حنان أويشا/ دهوك
عن المركز الثقافي الاشوري في دهوك صدر العدد الجديد المزدوج 117ـ 118 من مجلته (نجم بيث نهرين). جاء العدد في 118 صفحة، وتميز بحرص هيئة التحرير الجديدة لإصداره بحلة جديدة تمثلت في حجم اكبر للعدد (A4)، بغلاف جديد أبدع في تصميمه الدكتور لبيد مالك يوسف. كما تم اعادة القسم الكردي في المجلة، وبذلك ستتوجه لقرائها بأربع لغات، السريانية، العربية، الانكليزية، والكردية.
غطى العدد ابرز الاحداث القومية والثقافية في الفترة المنصرمة اضافة الى مقالات مختلفة المواضيع والمحاور خطتها اقلام عدد من الكتاب والباحثين في الثقافة والفن والادب.
استهل العدد بالمقال الافتتاحي تناولت فيه رئيسة التحرير حنان أويشا عدة مناسبات استذكرها الشعب الكلداني السرياني الاشوري خلال الاشهر القليلة الماضية، تلك التي كان لها ارتباط وثيق بأحداث شهدها تاريخه الحديث، منها يوم الشهيد الاشوري وذكرى استهداف وترحيل ابنائه من مناطقهم في سهل نينوى من قبل عصابات داعش الارهابية، وايضا عمليات الانفال السيئة الصيت وفاجعة عرس بخديدا.
القسم السرياني ضم عدة مقالات شارك في تحريرها كل من الكاتب أكد مراد بمقال تحت عنوان (أمم صغيرة وأمم كبيرة والكوتا). كما كان للكاتب لورنس نادر قراءة في محتوى كتاب (الاشوريون في العراق الحديث: التفاوض على الفراغ السياسي والثقافي) للكاتبة والباحثة ألدا بنيامين. فيما بحث الدكتور روبين بيث شموئيل عبر مقال بعنوان (كنيسة مار نرسي في نوهدرا) في تاريخ الكنيسة، تسميتها، اصولها، ورعيتها.
وألقت الاعلامية يوليجن موشي الضوء على المهرجانات التي نظمتها بعض القرى الاشورية خلال الصيف الماضي في مقال جاء تحت عنوان ( مهرجانات قرانا.. رسائل للارتباط بالارض). اما الكاتب يوسف نمرود كانون فقد كتب مقالا بعنوان (متى تنتهي حروبنا الاهلية).
كما ضم القسم السرياني عددا من القصائد للشعراء : نينوس نيراري، فهد اسحق، كورئيل يلدا، وردا وردا.
وفي القسم العربي يطالع القارىء المقال الافتتاحي باللغة العربية، ويليه بحث قيّم للكاتب والباحث الدكتور عوديشو ملكو بعنوان (الاشوريون قبل واثناء نكبة سميل) وفيه يبحث عن الظروف والاحداث التي احاطت بالاشوريين قبل واثناء ارتكاب المجزرة بحقهم في مدينة سميل عام 1933، وما عانوه من القتل والخوف والتأثيرات الجسدية والنفسية على البنية المجتمعية. وفي مقال آخر بعنوان (عام على فاجعة بخديدا) استذكر رئيس المركز الثقافي الاشوري وليم تيادور فاجعة العرس التي حدثت في مدينة بخديدا بسهل نينوى وراح ضحيتها المئات من ابنائها.
وفي الادب الاشوري كان للكاتب روبين بيث شموئيل بحث بعنوان (الآداب الآشورية المتعددة والمنجز السوريثي “الدوركياثا” وفيه يشير الكاتب الى ان الادب السرياني بعامة، هو امتداد لأدب بين النهرين الاشوري البابلي السمات، الذي وصلنا اغلبه عن طريق أولى مكتبات العالم وهي مكتبة اشور بانيبال، التي ضمت أكثر من ثلاثين الف رقيم طيني مدوّن بالخط المسماري. فللأدب السرياني جذور عميقة في تربة ميسوبوتاميا تمتد الى زمان ملحمة الخليقة البابلية اينوما ايليش، وملحمة كلكامش المدونتين بالأكدية وأمثال وحكم اخيقار الحكيم المدونة بالآرامية، وتراث المسيحية الشرقية المدوّن بالسريانية، واسطورة (قاطيني) شفاهًا بالسوريث منذ زمن مجهول).
كما غطى العدد رحيل الملفان بنيامين حداد بمقال اعدته الكاتبة حنان اويشا تناولت فيه سيرة الملفان والانجازات الثقافية من الكتب والاصدارات التي تركها للاجيال القادمة.
وبين طيات القسم العربي نطالع ايضا بحثاً اكاديمياً للدكتورة إطلال سالم حنا بعنوان (التطرف الفكري وانعكاساته على مسيحيي نينوى 2017-2003 ) الذي جاء في عدة محاور بحثت فيها التطرف الفكري وتنوع اسبابه وتناميه بين الموروثات الفكرية والعوامل الواقعية، وايضا انعكاساته على مسيحيي سهل نينوى.
اما الكاتب والروائي القدير وارد بدر سالم، فقد خص العدد بمقال قيّم جاء تحت عنوان (في شيخوخة الفراغ). تناول فيه ثورات غيرت نمط الحياة البشرية ومعها علاقة الانسان بواقعه وبالطبيعة وبكل مايحيطه به من وجود مادي. وما افرزته من فراغ نفسي وبدني على الجسد البشري.
كما نطالع في العدد بحثاً للكدتورة ازهار هاشم شيت بعنوان (زهرة البابونج، زهرة الربيع اللؤلؤية). ومقال آخر لأديسون هيدو بعنوان (ايوان اغاسي.. ايقونة الغناء الاشوري وملهم الاجيال في ذمة الخلود) رثى فيه الفنان الراحل مشيراً الى تاريخه الفني ومكانته لدى ابناء شعبه وايضا اهم اعماله الفنية. وفي زاوية اخرى كتبت “نوهدرا” مقال بعنوان (مهرجانات قرانا.. خطوة نحو الاتجاه الصحيح). كما كان للكاتبة دومارا خنينيا مقالا تحت عنوان (العنونة). ونطالع ايضا مقالا للكاتب والباحث د. حسن الزيدي بعنوان (الوطن لايتقدم بالادعية والامنيات بل باحترام حقوق كل ابنائه). ومقال للكاتب لطيف بولا بعنوان (حول كلمة شروكي ـ سروجي وشروكاي).
اما لقاء العدد فقد كان مع الفنان والخطاط “شعيا كيا” الذي حاورته ماري توما، فيجيب عبر عدة محاورعن اهم محطات حياته واهتماماته واهم اعماله ونشاطاته الفنية. كما نقرأ في صفحات العدد موضوعاً لسامر الياس بعنوان (الفنان ماهر حربي يودع الحياة تاركاً ارثاً مميزاً) وثلاث قصائد للشعراء: بولص الاشوري (فاجعة الرحيل)، فادي نجيب خيّو (ثم مات الشعر من الجوع)، ميخائيل ممو (لحظات خاطفة في ديوان الفاسدين). ليختتم القسم العربي باخبار ونشاطات المركز الثقافي الاشوري وإصداراته من الكتب خلال الاشهر الماضية.
وفي القسم الانكليزي يطالع القارىء المقال الافتتاحي مترجم الى اللغة الانكليزية، وبحث قيّم بعنوان (History of Modern Assyrian Music) للكاتب والباحث عبود زيتون.
كما يطالع القراء مواضيع عدة في القسم الكردي منها: المقال الافتتاحي، وموضوع آخر عن الاب بولص بيداري كتبه وصفي حسن، ومقال عن الصحفي جرجيس فتح الله للكاتب وليد حسين اسماعيل. كما يضم القسم قصيدة للشاعر اديب جلكي.