زوعا اورغ/ خاص
تمر على شعبنا الكلداني السرياني الآشوري في السابع من اب الذكرى ( ٩١ ) لمذبحة سميل يوم الشهيد الآشوري والذكرى العاشرة للابادة الجماعية والتهجير القسري الذي تعرض له شعبنا في سهل نينوى والموصل وكذلك الأخوة الايزيديين في سنجار ومناطق أخرى على يد تنظيم داعش الارهابي.
وبهذه المناسبات الاليمة نقف بخشوع، اجلالا لأرواح شهداؤنا الابرار وتنحني الهامات امام تضحياتهم وارواحهم الطاهرة ودمائهم الزكية التي قدموها على مذبح حرية شعبنا ووجوده وحقوقه العادلة وطموحاته المشروعة في ارض آبائه واجداده، بلاد بابل وآشور.
اليوم اذ نستذكر شهدائنا الأبرار والضحايا الأبرياء الذين سقطوا ظلما عبر مراحل تاريخية طويلة، فإننا نقيم عاليا كل التضحيات التي قدمت للحفاظ على الوجود والانتماء القومي والديني لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري وهو يواجه الطواغيت عبر العصور، اذ تعرض نتيجة لذلك للمذابح الجماعية بسبب التعصب والتشدد الديني منذ ايام الحكم الساساني وحقب الدول الاسلامية، مرورا ببدرخان ومذابحه في اواسط القرن التاسع عشر وإبادات والتطهير العرقي ( سيفو ) ابان الحرب العالمية الاولى، ثم مذابح سميل اثر انتفاضة شعبنا التحررية عام ١٩٣٣، حيث المذابح والابادة العرقية التي ارتكبتها الحكومة العراقية في حينه في مناطق سميل والتي راح ضحيتها الالاف من ابناء شعبنا وتلتها مذبحة صورية عام ١٩٦٩ ، وجرائم الانفال للنظام الدكتاتوري البائد ومذبحة سيدة النجاة عام ٢٠١٠ ، وفي خضم تلك المسيرة توجت بكوكبة شهداء حركتنا على ايدي النظام الصدامي الفاشستي البائد منذ أواسط ثمانينيات القرن الماضي والذين ضحوا بارواحهم الطاهرة دفاعا عن كرامة الامة وحقوقها المشروعة في الشراكة الوطنية والقومية.
ان تلك الجرائم بحق شعبنا عبر التاريخ ناجمة بشكل أساسي عن عقلية وثقافة لا تقبل الآخر وتعمل على الغاء وتدمير ثقافته وتاريخه وارثه ووجوده، وإن استمرار ذلك المسلسل الأسود يعد دليلا على بقاء تلك العقلية وذلك الفكر الاقصائي الشوفيني والأطماع في ما تبقى لشعبنا من ارض. ولمواجهته لا بد من التواصل النضالي والاستعداد للمواجهة والتضحية حتى الانتصار ونيل كافة حقوق شعبنا في الحرية والعيش بسلام وكرامة في وطننا.
واليوم اذ نستذكر مرارات هذه المناسبات الأليمة، فإن الواقع الذي يعشيه شعبنا، في مختلف مناطق الوطن، ما يزال ضاغطاً ومقلقاً بصورة كبيرة، ومهدداً لوجودنا القومي والوطني، حيث يؤشر بوضوح تلكؤ الحكومة في الإيفاء بالتزاماتها تجاه شعبنا ومناطقه التي ما تزال تعاني الكثير في مختلف مناحي الحياة، جراء الدمار الذي خلفه الإرهاب على مدى السنوات الماضية، وخصوصاً في الجانب الاقتصادي والأمني، وضبابية تعامل الجهات الحكومية المختصة مع مسببات المحرقة التي تعرض لها شعبنا في بغديدا، وغياب الشفافية والعدالة، لحد الان، واستمرار معاناة ذوي الشهداء الذين قضوا نحبهم فيها، يضاف إلى ذلك غياب اي بوادر تنموية وبنية تحتية في مناطق شعبنا في سهل نينوى، او المساعدة الجادة في اعادة هيكلة اقتصاد المنطقة المدمر جراء عمل داعش الارهابي، وتعويض المواطنين عما خسروه.
ندعو الحكومة العراقية لتحمل مسؤوليتها الوطنية في الاستجابة لحاجات واستحقاقات المواطنين في المناطق المنكوبة والعمل على توفير العيش الكريم لهم، وتمكينهم سياسيا واداريا واقتصاديا، ودعم مطالب شعبنا الكلداني السرياني الاشوري المشروعة بتفعيل قرار استحداث محافظة سهل نينوى على اساس جغرافي واداري، هذا من شانه ان يقوض سياسات واجندات التغيير الديموغرافي التي تتعرض لها أراضي شعبنا وإيقاف الممارسات التي تهدف الى فرض ارادات خارجية على مناطقنا، واعتبارها امراً واقعاً بعيدا عن مصالح ابنائها وتطلعاتهم.
وفي ذات الوقت على البرلمان ان يشرع من قوانين ما يحفظ حقوق وكرامات المواطنين، ويمنع تكرار المذابح على اية خلفية كانت عبر تحقيق العدالة والمساواة وفرض سلطة القانون في البلاد لتوفير الامن والاستقرار والازدهار، وفي ذات الوقت تشريع ما يضمن حق العودة لمهجري مذبحة سميل عام ١٩٣٣ وتعويضهم وبناء قراهم.
كما ونؤكد رفضنا جعل الأراضي العراقية منطلقاً للصراعات السياسية والأمنية والعسكرية الخارجية، سواء كان ذلك من جانب الدولة التركية التي توغلت عسكرياً في الأراضي العراقية او حزب العمال الكوردستاني التركي الذي يتخذ من العراق منطلقاً لاستهداف تركيا عسكرياً، مما يؤدي تكرار استهداف قرى الشريط الحدودي وثم انهيار الوضع الامني وتهجير سكان هذه المناطق. لذا فإن من واجب الحكومتين العراقية وإقليم كوردستان التدخل وإيجاد الحلول التي تحفظ سيادة العراق وأمن أبناءه.
وفي اقليم كردستان فإننا نؤكد مرة اخرى على اولوية ازالة ورفع التجاوزات على قرى واراضي شعبنا، واحترام ارادته وتحقيق مبدأ الشراكة السياسة والوطنية وتمثيله في كافة المؤسسات الحكومية. وما زلنا نتأمل خيرا في ان تتصدى الحكومة للملفات العالقة منذ سنوات طويلة، وان تشرع في ايجاد الحلول المناسبة لإعادة الحق لاصحابه الشرعيين وخصوصا في موضوع التجاوزات على قرى شعبنا واراضيه. ونؤكد الموقف الإيجابي لحركتنا استعدادها الجاد للعمل على كل هذه الملفات والتي بقيت دون ان ترى الحلول والمعالجات المناسبة.
كما ونشيد بدور جاليات شعبنا ورفاقنا في المهجر لوقوفهم الى جانب شعبنا في الوطن، مؤكدين دعوتنا للتواصل وتكثيف الجهود لتنظيم امكانيات شعبنا في المهجر، والعمل لكسب الدعم السياسي لقضيته وحقوقه وتطلعاته المشروعة في الوطن.
وفي الختام نعاهد شعبنا على الثبات في نضالنا ملتزمين بعهدنا في السير على خطى الشهداء الابرار، مستلهمين نهجهم القومي والوطني وتكملة مسيرتهم في التضحية حتى تحقيق كامل حقوقنا المشروعة والعادلة.
المجد لشهدائنا الابرار … النصر لقضيتنا العادلة
المكتب السياسي
الحركة الديمقراطية الآشورية