زوعا اورغ/ وكالات
لأول مرة سيزور البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي السعودية في الأسابيع المقبلة، وذلك بعد تلقيه دعوة من القائم بأعمال سفارة المملكة في بيروت، وليد بن عبد الله البخاري، فاتحًا تساؤلات كثيرة عن سبب هذه الزيارة، الأولى من نوعها، وعن أبعادها وتوقيتها، لاسيما أنها تأتي ضمن موجة التغييرات الجديدة التي تشهدها المملكة، ومحاولاتها الانفتاح على الأديان.
وجاءت تلك الدعوة التاريخية خلال زيارة أجراها البخاري للبطريرك الراعي، حيث سلّمه دعوة لزيارة السعودية ولقاء الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد محمد بن سلمان. ففي حين أن السياسيين المسيحيين اللبنانيين غالبًا ما يلتقون بالحكام السعوديين في الرياض، فإن البطريرك الراعي الذي يشغل أيضًا منصب رئيس مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك، سيكون أول زعيم كنسي يزور المملكة، حيث يمنع زيارة الرموز الدينية غير الإسلامية إلى السعودية.
وكان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، قد صرّح في 24 تشرين الأول 2017، إن بلاده ستعود إلى الإسلام الوسطي المعتدل، متوعدًا بتدمير مَن وصفهم بـ”أصحاب الأفكار المتطرفة”. وقال إن السعودية ستعيش حياةً طبيعيةً، مشددًا على أنه لن يسمح بأن تضيع ثلاثين سنة مقبلة من حياة الشعب بسبب “الأفكار المتطرفة”.
الصحف اللبنانية سارعت بدورها لنشر جدول أعمال الزيارة المرتقبة، والتساؤل حول الشخصية الرسمية السعودية التي ستستقبل البطريرك الراعي بالمطار؟ كما ذكرت أن الملفات التي سيبحثها البطريرك الماروني مع السعوديين ستتضمن أبرزها قضية مسيحيي الشرق، ودور الدول العربية في محاربة الجو “الإرهابي”، والمساعدة على إنقاذ التعددية وتنمية روح الاعتدال عند المسلمين.
وقال البيان الرسمي الصادر عن البطريركية المارونية: “استقبل البطريرك الراعي القائم بأعمال السفارة السعودية في لبنان الوزير المفوض وليد بخاري الذي وجه دعوة لصاحب الغبطة لزيارة المملكة العربية السعودية”. وقال المسؤول السعودي بعد اللقاء: “تشرفت بزيارة غبطة البطريرك الراعي، وسلمته دعوة لزيارة المملكة العربية السعودية ولقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في زيارة تعتبر من أهم الزيارات الرسمية، وهي تاريخية، وستكون خلال الأسابيع المقبلة”.
وعلّقت صحيفة النهار اللبنانية: هذه الدعوة مفاجئة في المضمون والتوقيت، ذلك أنها ستكون الزيارة الأولى لبطريرك ماروني للمملكة العربية السعودية، حيث لا كنائس أو أبرشيات أو رعايا مسيحية. وتحديد الزيارة في أسابيع قليلة كان مفاجأة في التوقيت أيضًا، إذ بدت الأجواء مهيأة مع استعداد وقبول لتلبيتها.