زوعا اورغ/ وكالات
تعيش أم نينوس وحيدة بعد خمس سنوات، على اعتقال “جيش الاسلام” ابنها الأول في ريف دمشق في السنوات الأولى من الحرب السورية بعام 2012، وخطف تنظيم داعش في بداية ظهوره ابنها الآخر وهي الآن لا تملك سوى صورهم في جهازها النقال.
قرية تل بالوعة الواقع على نهر الخابور، 30 كم في ريف الحسكة الغربي، تعرضت لهجوم من قبل تنظيم داعش الإرهابي بشهر شباط (فبراير) في عام 2015، ما دفع بتهجير كامل الآشوريين من قريتهم.
ويصل عدد القرى الآشورية المتاخمة لنهر الخابور ما بين مدينتي الحسكة وتل تمر الى 33 قرية. وفي كل منها كنيسة.
ولم تقتصر هجمات تنظيم داعش في عام 2015 فقط على تلك القرية بل على معظم القرى في تلك المنطقة، مخلفاً تدمير معظم الكنائس وإحراق غيرها.
كنيسة تل بالوعة، القرية التي لم يتبق منها سوى ثلاث آشوريين من أصل 50 منزلاً، منهم منزل أم نينوس وزوجها وأحد أقربائهم.
وتعرضت هذه الكنيسة لحرق وتدمير محتوياتها من قبل التنظيم. وبقيت على حالها كل هذه المدة. إلا أن بدأت أم نينوس بفتح أبوابها مرة أخرى وتنظيفها بعض الشيء.
وبعد خمس سنوات، قررت أم نينوس إشعال الشموع مجدداً داخل الكنيسة وهي في أملٍ مستمر برؤية ابنائها قريباً. وتقول ام نينوس إن مجيئها إلى الكنيسة هو رسالة لمواجهة ما خلفه هذا الإرهاب وإعادة الحب والحياة للمنطقة.
وتشعر أم نينوس بالوحدة داخل القرية، بعدما هاجرت ابنتيها وابنها الكبير إلى خارج سوريا.
وأبو نينوس الذي وصل عتبة 70 عاماً، هو الآخر يدير أرضه الزراعية في محيط القرية بالشراكة مع أحد الفلاحين اللاجئين من دير الزور. ويعود إلى المنزل في كل يوم مع أمله المستمر بإيجاد أبنائه. حيث لم تتوقف محاولاته ابداً بحثاً في السجون عن الأول. ومواجهة تنظيم داعش لايجاد الثاني. ولكن كان التهديد بالقتل والنحر هو الجواب دائماً.
ويقول أبو نينوس إن الإنسان يعيش على الأمل.. وأمله الوحيد برجوعهم مستمر. وأضاف: “أولادي المخطوفين كانوا سبب بقائي وتعلقي بمنزلي، هذا هو المكان الوحيد التي يمكن فيه رويتهم مجدداً. حيث تجمعهم الآن صورة واحدة وهي معلقة في مطبخ المنزل”