زوعا اورغ/ وكالات
على بعد 10 كيلومترات عن مركز مدينة النجف تقبع كنائس واديرة مملكة الحيرة القديمة كبرى الممالك المسيحية في بلاد ما بين النهرين دون تنقيب وتأهيل لانعاش المنطقة سياحيا..
وتعاني المدينة وآثارها اهمال الجهات المختصة بالآثار، اذ لم تحظ المملكة باهتمام حكومي لتنقيب الاديرة والكنائس الموجودة فيها للكشف عن اسرارها وآثارها حتى اللحظة.
يقول استاذ علم التأريخ الدكتور حسن احمد، ان “مملكة الحيرة” هي الارض التي احتضنت دولة المناذرة وهي دولة عربية معروفة آنذاك وديانتها المسيحية، مبينا ان الكثير ممن عاش في هذه المنطقة هم من المسيحيين قرب الاديرة التي تقع على اطراف مدينة الحيرة الحالية.ويوضح احمد في حديث لـ(المدى)، أن الرهبان كانوا يعيشون في مناطق خالية تقريبا من السكان لاجل العبادة، مشيرا إلى أن منطقة بحر النجف نشأت بها اديرة في المنطقة الممتدة بين الحيرة والكوفة والنجف قبل أن تنشأ الكوفة وقبل أن تكون النجف مدينة.
ويمضي بالقول، أن هذه المنطقة أيضا بنيت بها أديرة كثيرة ويقصدها الكثير من الناس، موكدا أن المسلمين حافظوا على هذه الديار ولم تتعرض للهدم والتخريب حتى ان الامام علي (ع) لما اتخذ الكوفة عاصمة للدولة كثيرا ما كان يمر بهذه الأديرة..
من جهته، يقول مدير السياحة والآثار في النجف احمد الميالي، ان مديريته وقعت اتفاقية مع هيئة السياحة والآثار الألمانية حيث قمنا بمسحها اربع مواسم متتالية، من عام 2014 الى عام 2018، مبينا انه قد توقف العمل بسبب التظاهرات وجائحة كورونا.
ويضيف الميالي في حديث لـ(المدى) ان اولويات المديرية الآن هي حماية المدينة الاثرية من التجاوزات ومن ثم الكشف عن بقية المعالم الاثرية الموجودة فيها.
الميالي ويبين، ان المناطق الأثرية ما زالت تتعرض الآثار فيها الى التجاوزات بسبب التوسع العمراني الذي تشهده النجف، مؤكدا أن من الأسباب الرئيسة التي اخرت الاهتمام بالمواقع الاثرية هي عدم توفر الأموال المخصصة لدعم السياحة في المحافظة والسياسات الخاطئة التي جعلت من السياحة الاثرية آخر اهتمامتها.
ويطالب الميالي عبر (المدى)، الحكومة العراقية ووزارة الثقافة بالالتفات إلى الآثار وحمايتها وتوفير أموال في الموازنات القادمة لصيانة المكتشف منها والتنقيب عن المواقع غير المكتشفة حتى الان. في السياق ذاته، يتحدث المواطن حسين علوان وهو احد سكنة قضاء الحيرة، عن اهمية السياحة في المدينة بتشغيل الكثر من الكسبة والعاطلين عن العمل من اهالي المنطقة فيما لو استثمرت بالشكل الصحيح، داعيا وزارة الثقافة والآثار الى تأهيل المدينة الاثرية ومحيطها لجذب السياح الى المدينة. ويقول علوان في حديث لـ(المدى)، ان فرص نجاح المدينة الاثرية في الحيرة كمرفق سياحي متوفرة فالنجف يقصدها الملايين سنويا من داخل العراق وخارجه، ويتوفر فيها مطار دولي قريب جدا من المدينة الاثرية، فضلا عن كونها مرفقا سياحيا اثريا يختلف عن ما هو معروف وتقليدي في النجف كونها مدينة تشتهر بالسياحة الدينية.