زوعا اورغ/ وكالات
يرى مراقبون أن الحريق الذي وقع في مخازن لصناديق الاقتراع في العاصمة بغداد، قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد، حيث تشكل منعطفا جديدا وخطيرا، وذلك في الوقت الذي اعتبرته بعض الأطراف “مفتعلا” لإخفاء التزوير والتلاعب.
وذكرت صحيفة ” الحياة” في تقرير لها، اليوم الاثنين، 11 حزيران 2018، ان الحريق الذي اندلع أمس في مخازن صناديق الاقتراع ببغداد، جاء تزامنا مع مباشرة قضاة الإشراف على عملية العد والفرز اليدوي للأصوات في الاقتراع الذي جرى في 12 أيار الماضي، تنفيذا لقرار البرلمان.
وأضاف التقرير أن رئيس الوزراء، حيدر العبادي، اعتبر أمس في بيان، أن “حرق المخازن الانتخابية… يمثل مخططا لضرب البلد ونهجه الديمقراطي وسنتخذ الإجراءات الكفيلة والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه زعزعة أمن البلاد ومواطنيه”.
فيما دعا رئيس البرلمان، سليم الجبوري، إلى ضرورة إعادة الانتخابات، وقال في بيان إن “جريمة إحراق المخازن الخاصة بصناديق الاقتراع في منطقة الرصافة، إنما هي فعل متعمد، وجريمة مخطط لها تهدف إلى إخفاء حالات التلاعب، وتزوير للأصوات وخداع للشعب العراقي وتغيير إرادته واختياره”.
وأوضحت الصحيفة ان رئيس مجلس المفوضين معن الهيتاوي، أكد ان “الحريق لا يؤثر على نتائج الانتخابات كون الشيتات الخاصة بالنتائج توجد لدينا نسخ احتياطية منها… إضافة الى أوراق الاقتراع في الصناديق”، مبينا أن الحريث شمل جميع أجهزة تسريع النتائج وأجهزة التحقق الالكترونية الخاصة فقط، ولم يمتد للصناديق أو أوراق الاقتراع.
وأشارت الصحيفة إلى ان “السلطات لم تحدد أسباب اندلاع الحريق، لكنه جاء بعد قرار البرلمان إعادة العد والفرز يدويا لأكثر من 10 ملايين صوت، إثر مزاعم عن حصول عمليات تزوير كبيرة خلال الانتخابات التي فاز فيها التحالف الذي يقوده زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر”.
وتابعت أن “حادث الحريق تزامن مع قرار مجلس القضاء الأعلى تعيين قضاة للقيام بصلاحيات مجلس المفوضين الذين أوقفوا عن العمل في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، والإشراف على عمليات العد والفرز اليدوي”.
من جانبه اعتبر عضو “تحالف الفتح” رحيم الدراجي، ان “احتراق صناديق اقتراع الرصافة عملية مدبرة وبفعل فاعل، الهدف منها إخفاء عمليات التزوير والتلاعب الكبيرة في نتائج الانتخابات، فيما حمل مفوضية الانتخابات مسؤولية هذا الحريق، لأنها الجهة المعنية بالحفاظ على صناديق الاقتراع.
أما النائب فائق الشيخ علي، فقد أشار في تغريدة له على “تويتر”، إلى ان ” الذي أحرق صناديق الاقتراع في الرصافة ليس مفوضية الانتخابات المجمدة، فهي لا تملك هكذا قدرة، متهما “الذي ثأَر لتفجير الحسينية في مدينة الصدر”، وأضاف اننا أمام معركة شرسة لمن يمتلكون السلطة والمال والسلاح خارج الدولة.
فيما لم يستبعد النائب مشعان الجبوري، احتمال إعادة الانتخابات في بغداد إثر هذه الحادثة، بينما اكد مستشار رئيس الجمهورية، والقيادي في التيار الصدري، أمير الكناني، ان “هناك من يحاول حرق أصوات أبناء الصفيح الذين خرجوا للتصويت لأبنائهم الشرفاء من المقاومين للاحتلال وتنظيمات القاعدة وداعش الإرهابية، ونبذوا السرّاق والمترفين الذين تعاملوا مع العراق والعراقيين كبقرة حلوب”.
وكانت مصادر أمنية أكدت أمس، ان حريقا اندلع في مخازن المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات في قاطع الرصافة بمنطقة شارع فلسطين شرقي بغداد، وتسبب الحريق بإتلاف الكاميرات والسيرفرات وعدد من أوراق وصناديق الاقتراع المخزنة في هذه المخازن.