لا ناقة لهم فيها, بينما المستر كبيــر الكذابين ريلاكس يشاهد بمرأى ومسمع منه ما يقترفه اعوانه الصغار من أتباع نظام ملالي ايران ومن الذين توّهموا بمحبة السلطان العثماني اردوغان والآخرون الذين وجدوا في خادم الحرمين مناصراً لمذهبهم, في هذا التراصف المخزي وتحت اشراف كبير الكذابين, اكتملت أدوات ادارة وتنفيذ مشروع ذبح العراق من الوريد للوريد, ولو حصل وإنقلب أحدهم على زميله بسبب الكعكة فبإمكان الامريكي تصفية الخلاف حين تقتضي مصلحته, هكذا دواليك أذاقوا الشعب شتى انواع الويل من قتل بالدريلات والدرونات والمفخخات والصواريخ البالستيه والتهجير وقطع رواتب المساكين بجريرة خلافات الساسة الميامين.
إنه درس بليغ لمن يعتبر, فالزباد يذهب جُفاءلا محال بينما النافع يمكث متجذرا في الأرض, الشعب المعذّب مدعوٌ الى معاودة التدقيق فيما جناه من الفئوية والصنمية التي صنعت قاده باعوا العراق وباعونا بابخس الاثمان, والرجولة موقف لا يتخذه الا الأخيار الذين غزر بهم زلال نهري دجلة والفرات, وهل هناك أخير من شهداء وابطال تشرين؟ .
دمــوع الثكالى أنــهارٌ تســيل….. ودماء الشباب جيل بعد جيـل
خُنقت أحلامنا بين خِلّ ودخيل…… ننتخي مَن لشدِ السرج بالخيل؟
جارَ الزمان على النبيــل السليل….. خالَهُ خِلاً فخانـه متسولٌ ذليـــــل.
رْدوا اليه بضاعته بذات الكيــل….. وزيدوها حبتين من آهات الويــل
هلمّوا شباب بخطوة الألف ميـل….. فعتمة ليلنا لن يزيحها العويـل
الوطن والشعب من وراء القصد…..