زوعا اورغ/ متابعات
مشاركة مميزة لعائلة الأب الشهيد رغيد في اللقاء العالمي للعائلة في ايرلندا
الأب ريبوار عوديش باسه
كان لكنيسة العراق حضوراً مميزاً في اللقاء العالمي التاسع للعائلة الذي أقيم هذا العام في ايرلندا. فقد شارك السيد عزيز كني، والد الأبالشهيد رغيد ووالدته كرجيه سليمان، وكل أفراد عائلة شقيقته ايناس (هي وزوجها سرمد وولدهما ازل وابنتهما سارة). مشاركتهم مثلتثلاثة اجيال تحمل في قلوبها بذرة الإيمان التي نقلها مار توما الرسول لأرض العراق، بلاد النهرين. وقد حافظ أبناءكنيسة العراق المضطهدة على وديعة الإيمان هذه بفضل تضحيات القديسين ودماء الشهداء.
هذا، وقد وقدمت السيدة إيناس شهادة مؤثّرة بأسم عائلة الأب الشهيد رغيد، لقداسة البابا فرنسيس وامام ألاف الحاضرين في ملعب دبلن،قائلة بأن اخوها الكاهن الكاثوليكي رغيد كني استشهد في سبيل إيمانه بالمسيح وذلك خلال الحرب. وبأنهم يفتقدونه جداً. ودعت قداسة البابالمشاهدة الفيديو القصير الذي أعده رامي الذي لا يزال يعيش في قريتهم كرمليش في العراق.
وبعد ذلك صافح أعضاء عائلة الأب رغيد قداسة البابا فرنسيس، ونالوا بركته. وقد اهدت السيدة ايناس نسخة من كتاب يروي قصة حياةواستشهاد أخيها الأب رغيد لقداسة الحبر الأعظم. والكتاب يحمل العنوان التالي “كاهن كاثوليكي في الدولة الاسلامية؛ قصة الأب رغيدكني”، وهو من تأليف الأب ريبوار عوديش باسه.
وخلال كلمته، ثمّن قداسة الحبر الأعظم الشهادة الإيمانية المؤثرة التي أعطتها عائلة شهيدالمسيح، الأب رغيد ورفاقه الشمامسة وحيدوبسمان وغسان، قائلاً:
“… لقد سمعنا من إيناس وسرمد كيف أن المحبة والإيمان في العائلة يمكن أن يكونا مصدر قوة وسلام حتى في خضم العنف والدمارالناجمان عن الحرب والاضطهاد. قصتهم تذكرنا بالأوضاع المأساوية التي تعاني منها الكثير من العوائل كل يوم، حيث يضطرون إلىترك منازلهم بحثاً عن الأمن والسلام. غير أن إيناس وسرمد قد أظهرا لنا أيضاً كيف يمكن إعادة بناء الحياة، بدءاً من العائلة وبفضلالتضامن الذي أظهرته العديد من العوائل الأخرى، لينبعث الرجاء من جديد. وقد رأينا هذا الدعم في شريط الفيديو لرامي وأخيه ميلاد،حيث عبّر رامي عن امتنانه العميق للتشجيع والمساعدة اللذين تلقتهما عائلتهما من قبل الكثير من العوائل المسيحية الأخرى من جميعأنحاء العالم. وهذا الامر الذي مكنهم من العودة إلى قراهم. العوائل في كل المجتمعات هي مصدر سلام، لأنها تعلم المحبة والقبولوالمغفرة التي تعد أفضل ترياق ضد الكراهية والحقد والانتقام التي تسمم حياة الناس والمجتمعات. وكما كان كاهن أيرلندي فاضل يعلم،قائلاً: «العائلة التي تصلي معاً، تبقى معاً»، وتشع السلام. وكما تشكل عائلة كهذه دعماً مميزاً للعوائل الأخرى التي لا تعيش في سلام. بعداستشهاد الأب رغيد كني، اختارت إيناس وزوجها سرمد وعائلتهما المغفرة والمصالحة بدلاً من الكراهية والحقد. وأدركوا، على ضوءالصليب، بأنه لا يمكن مقاومة الشر إلا بالخير، وأنه لا يمكن التغلب على الكراهية إلا بالمغفرة. وهكذا، وبشكل لا يكاد تصدقه، تمكنوا منالعثور على السلام في محبة المسيح، المحبة التي تجدد كل شيء. وفي هذه الليلة شاركونا بهذا السلام. وصلوا معنا…”.