زوعا اورغ/ وكالات
بوابة “ادد” الاشورية كانت هنا.. وخلفها مدينة “نينوى الشرقية” التي تحتوي على اهم قصور الاشوريين .. وكالة شفق نيوز، حصلت على معلومات وصور حصرية تكشف ما حدث للبوابة بعد تدميرها من قبل تنظيم “داعش” مطلع صيف 2016 أبان سيطرته على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى شمال العراق.
وتعد بوابات نينوى من ضمن ثلاث بوابات اثرية جرفها التنظيم آنذاك باعتبارها من “الاصنام والاوثان” لاحتوائها على “الثيران المجنحة”.
يقول الدكتور نيكلون ماركيتي من جامعة بولونيا الايطالية، إنه “تفاجئ باكتشاف اشياء جديدة ضمن هذه البوابة”، وأشار إلى أن “ما وجوده فيها لم تحتويه اي من البوابات الاثرية في الشرق الاوسط”.
وأوضح ماركيتي، الذي يقود بعة التنقيب في الموصل، أن بعثته اكتشفت عن عمق الجدار الخاص بالبوابة، “حيث يصل إلى عشرة امتار، وهو مصنوع من (اللبن) اي طابوق الطين والوحل”، لافتاً إلى أن “هذا الحجم هو الاكبر حتى الان.
وكشف نيكولن عبر حديثه لوكالة شفق نيوز، عن نية بعثته “لإكمال رفع الانقاض والمخلفات من فوق البوابة واعادة صيانتها في المستقبل”، مؤكداً أنه “سيتم توسعتها أيضاً لتكون المدخل الرئيسي لمدينة نينوى الاثرية والتي ستكون فيما بعد مدينة سياحة اثرية بعد ان تكتمل اعمال التنقيب”.
وخلف هذه البوابة يعمل عشرات العمال تحت وصاية كوادر بعثة ايطالية للتنقيب في الجزء الشرقي من مدينة نينوى الاثرية والتي عثر فيها مؤخراً على احد القصور الاشورية التي بدأت تظهر ملامحه، إذ يقول نيكولون إنهم يعملون هنا للسنة الثانية، ولكن عملهم تأخر هذا العام بسبب المشاكل التي حدثت اثر تفشي فيروس كوفيد 19 .
وبحسب العالم الايطالي، فقد اكتشف فريقه عدة صالات وغرف اشورية تعود الى 700 عام قبل الميلاد، لكن لم يحدد هوية ملك هذا القصر بعد واعمال التنقيب مستمرة وستبقى لشهرين قادمين.
قاعة مصفوفة بالحصى على شكل سمك
وظهرت على أرضية احدى القاعات التي اكتشفتها البعثة اثناء التنقيب نقشة كاملة مشابهة لاسراب من السمك الصغير، صفها الاشوريون آنذاك في ارضية القاعة لإعطائها شيء من الجمالية، وهي ابرز القاعات التي ظهرت حتى الآن.
وكشف نيكولون عن احتمالية العثور على مزيد من الصالات والقاعات مع استمرار عمليات التنقيب، مشيراً إلى انهم لايزالون في المراحل الاولى من التنقيب.
ما الذي نبش عنه داعش ؟
تظهر بجانب اعمال التنقيب والغرف التي اكتشفتها المنقبون حفر كبيرة استخدم التنظيم فيها الجرافات اثناء الحفر والنبش بصورة همجية، حيث تقع مواقع الحفر هذه في قلب القصر الاشوري ما كشف عن وجود الغرف التي تم العثور عليها اثناء عمليات التنقيب، ويقول معاون مدير مفتشية اثار نينوى خيري احمد، أن عصابات داعش لم تدخل موقعاً اثرياً وعملت فيه إلا وسرقت منه قطعاً اثرية، لكن لا يوجد اي تفاصيل عما سرقوه.
واشار خيري لوكالة شفق نيوز، الى ان بعض الحفر التي حفرها عناصر داعش بواسطة الجرافات كانت في قلب القصر الاشوري، وكأن الامر يسير الى انهم كانوا يمتلكون معلومات واضحة عن ما كانوا يقومون به واين يبحثون بالتحديد .
من ينقب عن الاثار ايضاً
بعثة اخرى تعمل على التنقيب تحت تل النبي يونس شرقي المدينة، وهذه البعثة اكتشفت أيضاً قصراً آشورياً تحت التل والمنطقة المحيطة به، بحسب مصادر خاصة لوكالة شفق نيوز.
وتقول تلك المصادر، إن البعثة عثرت حتى الان على خمسة ثيران مجنحة في انفاق هذا القصر الموجود اسفل تل النبي يونس، لافتة إلى أن التنظيم كان لديه أنفاقاً قد خلفها وراءه، وقد نبش عن الاثار تحت هذا التل ولا يوجد اي معلومات عما قاموا بسرقته اثناء سيطرتهم على المدينة.
واشارت المصادر إلى وجود معلومات عن تولي بعثات اجنبية للتنقيب في اثار النمرود والحضر الواقعتان جنوب المدينة .
لامجال لبقاء التجاوزات
يقول معاون مدير مفتشية اثار نينوى خيري احمد، إن المرحلة الثانية من ازالة التجاوزات السكنية وغيرها من المناطق الاثرية قد بدأت، موضحاً أن هيئة الاثار مصرة على رفعها واخلاء المناطق الاثرية من تواجد المدنيين وهذا الامر سيتم تنفيذه دون اي تهاون فيه، وما تحتاجه المفتشية هو الوقت فقط.
وكشف خيري عن وجود مئات المنازل التي بنيت بعد عام 2003 في المناطق الاثرية والتي من ابزرها منطقة الرحمانية الموجودة وسط المدينة الاثرية والتي يوجد فيها مئات المنازل.
وبحسب هذه المعلومات التي حصلت عليها وكالة شفق نيوز، فأن السنوات الخمس القادمة قد تشهد افتتاح اول مدينة اثرية في الموصل بعد اكمال عمليات البحث والتنقيب ورفع التجاوزات منها
جدير بالذكر ان نينوى خسرت مئات المواقع الاثرية بسبب ما قام به عناصر “داعش” من عمليات نبش وتجريف وسرقة لها .