يعقوب ميخائيل
من أين حصل الراحل الكبير عموبابا كل هذه الشهرة ؟!!، هل لانه كان ضيفا بين أسبوع لاخر على برنامج الرياضة في أسبوع لمقدمه الاستاذ مؤيد البدري أطال الله في عمره ؟!!.. أم ان أنجازات عموبابا عندما كان لاعبا ومن ثم مدربا قديرا هي التي جلبته النجومية بحيث أستحق لقب شيخ المدربين !!.. وفي (عصر) عموبابا .. كيف عرف الجمهور كوركيس أسماعيل وارام كرم ويورا ايشايا وخوشابا لاوومن ثم صاحب خزعل وستار خلف وطارق عزيز وحامد فوزي وعادل بشيروشدراك يوسف وعمو يوسف وجلال عبد الرحمن وغيرهم ؟! ، هل أشتهروا من خلال البرامج الرياضية .. أم ان نجوميتهم سطعت من خلال تألقهم في الملاعب !!..
الصحافة وبرغم محدوديتها في ذلك الوقت أسهمت بشكل أو بأخر في تسليط الضوء على هؤلاء النجوم الا ان نجوميتهم وشهرتهم بين الجمهور قد فرضوها بأدائهم وليس من خلال ظهورهم المستمر واحيانا بين ليلة وضحاها في محطات التلفزة ولا حتى عبر الاثير !!
والكلام نفسه ينسحب ايضا على الاجيال التي تلت .. رعد حمودي ومجبل فرطوس وحسن فرحان وعبد كاظم ودكلص عزيز … ياترى كيف لُقبَ الراحل عبد كاظم بالسد العالي ولماذا سمي دكلص عزيز بالجنرال؟! ، ومن أين جاء لقب الثعلب للمتألق فلاح حسن ومعه زميله الراحل علي كاظم ؟!!وماذاعن الجيل الذهبي في الثمانينيات .. الجيل الذي تأهل الى كأس العالم .. أمثال فتاح نصيف وعدنان درجال وناظم شاكر وخليل علاوي وكريم علاوي والمرحوم ناطق هاشم وغانم عريبي وباسل كوركيس وحسين سعيد وأحمد راضي وغيرهم .. هل هؤلاء اللاعبين كانوا قد أخذوا من قناتي (سبعة وتسعة) الشهيرتين ملاذا لشهرتهم ؟!! ، أم ان نجوميتهم قد جاءت عبر تواجدهم اليومي في أذاعة (صوت الجماهير) الشهيرة؟!
لا أبدا أحبتي .. هؤلاء النجوم صنعوا أمجادا للكرة العراقية بعطائهم وبمستوياتهم التي أجبرت حتى( المدرجات ) ترقص على الحان أدائهم قبل الجمهور ؟ !
النجومية ياسادة ياكرام لايمكن أن يفرضها الاعلام عنوة !! ، صحيح أن الصحافة أخذت فسحة من التوسع منذ ثمانينيات القرن المنصرم الا انها كانت منصفة في خياراتها .. أي انها لم تولي أهمية أو تسلط الاضواء على لاعب دون وجه حق أو لا يحمل صفة النجومية !! ، .. كان هناك أولا احترام لقدسية المهنة ومن ثم الرقيب .. والرقيب ليس (الحكومة) أو من كان يتولى زمام الهيمنة على مقاليد الامور في معظم المؤسسات الصحفية !.. بل الرقيب كان المسؤول الصحفي .. أي سكرتير التحرير .. نعم .. كانت هناك تقاليد صحفية يلتزم بها المحررون في الصحف .. اذ لا يمكن تمرير أي مادة صحفية لـ (نكرة ) ما في الملاعب من خلال “عمالقة الصحافة” في ذلك الوقت سكرتيرو التحرير أو رؤساء الاقسام الرياضية في الصحف أمثال أساتذتنا الراحلين شاكر أسماعيل وضياء حسن وعبد الجليل موسى ويحيى زكي واساتذة أخرين .. وانما منح النجومية من خلال الصحافة انما كانت تبنى وفق قناعات الاستحقاق تتبناها الصحيفة عبر محرريها وكما اشرنا الملتزمون بشرف المهنة واخلاقها !!
نعم ..ليس صحيحا أيضا المغالاة بالقول.. لم تحصل هناك وفي تلك الفترة بعض الحالات الشاذة أو الاستثنائية مما أشرنا اليه ، نعم .. حصلت بالتأكيد ، ولكن في الغالب وبمجمل العمل الصحفي كان يجري على وفق الالتزام المهني بكل تفاصيله وبكل ماتحملها كلمة الصحافة من معنى أخلاقي قبل المهني !
في بعض وسائل الاعلام نرى اليوم الحالة مختلفة تماما .. بل حتى غريبة ، ومرد هذه الغرابة تكمن في تكرار وجوه الضيوف بشكل مستمر !! .. والادهى من ذلك ان هذه البرامج لم تضيف يوما شخصية اكاديمية تتحدث عن الجانب العلمي في تطوير الرياضة أومفاهيم واسس العملية التدريبية أو ماشابه من جوانب علمية وعملية اخرى تخص التطور الحاصل بالرياضةعامة وكرة القدم خاصة .. وانما أعتادت على تكرار بعض الوجوه التي لاتحمل حتى صفة النجومية وتحاول فرضها .. نعم فرضها على المشاهد عنوة !! ، وكأن هذه (النكرات) ترتقي بأسمائها لنجومية وشهرة فلاح حسن وحسين سعيد وعدنان درجال وغيرها من النجوم المعروفة !! .. وهو نفس الشيئ ينسحب على تضييف الصحفيين ؟!!
ياترى أين القامات الصحفية أمثال علي رياح وخالد جاسم والدكتور هادي عبدالله والدكتور عمار طاهر وسعدون جواد وعدنان لفته وأياد الصالحي .. والقائمة تطول .. أين هؤلاء من هذه البرامج ؟!!
كما ان الكليات المتخصصة بالرياضة أصبحت تقريبا موجودة في معظم المحافظات وتزج بعشرات الاساتذة والاكاديميين .. يا ترى أليس هناك شخصيات من بين هؤلاء الاكاديميين واصحاب الكفاءة ممكن أن يضيفوا بل يسهموا في تطوير هذه البرامج الرياضية عبر تضييفهم واجراء حوارات بناءة معهم !
من غير المعقول ان تدور هذه البرامج في نفس الفلك دون تطور بعد ان أصبح طابع الرتابة يغلب عليها وبالذات من قبل ضيوفها … أليس كذلك ؟!!..
انه مجرد رأي ..قد يكون صائبا .. وقد لا ؟!!