زوعا اورغ/ اعلام البطريركية
رسالة بمناسبة يوم الشهداء
الجمعة 6 نيسان 2018
البطريرك لويس روفائيل ساكو
تقع ذكرى شهداء كنيستنا في الجمعة التي تلي عيد القيامة، لذا تأتي ضمن الاحتفال بعيد الفصح – القيامة، وكنيستنا تزخر بهم حتى يومنا هذا (الشهداء مار بولس فرج رحو والأب رغيد كني ورفاقهما وشهداء المدن الأخرى وشهداء سفر برلك 1915 الأساقفة: اداي شير ويعقوب ابراهام وتوما اودو والمئات الآخرين وشهداء القرون الأولى مار شمعون برصباعي ورفاقه).
القيامة ودماء الشهداء ينبوع قيم ايمانية وروحية تروي حياتنا، وتُنعش رجاءنا بارتقاء الانسان في أجواء من المحبة والتسامح والسلام، فينهض بلدنا ويتخلص من كل اشكال الإرهاب والقتل والدمار والتهجير، ويَنعم بالأمان والاستقرار والازدهار الاقتصادي والاجتماعي، مما سيشجع العائلات النازحة على العودة إلى ديارها وبلداتها وقُراها.
عيد القيامة وذكرى الشهداء هو زمن الأمل – الرجاء وتجدد الثقة بالحياة، وتحقيق الامنيات. نتمنى ان يعي الاكليروس والمؤمنون مسؤولياتهم والتحديات الجمة التي تحيط بهم وتهدد وجودهم فيعملوا لتوحيد صفوفهم، لان القوة في الوحدة، والوحدة من اجل الخير تصنع التغيير. والتمسك بالوطن والأرض واجب مقدس، ونحن فيه اصيلون وان الظلم لن يدوم، بل الخير والمحبة والسلام هي التي تدوم.
وهنا يطيب لي ان أؤكد كما يؤكد البابا فرانسيس، ان رسالة الكنيسة شاملة: رسالة روحية وإنسانية واجتماعية. رسالتنا خدمة المحبة اقتداءً بالمسيح. علينا ان نجد طرقاً لتوفير مزيد من الاستقرار والرفاهية للناس بعد كل ما عانوه من الإرهاب والدمار. نتمنى أن توفر هذه المناسبة المتميزة رؤية جديدة لرسالة الكنيسة تتناسب راعويا واجتماعيا مع وضعنا الحالي للحفاظ على ما تبقى من المسيحيين في العراق، وتخلق مزيدا من التفاعل بينهم وبين مؤمنيهم وبين الأديان الأخرى لتبدد ارض الحضارات الظلمات، ويكون المجد لله في العلى وعلى ارضنا السلام.