شوكت توسا
خيــرُ ما أستهل به المقدمه, تذكير القارئ بباكورة نضال الكلدان في صفوف حزب إصطبغت جبال وسهول العراق وزنزاناته بدماء مناضليه الشيوعيين, يُفترض بمثل هذا الموروث النوعي ان يكون منبعاً للتصميم والاصرارعلى لم شمل بني جلدتهم والدفاع عنهم في ضائقتهم, لكننا مع الاسف لم نشهد طيلة عقدين شيئا من هذا القبيل أو ما من شأنه تطوير ما بدأ به إخوانهم.
ما يشهده الوسط الكلداني اليوم حالةً مثيره للجدل, تضاربت فيها المواقف تجاه ازمة حركة بابليون المتشيّعه مع البطريركيه, مواقف ضبابيه تتداخل اسبابها مع اسباب الفشل في تأسيس تنظيم كلداني فاعل, فبالرغم من تحمسهم الذي أوحى في البدء بولادة مفيده الاان اقتران ولوجهم ببنات أفكار وبردات فعل متشنجه أهدرت جهدهم وأضاعت حماسهم في قشور التسميات وترضية الكنيسة التي أتخذوها متكأ, فاتهم بان التسميه لا تحمي إنساننا بل هو حاميها حين يتعافى, وفاتهم بان مصلحة رجل الكنيسه ستجعل منهم أداة لتدوير صراع لاناقة لهم به ولاجمل, ونتيجة تسابقهم في اداء قسم الطاعه, أصبح ريان بيضة قبان قسّمتهم الى منبهر بالمطران والى مائل صوب البطرك, والقسم المتبقي وقف يتفرج متعجبا علام اصبح الناشط القومي طرفا في خلافات المطران ومرجعه وكيف راح كل واحد فيهم يشاهد المسرحيه الريانيه بعين رجل الدين وليس بعدسة سياسي دارك.
الناشط الواعي ليس بحاجه الى من يسدي له نصيحه, يستطيع بنفسه قنص العبره من تجربه فاشله كفيله كي ترشده الى دراسة أسباب: إنغماسه في موضوع التسميات ,وتعويله على الكنيسه, والاستقواء بمن يريد كسرنا. أس البلية يا إخوان لايخرج عن دائرة هذه النقاط, أما لو كان الكبرياء قد ركب عقولنا فتلك ظاهره لو أضفناها الى النقاط الثلاثه سنواجه معضله لا تُحل الا بالركون جانبا افضل من معاودة تنصيب اوصياء جدد وترك عربتنا على السكه التي رسمها لنا الخطاب الديني ,وهي ذاتها التي أوصلتنا الى التيه الذي نحن فيه.
طيلة سنوات, كنت كلما جيئ بطارئ قطار الكلدان أردد: “أتركو الكنيسه بحالها وأسسوا حزبا كلدانيا مستقلاً”, قلتها يوم نكثت الكنيسه باتفاقهاعلى تسمية كلدواشوري سرياني في مؤتمربغداد2003,وقلتهاعندماابتدعواالواووالمتأشورللتنكيل بأهلهم في زوعا, وقلتها لمؤتمراتهم وتصفيقهم لميلشياوي جاءنا حاملا شارة التحدث بإسمنا, ومع إزاحة الستار عن قائمته الانتخابيه بدأت المسرحيه التي نشهد اليوم أحد فصولها .
في نيسان 2013,كتب المرحوم حبيب تومي قائلاً: “الكلدان كانوا أفضل حالاً في العقود التي سبقت عام 2003 “.أيّدت قوله وذكرت اسبابي, لكنه رد واصفا المطران جمو بالمفكر القومي لإبداعه في اختيار فتى ولاية الفقيه, في وقت كانت أوضاعنا بحاجه الى تنظيم كلداني منعتق ليكون منافسا سياسيا لزوعا, لايهم حتى لوكنا استفدنا من الجزئيه التي أنجحت زوعا في إحتواء تسمياتنا داخل تنظيم واحد, لكننا إنشغلنا في تطييب خاطر مفكرنا القومي وإنجاح حركة بابليون التي سطت بأصوات الشيعه على تمثيلنا في البرلمان مؤخرا .
عند جلوس البطرك ساكو على كرسيه, فعل حسنا حين دشن اعماله بإطلاق شعاره التوحيدي وإلغاء تخويل ريان للتحدث بإسمنا, لكنه خبطها عندما جَلد ندِه المطران جمو بمعاقبة كهنة ابرشية سندياغو, ثم زادها حبه بتأسيس رابطته العالميه معتبرا اياها بديلا توحيديا أنجع من مؤتمرات المطران, لاحظ عزيزي القارئ كيف أصبحنا في مؤتمراتهم ورابطتهم قرابينا على مذبح خلافاتهما فابتلعنا طعم إستقدام الغرباء من الشمال والجنوب الى حارتنا, وخرجنا من المولدبلا حمص, تُرى ايهما نشكر حتى نلوم الثاني؟.
أنا من ناحيتي شكرت الاستاذ داؤود برنو على سرد احداث في القوش قبل اكثر من ستين عام, ومن يقرأ ردوده على استفساراتي, سيدرك مخاطر استعانه الناشط بالكنيسه والاستقواء بالغريب لمحاربة أهله, مسالك قاتله مازالت تفعل بنا فعلها .
أختم بعد اعتذاري عن طول المقال, واقول بقدر كثرة خيباتنا كثرت امنياتنا, سأختار الأسهل وأتوجه بها الى مفكرّنا القومي المطران جمو, متمنيا منه الافصاح عن سبب توريط ابناء شعبه في مشروع ولاية الفقيه, لوفعلها سيترك مأثره تستوجب صلاة ورديه يتقدمها غبطته لمغفرة الجميع حتى يتسنى طي صفحه و فتح اخرى .
الوطن والشعب من وراء القصد